كيف رأى الإعلام الأمريكى جورج بوش الأب بعد رحيله؟.. نيويورك تايمز: كان دبلوماسيا ماهرا.. ونجاحه فى الخارج لم يفده فى الداخل.. واكتسب خبرة سياسية قبل دخوله البيت الأبيض من التعامل مع "ماوتسى تونج"

اهتمت الصحف الأمريكية بسيرة الرئيس الأسبق جوج بوش الأب الذى توفى فى وقت مبكر صباح أمس السبت بعد حياة طويلة قضى معظمها على الساحة السياسية. ورغم أن أداءه الداخلى كان سببا فى عدم نجاحه فى البقاء فى البيت الأبيض لفترة ثانية، إلا أن سجله فى الخارج كان ملفتا للنظر بالتأكيد. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن بوش شخصية انتقالية فى البيت الأبيض حيث خدم لفترة واحدة بين عامى 1989 و1993، ليتوج بذلك سيرة استمرت لأكثر من 40 عاما فى الخدمة العامة، حيث كان طيارا بالبحرية الأمريكية تم إسقاطه فى الباسفيك عام 1944. ووصفت نيويورك تايمز "بوش" بالبيروقراطى واللاعب الدبلوماسى صاحب المهارة، الذى استطاع كرئيس أن ينهى أربعة عقود من الحرب الباردة، وتهديد الأسلحة النووية مع معالجة دقيقة لانهيار الاتحاد السوفيتى وتحرير أوروبا الشرقية. لكن رغم كل نجاحه على الساحة الدولية تعثرت رئاسته، حيث رأى الناخبون أنه منفصل عن حياتهم اليومية. وفى الانتخابات التى دارت حول الاقتصاد، نبذ الناخبون بوش عام 1992، واختاروا حاكما ديمقراطيا غير معروف نسبيا من أركنساس وهو بيل كلينتون، والذى أدى إلى تحول جيلى فى القيادة الأمريكية. ولو كانت رئاسة بوش ساعدت فى إنهاء حقبة فى الساحة الخارجية، فإنها بدأت حقبة أخرى، ففى يناير 1991، قام بتشكيل تحالف عالمى لإخراج العراق من الكويت إلا أن الانتصار تسبب أيضا فى سنوات من الانشغال الأمريكى بالعراق، وتسبب فى قرار نجله الرئيس جورج دبليو بوش فى غزوه عام 2003 للإطاحة بالرئيس صدام حسين. وأثارت الفترة التى أعقبت رئاسة بوش الأب حديثا عن العائلة السياسية، فقد كان هو نجل سيناتور بالكونجرس الأمريكى ،وهو بريسكوت بوش، ورأى بوش الأب اثنين من أبنائه يشكلان مسيرة سياسية ، فأصبح جورج دبليو بوش أول ابن يصبح رئيس منذ أن خلف جون كوينسى أدامز والده فى البيت الأبيض. وعلى العكس من الأب، فإن الابن نجح فى الحصول على فترتين رئاسيتين، كما تم انتخاب ابن آخر وهو جيب بوش مرتين حاكما لولاية فلوريدا ولم ينجح فى الفوز بالترشح للرئاسة عام 2016. اما صحيفة واشنطن بوست، فقد قالت إن بوش الأب كان لديه الخبرة فى التعامل مع القضايا المشتعلة فى العالم فى الوقت الذى تولى فيه الرئاسة. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس بوش جاء إلى البيت الأبيض بخبرة حقيقية فى السياسة الخارجية من التعامل مع الرئيس الصينى ماوتسى تونج وتوليه منصب سفير فى الأمم المتحدة وحتى توليه منصب نائب الرئيس فى عهد رونالد ريجان. ويقول كاتب سيرته الذاتية جون ميكامت، إن بوش فد نضج فى عالم سياسى شكلته الالتزام بالخدمة أكثر من سباق الأفكار، ووصفه بانه كان متوازنا وليس ثوريا.