كشفت كاتبة أمريكية عما وصفته بالحقيقة المروعة التى تواجه من يعتنق الإسلام فى الولايات المتحدة بعد أحداث سبتمبر.
وقالت الكاتبة تريزا كوربين، فى مقالها اليوم بصحيفة "واشنطن بوست"، إنها قررت اعتناق الإسلام فى نوفمبر 2001، بينما كان رجال مكافحة الحرائق يواصلون رفع أنقاض برجى مركز التجارة العالمى اللذين تم تدميرهما فى أحداث سبتمبر الإرهابية من العام نفسه.
وأضافت كوربين، أنها كانت فى مرحلة استكشاف على مدار عدة سنوات، ونشأت كمسيحية كاثوليكية وابنة أحد محاربى فيتنام المعاقين. وشعرت بتقدير لما أتاحته لها تلك التنشئة، فقد تعلمت فى المدرسة الكاثوليكية أن تحب الله وتحترم معتنقى جميع الأديان، إلا أنها وجدت صعوبة فى قبول التعاليم الخاصة بالثالوث المقدس، لذلك اتجهت للبحث فى الديانات السماوية الأخرى.
المساواة الثورية فى الإسلام
وفى دراستها الجامعية أصبحت ملحدة لكن بعدما اعتنقت زميلتها فى المسكن الجامعى الإسلام أصبحت مهتمة به، وبينما كانت صديقتها تعرف أكثر عنها، فكانت تشاركها ما توصلت إليه.
وقدرت المساواة الثورية التى أتى بها الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال إنه لا أفضلية لعربى على أعجمى والعكس صحيح، وأنه لا أفضلية للبيض على السود والعكس صحيح إلا بالتقوى والعمل الصالح.
وشعرت بالشغف للعدالة التى انعكست فى دعوة القرآن إلى الشهادة الحق، حتى لو كانت ضد نفسك أو ضد والديك أو أقاربك، وأدركت أن الموقف الإسلامى المتمثل فى "لكم دينكم ولى دينى" يمكن أن ينقذ العالم بآسره من الفتنة فقط لو أن هناك آذانا مصغية.
وأكدت كوربين أن الإسلام بالنسبة لها دين سلام مهما كان ما يقولونه قلة من المتطرفين الذين ينتهجون العنف، لذلك اختارت أن تعتنق الإسلام فى نوفمبر 2001، وبدأت فى ارتداء الحجاب والذهاب إلى المسجد.
وأضافت، لم يكن الأمر سهلا على حد تعبيرها، ففى الأسابيع والأشهر التى تلت أحداث سبتمبر، صورت وسائل الإعلام كل المسلمين على أنهم عنيفين ومتعصبين، وبلغت نسبة الزيادة فى جرائم الكراهية 1700% ضد الأمريكيين المسلمين بين عامى 2000 و2001.
وروت الكاتبة بعض ما حدث لها ذات مرة عندما سألها أحد عمال البريد ما إذا كان الطرد الخاص بها يحتوى على قنبلة. ومرة أخرى ألقى عليها سائق شاحنة "البيض" ولم تجد مبررا لما فعله سوى مظهرها الإسلامى. وتقول إنها كرهت سلوكه لكنها حاولت أن تتفهمه فقد كان الأمريكيون فى حالة رعب، وحاولت الرد بتسامح مع كل تعصب تواجهه.
معنى الخوف الحقيقى
لكن فى عام 2003 عندما تم إحراق مسجدها بدات تعرف معنى الخوف الحقيقى، وشعرت بان قومها يرفضونها وشعرت فى هذا اليوم بمرارة الاغتراب، لكن صمود المسلمين كان له اثر إيجابى عليها.
وتقول الكاتبة، إن التعصب الذى واجهته دفعها نحو فهم أعمق للإسلام، ودفعها لكى تحدد لنفسها ما يعنى أن تكون أمريكية تماما ومسلمة تماما، سواء لنفسها أو لمن يسألونها.
زيادة مناخ الكراهية
والآن وبعد مرور 12 عاما، تشعر أن مناخ الكراهية يزداد، ويواصل المتطرفون الذين يطلقون على أنفسهم مسلمين إرهاب الناس من أتباع كل الديانات حول العالم، ويواصل المتطرفون الأمريكيون إشعال نيران الخوف والكراهية ويهاجمون المسلمين سواء قولا أو فعلا فى دور عبادتهم أو حتى فى الشارع. وتحدثت عن مثال على هذا التعصب ضد المسلمين فى دعوة المرشح الجمهورى المحتمل إلى مع دخول المسلمين للولايات المتحدة، وقبلها دعوته لهم لارتداء بطاقات هوية تحدد دينهم.
وأضافت الكاتبة أن تلك الكراهية صعبت عليها العمل كمرأة مسلمة، فخلال العام الماضى تلقت مئات من الرسائل الإلكترونية والتغريدات على موقعها الإلكترونى مثل "انتحرى عندما تقرأين هذا".. لذلك كان عليها أن تتأكد فى كل مرة قبل أن تخرج من بيتها أن داعش أو بوكو حرام أو الشباب لم يرتكبوا جنونا جديدا أو وحشية فى سعيهم الأعمى للنفوذ، وأن ترامب لم يقدم اقتراحا جاهلا جديا متسببا فى إشعال الإسلاموفبيا فى أمريكا فى سعيه الأعمى للقوة أيضا. ولو حدث ذلك، فهى تخشى أن تغادر منزلها وحدها.