- 80 % من حمير العالم فى الصين.. وهى أكبر دولة مستوردة لجلودها
- الفلاحين: التروسيكل أسهل وأسرع ومش مكلف مثل علف الحمار
- أسعار الحمار المصرى من 2200 إلى 3000 جنيه
يقدر تعداد الحمير فى العالم بقرابة 44 مليون حمار، ويقترن ذلك التعداد إلى حد كبير بالدول ذات الاقتصاد النامى حيث تكون الحمير حيوانات عاملة فى الغالب، وخلال العامين الماضيين تغير دوره قليلا، حيث ظهرت التجارة العالمية لجلود الحمير التى انتشرت على نطاق واسع، حيث تشير التقديرات إلى أنه سنويا يتم المتاجرة بما لا يقل عن 8.1 مليون من جلود الحمير ، وتستهدف تجارة الجلود تعداد الحمير الهائل فى أفريقيا، حتى أنه فى عام 2016 بلغ حجم التجارة الواردة إلى الصين من أفريقيا 25 ٪، مقابل 3.2٪ فقط فى عام 1985.
وقالت الدكتورة هويدا الخضرى مدير جمعية رعاية الدواب المصرية، : إن الحمير فى مصر أعدادها فى نقص بشكل مستمر، نتيجة التجارة فى جلوده والذبح غير القانونى له، وخروج تلك الجلود بشكل غير قانونى، بالإضافة إلى وجود بعض الأسواق فى المحافظات وتعرض بعضها لعمليات سرقة للحمير، لارتفاع سعر الجلود، مما يجعل الناس يسرقونها أو يشترونها بأسعار منخفضة، لذبحها والحصول على الجلود، وتستغل محال ذلك بتداول لحومها.
وأضافت هويدا، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"،: تركز الصين بشكل أكبر فى تلك التجارة فى دول إفريقيا، وكثير من دول العالم، حتى أن الجمعية أعدت تقرير على مستوى العالم لأكثر من 40 دولة، واكتشفنا أن هناك دول تواجه نفس المعاناة من تجارة الجلود، وهناك دول الحكومات بها أدركت أهميته وتداركت عن قرارتها فى بيعها، مثل نيجيريا وبوركينافاسو، إلا أننا فى مصر لدينا مفهوم مجتمعى أن "الحمار" أى أنه ليس له فائدة، فسكان المدن لا يشعرون به، رغم أن فى الريف يعتمدون عليه بشكل أساسى بالزراعة، ومافيش فلاح فى مصر لا يملك حمار لقضاء أعماله".
وأشارت إلى أن الصين تصنع من جلده أغلى دواء موجود فى العالم، موضحه أن الكيلو منه من 3 سنوات وصلت قيمته إلى 375 دولار، لأنه يدخل فى العديد من المستحضرات، مضيفة: الصين هجمت على الحمير الموجودة على مستوى العالم لأنه بيزنس كبير.
فى سياق مُتصل، قالت دينا ذو الفقار الناشطة في مجال حقوق الحيوان، إن مصر تصدر رسميا 8 آلاف جلد حمار للصين، وأضعاف مضاعفة لذلك تهريب غير رسمى عن طريق حاويات الرخام، حتى أصبحت أكبر ثانى دولة تهرب جلود الحمير للصين، حتى بات معرضا للإنقراض محليا، موضحة أن الأمر له آثار سلبية على البعدين الاقتصادى والزراعى، لافته إلى أن اوغندا - تانزانيا - النيجر - بوركينا فاسو - مالي – السنغال، أوقفوا تصديره، فى الوقت الذى ثمنت البورصة العالمية فى الصين ثمن جلد الحمار الواحد بـ 473 دولار أمريكى، ويثمن فى مصر الحمار كاملا 2200 جنيه فقط.
وأوضحت أن استخدام لحوم الحمير كغذاء للأسود، هو غطاء لتجارة غير شرعية، مضيفة: كل واحد بيشترى أسد و يعمل خيمة سيرك ويدبح الحمير فى الشوارع، بعدما اتخذت الصين مجموعة من الإجراءات منذ ديسمبر 2017 - الصين خفضت الضرائب على استيراد جلود الحمير من 5 سنتات إلى 2 سنتين، لأن تعداد الحمير بها تناقص بدرجة غير طبيعية و الطلب يتزايد على جلودها لصناعة أدوية، مطالبة الحكومة بحماية الحمار المصرى، وبنوك الجينات بتسجيل الحمار المصرى.
من ناحيته، قال الدكتور نبيل عبد الجابر، أستاذ اللحوم بكلية الطب البيطرى، جامعة القاهرة، عضو اللجنة العلمية بالهيئة العامة للخدمات البيطرية،: إن الحمار فى مصر مثل باقى الحمير فى العالم كله، ولا فارق بينهم فى شئ، ومن يذبح الحمار لا يذبحه بغرض التجارة فى لحمه، بل الأساس فى ذلك الحصول على الجلد الذى وصلت قيمته إلى 1000 دولار، مشيرا إلى أنه للحد من تلك العمليات، تم السماح بتصدير حوالى 10 آلاف حمار سنويا من الذكور حفاظا على الثروة المصرية، موضحا أن الصين هى أكبر دولة مستوردة لجلود الحمير، رغم أن بها ما يقارب من 80 % من حمير العالم، لكنهم لا يرغبوا فى القضاء على تلك الثروة لديهم.
وتابع عبد الجابر،: غش اللحوم بحيوانات الأكل، يمكن اكشافه، خاصة أن الحمار من اللحوم السهل التعرف عليها حتى إذا تم فرمها والتعامل معها بدرجات حرارة مرتفعة، فإذا كانت طازجة لونها يظهر بنيا غامق مائل للزرقة، وبه درجة من اللمعان، والدهون الخاصة به لا تتجمد وتظل زيتية حتى بعد دخولها للثلاجة، وفى حال طبخها يظهر منها بقع زينيته منفصلة، كما أنها ذات مذاق "مسكر" بشكل كبير، لزيادة الجليكوجين فى لحوم الفصيلة الخيلية عموما.
وحذر الدكتور خالد العامرى، نقيب البيطريين، من ضعف عدد المفتشين البيطريين على الأسواق فى مصر، والتى ساهمت فى زيادة أعداد حالات الكشف عن ضبطيات لمحلات تبيع لحوم الحمير، مستنكرا عمليات تهريب جلود الحمير، مؤكدا أنها تُسبب ضرر بالغ لأنه يؤدى إلى تراجع أعداد الحمير فى مصر، رغم أهميته بالنسبة للفلاح بعد ارتفاع سعر الوقود، محذرا من أن ذلك سيؤدى إلى مشاكل مستقبلية، أحد أهم الحيوانات العاملة،
من جانبه، قال محمد العقارى نقيب الفلاحين،: خلال الفترة الحالية بدأنا الاعتماد على بدائل أخرى غير الحمير، كالتروسيكل، خاصة أنها أفضل فى نقل السماد للأرض وأكل المواشى، والحمار مازال موجود وإن لم يعد هناك اهتمام به أو بالجحش كما السابق، لكن ذلك طبيعة التطور، ففى السابق كانت هناك الساقية، والآن أصبح يتم رى الأراضى بالماكينات، ومازلنا نزرع، لكنها أصبحت ذكريات، والبقرة أيضا أصبحت أقل نفعا عن السابق، رغم أنها تساهم فى إنتاج الألبان واللحوم، لكنها لم تعد تدير الساقية.
وأكد حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، أن الوسائل الحديثة أسرع بالسبة لعملهم، قائلا: الحمار يحتاج علف وهو ثمنه غالى جدا، وسعر الحمار نفسه وصل إلى 3 آلاف جنيه، وأصبح أيضا غالى، ويحتاج أكل كثير، التروسيكل أسرع ولا تحتاج لمكان لتركه به، ويمكنه حمل كميات أكبر كثيرا، أما الحمار فالحاجه له أصبحت مقتصرة على المناطق التى لا يمكن للتروسيكل دخولها.