أثارت المراجعات الأخيرة التى قام بها قيادات تحالف دعم الإخوان، المخلى سبيلهم مؤخرا، جدلا بين من يرى أنهم سيعلنون التبرؤ من الجماعة والانفصال الرسمى عنها بعد خروجهم من السجن، ومن يرى أنهم سيرغبون فى التهدئة، خاصة بعد سلسلة المقالات التى كتبها بعضهم داخل السجن والتى يؤكدون على أخطاء ممارسات التنظيم.
من ناحيتها أكدت هيئة الدفاع عن قيادات تحالف الإخوان، أن المراجعات والمواقف التى اتخذها قيادات التحالف داخل السجن، ونقد تصرفات التنظيم هى مواقف معروفة لهم، مشيرا إلى أن الجماعة نفسها منقسمة على نفسها وبالتالى لابد أن يكون حلفاؤها غير راضين عن أدائها.
• محامو الجماعة الإسلامية: قيادات التحالف المخلى سبيلهم لديهم ملاحظات على "الإخوان".. وسيعلنون التهدئة
قال عادل معوض، محامى الجماعة الإسلامية، إن مواقف قيادات التحالف المنتقدة للتنظيم وتصرفاته، هى مواقف ثابتة عنهم، مشيرا إلى أن هناك خلافات فى وجهات النظر، ليس فقط بين الجماعة والحلفاء ولكن داخل الجماعة نفسها، ويعتبر كل طرف من أطراف الصراع داخل الجماعة أنه على صواب.
وأضاف لـ"انفراد" أن قيادات التحالف ستعلن موقفها صراحة بعد الخروج من السجن، لافتا إلى أن قيادات التحالف لديها ملاحظات على تصرفات التنظيم خاصة بعد خلافاته الأخيرة.
فيما توقع خالد المصرى، محامى قيادات تحالف الإخوان، أن يكون هناك تهدئة من قبل قيادات التحالف خاصة بعد الإفراج عن 10 من قياداتهم، مشيرا إلى أن هذه التهدئة ستظهر بوادرها خلال الأيام المقبلة.
وكشفت مصادر داخل تحالف الإخوان، أن 6 على الأقل من الذين تم إخلاء سبيلهم من قيادات تحالف الإخوان، أجروا مراجعات حول الموقف من تأييد جماعة الإخوان الذى اتخذوه عقب عزل محمد مرسى، واستشهدت المصادر بالمقالات التى كتبها مجدى حسين، رئيس حزب الاستقلال – الذى صدر حكما بحله- والذى انتقد فيه تصرفات الإخوان وتبعية قراراتها للولايات المتحدة الأمريكية.
مصادر قانونية من هيئة دفاع بعض قيادات تحالف الإخوان، أكدت أن هناك نية من أحزاب القيادات التى حصلت على قرارات إخلاء السبيل بتهدئة التصريحات، وإعلان التبرؤ من التنظيم وتصرفاته، والتوقف عن أى دعوات لتنظيم فعاليات من عدمه، مشيرة إلى أن أغلب قيادات التحالف المخلى سبيلهم لديهم موقف فى الفترة الأخيرة من تحالف أحزابهم مع الجماعة، وبعضهم شارك فى قرارات انفصال تلك الأحزاب عن الإخوان وتحالفها.
وأوضحت المصادر، أن سلسلة المقالات التى كتبها مجدى حسين، رئيس حزب الاستقلال، بعنوان "خلافاتنا مع الإخوان" أكبر دليل على أن بعض الحلفاء راجع الموقف الذى اتخذه فور عزل مرسى، وتحليل الأخطاء التى وقعت فيها، مشيرة إلى أن خروج نصر عبد السلام القائم بأعمال رئيس حزب البناء والتنمية، سيقوى الجبهة الرافضة لاستمرار الجماعة الإسلامية فى التحالف مع جماعة الإخوان، مؤكدة فى الوقت ذاته أن هذه المراجعات ليس لها علاقة بإخلاء سبيلهم، حيث إنها مستمرة منذ أشهر بسبب تصرفات التنظيم الأخيرة وخلافاته الداخلية.
من جانبه، أكد مختار نوح، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، والقيادى المنشق عن جماعة الإخوان، أن مجدى قرقر ومجدى حسين القياديان بحزب الاستقلال – المتحالف مع الإخوان – أجريا مراجعات داخل السجن حول أخطاء تحالفهما مع الإخوان.
وأضاف مختار نوح فى تصريحات لـ"انفراد" أن الإفراج عن قيادات تحالف الإخوان سيكون له تداعيات كبيرة خاصة على الجماعة نفسها، وسيؤدى إلى استسلام جماعة الإخوان خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن هذا الإفراج سيربك التنظيم.
بدوره قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن عددا من الذين تم إخلاء سبيلهم فى قضية تحالف الإخوان لديهم موقف معارض من تصرفات الجماعة، ورفضهم لتوريط التنظيم للحفاء فى أعمال العنف التى تتبناها الجماعة.
وتوقع القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن تساهم تلك القيادات التى تم إخلاء سبيلها فى إقناع أحزابهم بضرورة الانسحاب بشكل كامل من تحالف الإخوان، وعدم التضامن مع أى فعاليات تدعو أن تنظمها جماعة الإخوان.
ذكر أن محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة فى طرة، برئاسة المستشار حسن فريد، أخلت سبيل مجدى قرقر القيادى بحزب الاستقلال والمتحدث باسم تحالف دعم الإخوان، ومجدى حسين رئيس حزب الاستقلال، والشيخ فوزى السعيد، وناصر عبد السلام رئيس حزب البناء والتنمية و6 آخرين، مع اتخاذ التدابير الاحترازية.