وبعد توليه المنصب، توقع البعض أن يفرض وضعه الرئاسى عليه قيودا فى الطريقة التى ينتقد بها معارضيه، لكن هذا لم يحدث، وأصبح ترامب لا يتوان عن توجيه أشد الانتقادات وأكثرها حدة ليس فقط لخصومه ولكن فى بعض الأحيان لأنصاره، مثلما فعل مرارا مع وزير العدل السابق جيف سيشنز، وحتى القضاة الذين يصدرون أحكاما تتعارض مع سياساته وقراراته، ناهيك عن هجومه المستمر على الإعلام ولاسيما شبكة "سى إن إن" التى وصف مراسلها فى البيت الأبيض بالوقح، حتى أن ترامب أصبح واحدا من أبرز السياسيين والقادة الذين يتسمون بسلاطة اللسان.
أحدث هجمات ترامب كانت على القضاة، واستدعت ردا من رئيس المحكمة العليا الأمريكية جون روبرتس رفض فيه هجوم الرئيس على أحد القضاة الفيدراليين الذى حكم ضد سياساته التى تحرم مهاجرين معينين من اللجوء للولايات المتحدة، حيث وفصه ترامب بأنه من قضاة أوباما.
حيث أصدر رئيس المحكمة العليا المعين من قبل الرئيس الجمهورى جورج دبليو بوش، بيانا ردا على استفسار إعلامى قائلا: "ليس لدينا قضاة اوباما أو قضاة ترامب، ولا قضاة بوش ولا قضاة كلينتون" وأضاف: لدينا مجموعة فذة من القضاة المخلصين يبذلون قصارى جهدهم لتحقيق العدالة بين الماثلين أمامهم، ذلك القضاء المستقل شىء ينبغى أن نفخر به جميعا".
لكن ترامب لم يعجبه هذا، وكتب على تويتر يقول "عذرا أيها المستشار جون روبرتس، لكنكم لديكم بالفعل قضاة أوباما، وهؤلاء لديهم وجهة نظر مخالفة كثيرا لوجهة نظر المكلفين بأمن بلدنا".
هذه المعركة الكلامية، التى شهدت ظهورا نادرا لرئيس المحكمة العليا، تاتى بعد وقت قصير من معركة أخرى لترامب مع مراسل سى إن إن فى البيت الأبيض جيم أكوستا الذى وصفه الرئيس الأمريكى بأنه وقح بعد إصراره على توجيه سؤال له حول الهجرة ورفضه تسليم الميكروفون للمتدربة المختصة بالبيت الأبيض.
ولم يكتف ترامب بالإهانة التى وجهها للصحفى، بل قام بسحب تصريح عمله بالبيت الأبيض، الأمر الذى دفع شبكة سى إن إن لمقاضاة ترامب، وحكم القضاء لصالحها ليعود أكوستا إلى البيت الأبيض مرة أخرى.
وحتى فى انتقاداته لأنصاره أو مسئولى حكومته، لم يخفف ترامب من حدة لهجته. فقد شن الرئيس الأمريكى هجمات متكررة على وزير عدله السابق جيف سيشنز، والذى كان يعد من أكثر الموالين له قبل وبعد انتخابه، وذلك لأنه تسبب فى تشكيل لجنة تحقيقات فى قضية التدخل الروسى بالانتخابات الأمريكية برئاسة المدعى الخاص روبرت مولر، وذلك بعد أن عزل سيشنز نفسه من الإشراف على التحقيقات للتشكيك فى مصداقيته فى هذا الشأن فى ظل ولائه لترامب.
وفى إحدى المرات التى هاجم فيها ترامب سيشنز قال، ليس لدى وزير عدل. وبطريقة مهينة تخلص ترامب من سيشنز وأقاله فى اليوم التالى لإجراء الانتخابات النصفية، وعين بدلا منه ماثيو وايتاكر قائما بالأعمال لحين اختيار مرشح دائم لشغل المنصب.