بالتزامن مع موجة الطقس السيئة التى تشهدها المحافظات، ومن المتوقع استمرارها حتى الجمعة المقبل، اتخذت وزارة البيئة مجموعة من الإجراءات الاحترازية بالمحميات الطبيعية، وذلك حفاظا على سلامة المواطنين الذين يترددون عليها، بالإضافة إلى عمل غرفة عمليات مركزية على مدار الـ24 ساعة، والتواصل مع مديرى المحميات، لتلافى حدوث أى مشاكل.
قال الدكتور محمد سالم رئيس قطاع المحميات بوزارة البيئة، المتحدث الرسمى باسم الوزارة بشأن المحميات الطبيعية والتنوع البيولوجى، إن التقلبات الجوية أمر لا مفر منه، وفور بدء موجة الطقس السيئة أمس الأربعاء، تم متابعة جميع المحميات خاصة الموجود بها مناطق حوضية أو أدوية تستقبل كميات مياة كبيرة، مثل محمية وادى دجلة، مؤكدا أن وضع المحمية كان مستقر ولم يكن هناك أى مؤشرات لوجود تجمعات للمياه، إلا أنه تم منع التخييم بها، والتأكد بداية من فترة الظهيرة أمس تم إخلائها من جميع الزوار، لتلافى حدوث أى مشكلة.
وأوضح سالم، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن الأمطار تفيد المحميات بشكل كبير، وهى أهم الظواهر الطبيعية التى تنعش البيئة النباتية، وبالتالى جميع الكائنات الحية التى تعتمد عليها، وتستفيد من ازدهار النباتات بشكل كبير، مؤكدا أن الأمطار دائما آثارها على المحميات إيجابى وتأخرها مدعاة للقلق، مضيفا: لكن مع سقوط الأمطار يُعيد ذلك إحياء وإنعاش النظم البيئية بشكل عام، حتى بما فيها البيئة البحرية، فنزول مياه الأمطار من خلال مصبات الأنهار تنعش البيئة البحرية، وتساعد فى استقرار السواحل، من خلال تغذيتها بالرمال التى تصاحب مياه السيول، بالإضافة إلى وجود بيئات تعتبر أحد أهم مقومات حياتها فى المقام الأول: السيول ووصول المياه العذبة لها من وقت لآخر، محمولة بالطمى الذى يساعد على نموها وثباتها، مثل بيئة أشجار المنجروف، الموجودة على الساحل.
وأضاف رئيس قطاع المحميات: وتعرضت محمية علبة، بمنطقة حلايب وشلاتين، لكميات من الأمطار بمعدلات غير طبيعية خلال الأسابيع الماضية، ساعد ذلك فى ظهور وازدهار النباتات بكثافات غير طبيعية وبتنوع كبير جدا، يتم رصده حاليا، وبالتالى الطبيعة اختلفت بالمحمية بنسبة كبيرة بعد نمو النباتات التى تعتمد على تحسن الظروف لإنباتها، والغطاء النباتى وصل حاليا إلى 100% فى المحمية.
أما عن محمية الغابات المتحجرة، فقال أن سقوط السور الخاص بها العام الماضى، كان نتيجة لتجمع كميات كبيرة من مياه الأمطار، مؤكدا أنه من المستحيل أن يتم تلاشى أضرار الظواهر الطبيعية بسنبة 100%، مشيرا إلى أن معدلات الأمطار التى سقطت العام الماضى مرتفعة جدا، مقارنة بالأعوام التى تسبقها، والأضرار طفيفة جدا، مضيفا: خاصة أن المحميات بطبيعتها لا يوجد بها بنية معمارية كثيرة، وما حدث تم إصلاحه بعد ذلك، لكن لا يوجد ما يهدد المحمية وبيئتها الطبيعية الآن.
واستطرد: غرفة عمليات مركزية بوزارة البيئة، تصدر البيانات خلال الـ24 ساعة، ويتم إبلاغ مديرى المحميات أولا بأول بها، خاصة فى حال وجود مؤشرات لأى ظواهر طبيعية تؤثر على الاستخدامات الطبيعية وسلامة الزوار، ليتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، خاصة المحميات التى يتم تنظيم زيارات لها والبالغ عددها 15 محمية، والتى تقوم عليها أنشطة بشرية لطبيعة مواردها، أما باقى المحميات فطبيعتها لها بعد علمى خاص فى حمايتها ولا يوجد زيارات تنظم لها، وبالتالى يتم منح أولوية للمحميات التى يتم تنظيم زيارات بشكل كبير لها، لتعظيم إجراءات الاستفادة منها، وإجراءات السلامة للمواطنين الذين يترددون على المحميات لتلافى الآثار التى قد تكون سلبية.