الثلاثاء 2024-11-05
القاهره 01:39 م
الثلاثاء 2024-11-05
القاهره 01:39 م
تحقيقات وملفات
قطيع الـ«سوشيال ميديا» فى خدمة مبادرات المصالحة مع الإخوان..كيف يستثمر الإخوان مواقع التواصل الاجتماعى فى التحريض على الدولة وتمرير فكرة المصالحة وفق شروط الجماعة الإرهابية؟
الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018 11:43 ص
تسير أخبار بين الناس بأن أحدهم يلعب مجددا فى ملف المصالحة مع الإخوان، وتلك لعبة قد حسمت من قبل، ومن يرمى نردها فوق الطاولة من وقت إلى آخر يعرف النتيجة مسبقا، ويدرك أنه خسر «عشرة الطاولة» طالما أن اللاعب الإخوانى مستمر فى تحريضه وألاعيبه وخداعه. كمال الهلباوى الذى سبق وأن فعلها وطرح مبادرة للصلح مع الإخوان، وحصل على رد شعبى قبل الرد الرسمى بأن مصر لا تخضع لجماعة إرهابية، ولا تصالح من مد يده بالدم والأذى لأرضها وشعبها، يعود مجددا عبر طرق ملتوية لبث الروح فى مبادرته التى اختار لها عنوان مبادرة السلام الاجتماعى، وللأمانة هو عنوان «شيك»، لكن لا تعرفه أدبيات الجماعة الإرهابية. الهلباوى القيادى الإخوانى المنشق لا يظهر فى الصورة هذه المرة، بل يتحرك من مخبأه فى لندن ويرسل مبادرته إلى أطراف سياسية مختلفة فى مصر لعله يظفر بحديث جماعى مرة أخرى عن فكرة المصالحة مع الإخوان فيعود إلى نور الأضواء والنقاش، ولكن أزمة الهلباوى الحقيقية كما هى أزمة باقى أفراد الإخوان عدم إدراكهم إلى أن مصر أو الساحة السياسية المصرية تحديدا قد تخطت مرحلة المبادرات، وانشغلت مصر الدولة ببناء نفسها، بينما ينشغل العاملون فى الساحة السياسية بإعادة تأسيس توجهات وخطوات تمكنهم من عمل سياسى وطنى عبر التواصل مع الناس وخدمة الهدف الوطنى على الأرض وليس عبر الشعارات كما جرت العادة. ستفشل مبادرة الهلباوى مجددا وتربح مصر، ببساطة لأن التجربة تقول بأن تكرار رد الفعل الغاضب على طرح ما، سواء كان سياسيا أو فكريا، رسالة حاضرة ومستقبلية فى وجه كل من يفكر فى إعادة الطرح، طمعا فى ظهور أو تحقيقا لمصلحة، من هنا يمكنك القول إن طرح فكرة المصالحة مع الإخوان كان فعلًا لابد منه، حتى يقرأ من لم يُجد قراءة عقول المصريين رد الفعل الغاضب والرافض للفكرة من الأساس. على مدى السنوات الماضية حاول بعض من أهل الإعلام والسياسة والنخبة المصرية طرح فكرة المصالحة مع الإخوان، بعضهم فعل ذلك على سبيل النقاش الفكرى، وبعضهم أطلق دعوته بحثا عن مكان بين الضوء، وجزء ثالث ألقى بطرحه بين الناس لإرضاء أطراف معينة، وكثير منهم ألقوا بقنبلة المصالحة لفتح الخزائن التى تملأ جيوبهم. بعضهم تحدث عن مصالحة واضحة، وكثير منهم تحدثوا عن مصالحة بشروط، ولهم جميعا وصلت رسالة واحدة واضحة وصريحة بتوقيع الشعب المصرى، لا مصالحة مع الإخوان، ولا قبول لفكرة تقسيم الجماعة إلى حملة سلاح وأهل دم، ومنظرين وأهل استديوهات وشباب، لأن الفئة الأولى كان تقتل وتخرب، والفئة الثانية تشجع وتحتضن وتحرض وتشمت، لذا يبقى السجن مناسبا لأهل الفئة الأولى، ويبقى النبذ متوافقا مع أداء عناصر الفئة الثانية من جماعة الإخوان الإرهابية. ما يحدث على الأرض فى مصر الآن يخبرنا بأنه لا عودة قريبة للإخوان، وتلك قضية يتفق عليها الطرفان دون تنسيق، الشعب والسلطة الحاكمة، ويرعى هذا الاتفاق دماء الشهداء، ومشاهد الفوضى، وفيديوهات التحريض والكراهية والشماتة والغل الإخوانى ضد مصر والمصريين. الطرح الأشهر لفكرة المصالحة مع الإخوان فى الفترة الأخيرة بخلاف مبادرة الهلباوى لم يكن مباشرا، ولم يكن واضحا مثلما حدث فى مرات سابقة، لكنه يدور فى نفس الفلك على طريقة بالونة الاختبار، إن وجدت القبول انتقلنا تحت مظلة ضوضاء فرقعتها إلى المرحلة الثانية وهكذا، مثلما فعل عماد الدين أديب فى آخر طرح لفكرة المصالحة مع الجماعة، يفعل بعض من أهل الاشتراكيين الثوريين، وجماعة اليسار المصرى، لا حديث صريحًا عن مصالحة صريحة، ولكن طرح فكرة الحوار بهدف احتواء المتعاطفين مع الإخوان، وأصحاب مبادرة الحوار الذى يجلب المصالحة غابت عنهم القراءة الصحيحة لعدة أمور، أولها عدم دراسة تجارب طرح فكرة المصالحة السابقة، وردود فعل الناس عليها. الأمر الثانى هو السطحية، وتلك مشكلة، أغلب من يقدمون أنفسهم بأنهم عالمون ببواطن تنظيم الإخوان، وهم لا يعلمون عن الجماعة سوى القشور، يخطئون فى تشريح الجماعة، ويخلطون ما هو تنظيمى بما هو فكرى، ويفشلون فى شرح المستويات الإدارية، وأنواع العناصر الإخوانية، وترتيبها داخل التنظيم، ثم يرتكبون جريمة كبرى حينما يقترحون طريقة للتعامل مع عناصر الإخوان تناسب وضعا وظرفا سياسيا واجتماعيا مستقرا كان يمكن أن يفلح قبل 30 يونيو، لأن الفوارق الإدارية التى يفشلون فى شرحها وفهمها بخصوص المحب للإخوان أو المتعاطف معهم أو العضو التنظيمى كلها ذابت، بعد أن رفع الإخوان شعار حرق مصر، انتقاما لإزاحة مرسى من السلطة، واكتشف الناس بأنفسهم أن الجماعة وعناصرها بعضهم يقتل، وبعضهم يمول، وبعضهم يهدد، وبعضهم يحرض، وبعضهم يشمت، ولعبة تقسيم الأدوار الإخوانية تجعل التعامل مع الإخوان ككتلة واحدة أمرا حتميا. لم يقرأ أصحاب مبادرات الصلح مع الإخوان رسائل حسن البنا جيدا على ما يبدو، لأن كثيرا من سطور مؤسس جماعة الإخوان تتضمن اعترافا بأهمية فئة المحبين أو المتعاطفين أو ما يمكن تسميتهم الآن بقطعان السوشيال ميديا التى تديرهم وتجذبهم الجماعة وتحرضهم ضد الوطن الآن عبر صفحات إلكترونية ومشاهير ونشطاء سلموا أنفسهم للإخوان. والعودة إلى تاريخ الجماعة، وقواعد مؤسسها تكشف أن الجماعة فى أوقات محنتها تعتمد على المحبين، وتديرهم لصالح أفكارها وإرهابها، وكان البنا يقول دائما إن المحبين والمتعاطفين هم العمود الذى تتكئ عليه الجماعة وقت الهزيمة، لذا يبدو الطريق الصالح هو إلغاء فكرة التعامل مع الإخوان كطرف تسعى الدولة للتفاوض أو التصالح معه، ليظل هناك طريق واحد مظلته القانون والتشريعات، يسير عبره كل إخوانى بعد أن يخلع عنه ثوب الجماعة، ويرتضى بأن يعيش فى هذا الوطن وفق ضوابطه وشروطه ومعاييره وقوانينه، لا وفق تصورات جماعة، لأنه لا وجود لجماعة الإخوان فى المستقبل المصرى. لذا لا تقلق لن تحدث المصالحة، ولكن تبدو الأمور فى حاجة إلى دراسة ملف أهم، هو غلق الباب أمام أى عودة مستترة للإخوان، وأبواب الإخوان معروفة، العودة من باب الاضطهاد والمظلومية، وربما يكون أضعف الأبواب، لأن الناس فى شوارع مصر أصبحت على يقين من دموية الجماعة وإرهابها وعنفها وطمعها، ثم باب الدين، وهو أيضا مغلق بقوة لأن الخطاب الإخوانى الدينى فضحته ممارسة السنوات الماضية بجلاجل، ثم باب النشاط الاجتماعى، والتغلغل داخل المساجد، وهو ما يحتاج إلى سيطرة أكبر من الأوقاف على المساجد والزوايا الصغيرة، ونشاط أكبر من المجتمع المدنى، حتى يقطع طريق عودة الإخوان عن طريق مساعدة الفقراء وغيرهم، ثم يتبقى باب السياسية والإعلام الذى يحتاج إلى ملء مساحات الفراغ الموجودة، حتى لا يصدر لك الإخوان وجوها تحصل على الشهرة، وتكسب شعبية، وتمهد لهم الأرض قبل أن تخلع القناع، ونكتشف خدمتها فى مكتب الإرشاد.
الاخوان
الارهاب
التطرف
الجماعة الارهابية
الشوسيال ميديا
الاكثر مشاهده
"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة
شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه
الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة
رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى
جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية
الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"
"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة
شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه
الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة
رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى
;