70 عاما مرت ولم ينس المصريين جريمة الإخوان فى أربعينيات القرن الماضى، عندما أقدمت فى عام 1948 على اغتيال النقراشى باشا رئيس الوزراء المصرى حينها، بعد أن اتخذ قرارا بحل جماعة الإخوان وتم إلقاء القبض على عدد من قياداتها.
كانت هذه الواقعة بداية ظهور التنظيم الخاص للجماعة إلى العلن، هذا التنظيم الذى أنشأه حسن البنا فى ثلاثينيات القرن الماضى، لممارسة أعمال العنف وتدريب أعضاء التنظيم على حمل السلاح لتنفيذ أهداف الجماعة، كما سعى إلى اختراق الأحزاب المصرية حينها.
فى نهاية الأربعينيات استشعرت الحكومة المصرية خطورة نشاط الإخوان، وبدأت تطالب قيادات الجماعة بوقف العمل المسلح، خاصة أن حسن البنا سعى إلى أن يحصل على دور أكبر للجماعة، ويساهم أكثر فى تحويل مصر إلى دولة دينية.
ورغم محاولات الحكومة حينها للضغط على مؤسس الإخوان ومطالبته بضرورة وقف الممارسات الإخوانية التى كانت تمثل خطرا على المجتمع، إلا أن حسن البنا تجاهل كل هذه التحذيرات وأصر على مواصلة خططه الخبيثة التى تستهدف السيطرة على المجتمع المصرى.
ومع استمرار تجاهل تلك التحذيرات، بدأت الحكومة فى الإجراءات الخاصة بحل جماعة الإخوان واعتبارها جماعة محظورة، وما إن علم مرشد الإخوان حينها هذه الخطوات إلا وسارع فى التواصل مع الملك فاروق لجعله يضغط على الحكومة للتراجع عن القرار، إلا أن كافة محاولاته باءت بالفشل لتبدأ بعدها خطة الجماعة للتخلص من رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى باشا.
بعد هذا القرار فقدت جماعة الإخوان عقلها، وبدأت تمارس العنف علانية، لتبدأ خطة التنظيم للتخلص من النقراشى باشا، وينفذها عبد المجيد أحمد حسن المنتمي إلى التنظيم الخاص للجماعة، حيث كان متخفيا في زي أحد ضباط الشرطة وقام بتحية النقراشى ثم أطلق عليه ثلاث رصاصات في ظهره، وتم بعدها إلقاء القبض عليه.
وكشفت التحقيقات، أن هناك عدد من الأشخاص التابعين للإخوان عاونوه على تنفيذ هذه العملية الإرهابية.
كانت هذه الواقعة بداية إظهار تناقض الإخوان، حيث حاول حينها حسن البنا تبرئة الجماعة من هذه الجريمة رغم أن التنظيم الخاص الذى أنشأه مؤسس الجماعة بنفسه هو من تورط فى هذه العملية ليخرج حسن البنا ويزعم "هؤلاء ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين".
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تبعها أيضا العديد من العمليات الإرهابية، فبعد الواقعة بأيام تم ضبط 15 شخصا من جماعة الإخوان بمنطقة المقطم يتدربون على استعمال الأسلحة النارية والمفرقعات والقنابل وبحوزتهم كميات كبيرة منها، ثم اعتدى فريق من الإخوان على خصوم لهم فى الرأى بأن أطلقوا عليهم أعيرة نارية قتلت أحدهم بناحية كوم النور مركز ميت غمر دقهلية.
وتورطت الإخوان أيضا فى قتل المستشار أحمد الخازندار، ونسف محلات شيكوريل وأوريكو، بجانب نسف بعض المساكن فى حارة اليهود وتدمير محلات بنزايون وجاتنيو، وفى العام الذى يليه تم ضبط مخزن كبير للأسلحة والذخيرة فى الاسماعيلية بعزبة الشيخ فرغلى أحد قيادات جماعة الإخوان، ليشهد بعدها تدمير انفجار شديد لشركة الإعلانات الشرقية.