"انفراد" يكشف: مراكز علاج الإدمان الطريق إلى الموت.. حكايات شباب فقدوا حياتهم وآخرين نجوا من حفلات التعذيب على يد مدمنين متعافين.. محمد حاول والده علاجه من الإدمان فتسلمت والدته جثته.. و4 ملايين مدمن

-«عمر»: عصير منوم والربط بالسرير والنوم على الأرض أساليب العلاج.. وقضيت بالمركز أسوأ شهر فى حياتى -جولة داخل مصحة غير مرخصة بحدائق الأهرام ترصد: غرف تشبه الحجز والزيارات ممنوعة.. وفرقة شحن تخطف شابا هاربا من المركز داخل توك توك وتقوده لمكان مجهول -مدير إدارة العلاج الحر بوزارة الصحة: 4 ملايين مدمن فى مصر وأعداد المراكز الحكومية قليلة صباح كل يوم جمعة تذهب والدة الشاب علاء نبيل، إلى المقابر، هناك يرقد جثمان ابنها الذى فقدته داخل مركز غير مرخص لعلاج الإدمان بحى المقطم بالقاهرة، تقرأ له الفاتحة وتتذكر لحظات ومواقف جمعتهما قبل وفاته، أودعته هناك فى المركز، أملا فى علاجه بعد أن سقط كغيره من الشباب فى فخ الإدمان، كان يتعاطى الأقراص المخدرة «الترامادول»، إلا أن أمنيتها ذهبت أدراج الرياح، بعد أن فقدت ابنها الوحيد على يد العاملين بالمركز، واكتشفت عقب ذلك أنهم مجموعة من المدمنين المتعافين، أعدوا له حفلة ليس لتهنئته على شفائه، لكنها حفلة تعذيب انتهت بمقتله. والدة «علاء»، تجلس بغرفته الخاصة بالمنزل، تحتضن ملابسه، ما زالت رائحته بها لم تفارقها، صوره المعلقة على الجدران، كل واحدة تحمل ذكرى معينة، صورة صغيرة لا تفارقها، وضعتها بحافظتها الخاصة. والد علاء بالرغم من صدور حكم من محكمة جنايات القاهرة بحبس المتهمين 3 سنوات مع الشغل بتهمة التعذيب، إلا أن الحكم لم يشف غليله، وما زال يبحث عن المتورطين فى قتل ابنه، أملا فى العثور عليهم والقصاص منهم، التساؤل الذى يردده دائما، لماذا عذبوه، لماذا قتلوا ابنى الوحيد؟ علاء ليس الضحية الوحيدة الذى فقد حياته داخل مراكز غير مرخصة لعلاج الإدمان، العديد من البيوت تحتوى على قصص مشابهة، ملابس سوداء ترتديها أمهات، ودموع تسقط على استحياء على جبين أباء، أعلنوا الحداد حزنا على فقد أبنائهم داخل تلك المراكز التى تحولت إلى مقابر للشباب الراغبين فى العلاج ومقاومة المرض اللعين الذى دمر حياتهم، محاولين استعادة ما فقدوه، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، وتعرضت للهدم على يد القائمين على تلك المراكز، من مدمنين متعافين باحثين عن الثراء، مستغلين خبرتهم فى مجال الإدمان، بعد تحويلها إلى ما يشبه المعتقلات للضحايا الذين تعرضوا إلى حفلات تعذيب أنهت حياتهم، بينما نجا منها آخرون خرجوا ليقصوا ما تعرضوا له. وقدرت إحصائية أعدتها الدولة لعدد المدمنين فى مصر، بحوالى 4 ملايين شخصا سقطوا ضحايا لشبح الإدمان، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف العلاج بالمراكز المرخصة، ساهم فى انتشار تلك المراكز، ووسط شروط يعتبرها العديد من العاملين فى مجال علاج المدمنين، تعقيدا وتحتوى على صعوبات وعراقيل أمام الحصول على تراخيص لإدارة مركز لعلاج الإدمان، كان الطريق ممهدا لانتشار المصحات غير المرخصة، التى تخالف كل الاشتراطات التى فرضتها وزارتا الصحة والتضامن المكلفتين برقابة تلك المراكز. كما ساهمت قلة الحيلة للعديد من الأسر التى تضم بين أفرادها عضوا مدمنا، والعجز عن توفير الماديات المطلوبة لإيداعه مركز ومصحة مرخصة لعلاج الإدمان، وقلة عدد المراكز الحكومية، وارتفاع عدد المترددين عليها، فى الاضطرار للجوء لتلك المراكز. وخلال الستة أشهر الأخيرة سجلت محاضر الشرطة وتحقيقات النيابة 6 حالات وفاة سقطوا داخل تلك المراكز تعرضوا للتعذيب، بمعدل حالة كل شهر، وهى الحالات الرسمية التى تم الإعلان عنها، إلا أن أحد الباحثين فى مجال الإدمان والعاملين به، قدر العدد إلى ما يقرب من 30 حالة، إلا أن عائلات الضحايا لم تعلن عنها خشية الفضيحة. - مغامرة داخل مركز غير مرخص انتشار تلك المراكز وارتفاع عدد ضحاياها، وغياب الرقابة عليها دفعنا لإجراء التحقيق، وكانت البداية مع البحث عن عناوين تلك المراكز المنتشرة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، وتوصلنا للعديد منها التى أعلنت عن نفسها بتقديم خدمات للراغبين فى الإقلاع عن تعاطى المخدرات، إلا أن الملاحظ أن المعلنين لم يفصحوا عن عناوين مقرات تلك الأماكن، تاركين أرقام هواتف فقط للراغبين فى التواصل معهم. وقررنا خوض تجرية التواصل مع صاحب إعلان إحدى المصحات، وادعينا له رغبتنا فى علاج شقيق لنا من إدمان مخدر «الاستروكس» وطلبنا معاينة المصحة قبل ايداعه بها. واستجاب صاحب الإعلان لرغبتنا واتفقنا معه على موعد اللقاء وحصلنا منه على عنوان المركز الخاص به بمنطقة حدائق الأهرام، استقلينا سيارة وتوجهنا للمكان، اكتشفنا أنه عبارة عن فيلا مكونة من 4 طوابق بشارع يتميز بالهدوء، التقينا بمدير المركز، شاب يبدو عليه علامات التعافى من الإدمان بدأ فى شرح مميزات ومراحل علاج النزيل والخدمات الصحية المقدمة له، وذكر أن هناك مستويات فى العلاج والمقابل المادى، يحدد حسب عدد المرضى المقيمين فى الغرف ونوعية الوجبات المقدمة للنزيل. وطلبنا معاينة غرف النزلاء وبالرغم من رفضه فى بادئ الأمر وبعد الحاح وتلويح بمغادرة المكان، وافق على إجراء معاينة سريعة للمركز، صعدنا للطابق العلوى، المكان مقسم إلى غرف وكل غرفة تحتوى على عدد من الأسرة ذات الطابقين التى تشبه غرف الحجز، ورفض اطلاعنا على باقى الغرف، وخلال المعاينة تحدث مدير المركز عن بعض الاشتراطات الخاصة بالإقامة، أولها عدم السماح بزيارة النزيل إلا بعد مرور 7 أيام من إيداعه وسحب هاتفه المحمول أو أى أموال بحوزته، وخلال زيارته ضرورة تجاهل أى شكاوى أو استغاثة من النزيل عن تعرضه للتعذيب والضرب، أو عدم تناول وجبات آدمية فى المركز، مدعيا أن تلك الشكاوى هى محاولة من النزيل لمغادرة المركز وعدم استكمال رحلة العلاج. وتحدث عن أسعار الإقامة فى المركز، فأكد أنها تتراوح ما بين 200 و400 جنيه فى اليوم الواحد حسب عدد النزلاء فى الغرف، كما ذكر أنه فى حالة عدم رغبة المريض فى الحضور إلى المصحة بنفسه، سيوفر لنا فرقة شحن مكونة من 4 أشخاص بسيارة ملاكى مهمتها نقله بالقوة، بعد تقييد حركته، من المكان الموجود فيه مقابل حصولهم على 500 جنيه. تقابلنا مع شخص آخر بالمركز ادعى أنه الطبيب المشرف على الحالات، وهو فى الأصل مدمن متعافٍ ويقدمه صاحب المكان على أنه طبيب، وشرح لنا برنامج علاج النزيل، ثم غادرنا المكان بعد الاتفاق معه على موعد شحن المريض إلى المصحة، لتنتهى جولتنا داخل أحد مراكز علاج الإدمان غير المرخصة، وهو نموذج للمصحات التى تشهد حالات تعذيب للنزلاء، وتمارس نشاطها بعيدا عن رقابة الجهات الحكومية المسؤولة. حكايات الضحايا العديد من الشباب الذين سقطوا فى مستنقع الإدمان حاولوا إنقاذ أنفسهم، بالبحث عن وسيلة للعلاج من تعاطى المخدرات، ولم يجدوا أمامهم مفرا سوى اللجوء لتلك المراكز، منهم من اختارها جهلا بالفارق بينها وبين المصحات الحكومية أو الخاصة المرخصة، وآخرون اضطروا لها لارتفاع قيمة العلاج بالمصحات المعتمدة الحاصلة على ترخيص، وعجزهم عن توفير نفقات العلاج. محمد إبراهيم، شاب يبلغ من العمر 25 سنة، يقيم بحارة ضيقة متفرعة من شارع جانبى يتبع حى بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، سقط مثل العديد من الضحايا فى عالم الإدمان بواسطة ما يسمى أصدقاء السوء، تعاطى مخدر الإستروكس فأصابه بحالة من الهذيان، حتى اكتشف والديه المصاب الذى لحق به، فقررا سرعة إنقاذه. أحد جيران الضحية عرض على والد «محمد» علاجه بمركز لعلاج الإدمان مقره بمركز البدرشين فى الجيزة، وأكد له أن مسؤولى المركز تمكنوا من علاج أحد أصدقائه سابقا، محدثا إياه «دا مركز مضمون، ومش بيطلب فلوس كتير». استجاب والد الضحية للعرض الذى تلقاه، وأجرى اتصالا بمسؤولى المركز، فاتفقوا معه على الحصول على مبلغ 2500 جنيه شهريا طوال فترة العلاج، وأرسلوا له ما يسمى بفرقة الشحن، وهى مجموعة مكونة من 4 أشخاص مهمتهم نقل المدمن إلى مركز العلاج، واستخدام القوة مع المريض حال مقاومته ورفضه الذهاب بصحبتهم طواعية، وبالفعل تم نقل «محمد» إلى المركز إلا أنه قبل مرور ما يقرب من أسبوعين على علاجه، تلقى والده اتصالا من أحد العاملين بالمركز يطلب منه الحضور بسرعة قائلا له: «البقاء لله.. ابنك توفى». والدة المجنى عليه تحدثت لـ«انفراد» عن الجريمة التى راح ضحيتها ابنها، قائلة: «محمد كانت لديه الرغبة فى تلقى العلاج من الإدمان الذى سيطر عليه، وعندما حضرت فرقة الشحن لنقله استجاب لهم، كان على استعداد تام للعلاج، يرغب فى العودة لحياته الطبيعية. وأضافت والدة محمد دفعنا مبلغ 700 جنيه مقدما، وبعد مرور عدة أيام طلب مسؤولى المركز سداد جزء من المستحقات المالية، فدفعنا 500 جنيه خلال زيارتنا لـ«محمد»، وحينها رفض العاملون بالمركز مقابلتنا له، وسمحوا لنا فقط بمشاهدته عبر الزجاج، بحجة الحفاظ على حالته النفسية، إلا أنه بعد مرور عدة أيام اتصل أحد مسؤولى المركز بنا وطلب الحضور إلى المركز، وفور وصولنا اكتشفنا أنهم وضعوا جثة ابنى بسيارة ملاكى، وقالوا لنا: «ابنكم مات.. البقاء لله». والدة الضحية أكدت أنه تم إبلاغ قسم شرطة بولاق الدكرور بالواقعة، واتهام مسؤولى المركز بالتسبب فى مقتل ابنها، لتكشف التحريات أن المركز غير مرخص، وأن المدير المسؤول عنه يعمل مندوب مبيعات، كما أن المركز لا يضم أى أطباء ضمن فريق العمل الخاص به. من حى بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، إلى حى دار السلام بالقاهرة، ضحية جديدة فقد حياته أيضا داخل مركز غير مرخص لعلاج الإدمان، إلا أنه كان أتعس حظا من ضحية بولاق الدكرور، حيث تعرض للتعذيب الذى أدى إلى مفارقته الحياة. «محمد وجيه» شاب يبلغ من العمر 19 عاما، يدرس بالمدرسة المعمارية، يتمتع بعلاقة طيبة بين جيرانه وأصدقائه، معروف عنه هدوء شخصيته، إلا أن تلك الشخصية سرعان ما تبدلت بعد إدمانه مخدر «الاستروكس». ويقول والده لـ«انفراد» إنه عقب علمه بإدمان ابنه للمواد المخدرة، استعان بأحد أصدقائه وتم التوصل إلى مدير مركز لعلاج الإدمان بحدائق الأهرام فى الجيزة، والاتفاق على نقله لتلقى العلاج بالمركز، حيث وصلت فرقة شحن ونقلته إلى مقر المركز بحدائق الأهرام، وهو عبارة عن فيلا مكونة من طابقين». ويضيف أنه بعد مرور 24 ساعة على نقل ابنه للمركز، تلقى اتصالا من أحد العاملين به، يخبره بوفاة ابنه نتيجة سقوطه بحمام المركز وارتطام رأسه بالأرض، وطلب منه سرعة الحضور لاستلام جثمانه، فتوجه وعدد من أفراد أسرته إلى المركز ليعثروا على آثار تعذيب بجسد ابنه، واكتشفوا أن سبب الوفاة اعتداء العاملين بالمركز على ابنه بالضرب وتعذيبه حتى فارق الحياة، فأبلغ قسم شرطة الهرم، وألقى رجال المباحث القبض على المتهمين. ضحايا نجو من الموت ضحايا آخريون كانت لهم ذكريات مؤلمة داخل تلك المراكز، إلا أنهم نجوا بحياتهم، وخرجوا لرواية ما تعرضوا له، ومنهم «عمر.ك» 20 سنةو شاب فى مقتبل عمره، سقط فى فخ الإدمان عن طريق أصدقاء السوء وتعرض لحفلات تعذيب على يد المشرفين داخل مركز غير مرخص لعلاج الإدمان بالمقطم تحت ستار العلاج من الإدمان. ويقول عمر لـ«انفراد» كنت بمر بحالة نفسية سيئة بسبب ظروفى الأسرية، والدى دائم التشاجر مع والدتى، يسبها بأبشع الألفاظ وعندما أحاول أن أعدل من سلوكه، كان دائما ينهرنى ويسبنى بأمى، خلال تلك الفترة أصبت بحالة من الاكتئاب. وأضاف فى أحد الأيام عزمنى صديقى لحضور فرح شعبى بمنطقة إمبابة قائلا: «يا رتنى ما كنت روحت اليوم ده هو بداية رحلتى مع الإدمان»، الموضوع بدأ إن أصحابى كانوا بيشربوا استروكس وعزموا على بسيجارة بس رفضت، ولكن بعد الحاح منهم قبلت أشرب السيجارة على سبيل التجربة ولقيت نفسى دوخت وفقدت الوعى وبعدهها استعدت وعى بعد مرور نصف ساعة وبعد ما أدمنت المخدر. وأضاف «عندما علم والدى بإدمانى للمخدرات قرر يعالجنى فى أحد المراكز رخيصة الثمن فى منطقة المقطم، واتفق مع «فرقة شحن»، حيث حضر 3 شباب بسيارة ملاكى واصطحبونى فى السيارة، وأنا تحت تأثير المخدر، وتوجهوا بى إلى مكان عبارة عن طابقين فى فيلا مقسمة إلى غرف، وبها أسرة يسكنها عدد من الشباب الذى يعانى من الإدمان، وهناك عشت أسوأ شهر مر فى حياتى، المكان غير مؤهل لعلاج المرضى فالذين يديرونه مدمنون متعافون، ولا يوجد به أى طبيب، قائلا: «كنا بنام على الأرض بسبب عدم وجود أماكن للمرضى، وبيشربونا عصير فيه منوم عشان ننام ولا نشعر بوقت احتياجنا لتعاطى جرعة المخدرات». وتابع حديثه قائلا: «المريض الذى كان يرغب فى الخروج من المركز يتم إعداد حفل تعذيب له بتقييده من قدميه ويديه، وربطه بالسرير، وحقنه بمنوم. «ب.س» شاب يبلغ من العمر 22 سنة، رفض ذكر اسمه تحدث لـ«انفراد» أيضا عن رحلة إدمانه ومعاناته داخل مركز غير مرخص للعلاج، فقال: «أنتمى إلى أسرة ميسورة الحال، والدى يعمل طبيبا بشريا، دخلت عالم الإدمان بسبب أصدقاء السوء، أصيب أفراد أسرتى بصدمة وذهول عندما اكتشفوا إدمانى المخدرات، وفكروا فى وسيلة لعلاجى، حتى تعرفوا على وسيط أخبرهم عن مركز لعلاج إدمان «ديتوكس» بحى المقطم، وبالمناسبة هو حى شهير باحتوائه على عدد كبير من تلك المراكز، وعندما أخبرونى رفضت فاتفقوا مع المسؤولين فيه على «شحنى» خطفى بالقوة. وفى أحد الأيام، يحكى الشاب «ب» كنت جالسا فى غرفتى وفى ساعة متأخرة من الليل فوجئت بثلاثة أشخاص يدخلون الشقة ويتفقون مع والدتى ووالدى.. سمعتهم يقولون لهما «متقلقوش كل حاجة تمام»، ثم حاولوا تقييدى وعندما قاومتهم أمسكوا يدى وحقنونى بحقنة شلت حركتى واصطحبونى معهم داخل سيارة ملاكى إلى المركز. توجهت «انفراد» إلى حى حدائق الأهرام بمحافظة الجيزة، وهى منطقة هادئة، تحتوى على العديد من الفلل التى تتيح تحويلها إلى مراكز علاج إدمان، ومأوى لأصحاب تلك المراكز، ومن أكثر المناطق التى تحتوى على مراكز غير مرخصة، بعد مداهمة أجهزة الأمن بمديرية أمن الجيزة لمصحة علاجية غير مرخصة لعلاج الإدمان، عقب مقتل شاب من المرضى نتيجة تعذيبه داخل المصحة، وقبل وصول رجال المباحث هرب العديد من نزلاء المركز، منهم من عاد إلى مسكنه، ومنهم ظل طريدا بالشوارع بلا ملجأ. وفور انتهاء رجال المباحث من إجراء التحريات والمعاينة ومغادرتهم المصحة بعد إغلاقها، بدأ أعوان صاحب المركز فى مطاردة النزلاء الهاربين لإعادتهم لفرع آخر يتبع نفس المصحة، حيث رصدنا 4 أشخاص يستقلون توك توك يهاجمون شاب من النزلاء الهاربين، كان فى طريقه لاستقلال وسيلة مواصلات لاستكمال رحلة هروبه، قيدوا حركته وأجبروه على ركوب التوك توك بصحبتهم باستخدام القوة، وعندما حاولنا التدخل لمنعهم اعتقادا منا تعرضه للاختطاف خاصة بعد استغاثة الشاب ومحاولته الإفلات منهم والهرب، والاستنجاد بنا لإنفاذه قائلا: «الحقنى يا باشا.. هيموتونى»، ادعى خاطفوه أنه نزيل هارب من مركز علاج الإدمان، وأنهم مسؤولون عن إعادته للمصحة مرة أخرى لاستكمال العلاج، حيث وصفوه أنه «بودرجى»، أى يتعاطى مخدر الهيروين. تعليق وزارة الصحة كان ضروريا الحصول على تعليق من الجهة الحكومية الأولى المسؤولة عن مراقبة تلك المراكز، فكان اللقاء مع الدكتور على محروس، مدير إدارة العلاج الحر بوزارة الصحة، الذى قال لـ«انفراد» إن عدد المدمنين رسميا يصل إلى 4 ملايين شخص، وهو عدد كبير مقارنة بالمراكز والمصحات الحكومية والخاصة الحاصلة على ترخيص، ومعتمدة من وزارة الصحة، المعول عليها استقبال المدمنين وعلاجهم وهى قليلة العدد، مضيفا أن النسبة الأكبر للمدمنين ترتكز بمحافظتى القاهرة والجيزة. وعن سبب انتشار المراكز غير المرخصة، قال «محروس» إن تحول تلك المراكز إلى مشاريع استثمارية، تدر أرباحا طائلة للقائمين عليها، مستغلين حاجة الشباب المدمن الراغب فى العلاج وأسرهم فى استنزافهم ماديا. وعن الأسباب التى تؤدى إلى وفاة عدد من المدمنين داخل المراكز غير المرخصة، قال محروس إن عدم توافر الرعاية الطبية، والمتابعة من جانب الجهات الرقابية، بالإضافة إلى لجوء القائمين على تلك المراكز لأساليب العنف، من ضرب واعتداء، وتقييد الحركة، تجاه المرضى.
















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;