للعام الثانى على التوالى انتصرت جائزة نجيب محفوظ فى الأدب للصوت النسائى فى الرواية، وأعطت جائزة عام 2018 للروائية السعودية أميمة الخميس عن روايتها "مسرى الغرانيق فى مدن العقيق"، بعدما أعطتها العام الماضى للفلسطينية حزامة حبايب، وذلك فى احتفال كبير أقامته دار نشر الجامعة الأمريكية أمس، بحرم الجامعة بالتحرير.
"انفراد" التقى الكاتبة السعودية، على هامش تتويجها بجائزة أديب نوبل العالمى نجيب محفوظ، وكان معه الحوار التالى:
فى البداية.. ما الذي تمثله جائزة نجيب محفوظ لأميمة الخميس؟
الجائزة تعنى لى الكثير، فنجيب محفوظ هو أبانا الذى علمنا سحر الكلام، هو الأب الروحى للرواية العربية، هو الذى حمل لواء الرواية عندما كانت فنا مهملا ومبعدا، واستطاع أن يذهب بها إلى العالمية، فنجيب محفوظ هو قامة كبيرة، تعنى لى الكثير، وفوزى بجائزته ستكون مفترق طريق من اليوم فى تجربتى الإبداعية.
ماذا يمثل فوزك بالجائزة الأولى فى مصر؟
مصر ينبوع الحضارات، أم الدنيا التي قادت بوصلة الثقافة والأدب فى العالم العربى، هى القنطرة التى تربط الشرق بالغرب، ولطالما كانت مصر رحمًا خصبًا، ولادة تنتج الكثير من المبدعين، وأثرت فى نهضة العالم العربى فى العصر الحديث، فالتجربة النهضوية فى مصر سبقتنا فى القرن السابع عشر واستمرت إلى الآن، بالتأكيد هناك كبوات وهفوات، ولكن تظل مصر دائمًا هى البوصلة التى تقود الفكر فى العالم العربى.
السعودية تدخل مرحلة جديدة أكثر انفتاحًا نحو الثقافة والفنون.. كيف ترين ذلك؟
مرحلة مبشرة ومليئة بالغيم الواعد، ودائما نحن نتفائل بها خيرًا، وعندنا رؤية 2030، أحد الأركان الأساسية فيها هو الدعم الثقافى، لأن نشاط الفنون والآداب والثقافة هو المقياس الذى يقاس به تحضر الشعوب، فالثقافة هى التى تهذب المتوحش والمقصى والمضغم، لحساب الجمال والذوق والإحساس المرهف، لذا تجد حركة الثقافة تلقى دعمًا كبيرًا من المشروع التنموى فى المملكة.
في السنوات الأخيرة صار الأدب السعودي يحتل مكانة مميزة.. والجوائز تؤكد ذلك.. هل ترين ذلك ظاهرة أم أنه سيستمر؟
لا بالتأكيد مستمر، وهناك طفرة ونشاط آدبى وثقافى واضح، وهناك أسماء فكرية وثقافية، وبمنتهى الحياد هناك العديد من الأسماء التى تسهم فى النشاط الثقافى ليس فقط على المستوى المحلى ولكن على المستوى الإقليمى والعربى، والتى استطاعت أن تنقل السعودية من مرحلة الاستهلاك الثقافى إلى مرحلة الإنتاج، والإنتاج النوعى وليس فقط الكمى.
هل يمكن أن نقول هناك رواية نسوية في السعودية؟
نص المنتج السعودى من الرواية والأدب من الأصوات النسائية، وبالمجمل العام هناك نشاط نسائى كبير، ليس كله متميز بالتأكيد ولكنه هناك طفرة وتطور ملحوظ.
حدثينا عن روايتك الفائزة؟
الرواية هى رواية تاريخية تدور أحداثها فى القرن الرابع الهجرى، وتتحدث عن سيرة مزيد الحنفى الذى انطلق من وسط الجزيرة العربية تحديدًا منطقة اليمامة وتنقل بين البلدان، وكان شغوفا بالسؤال والمعرفة وتوقف فى بغداد، حينما كانت العاصمة العراقية تتضج بالنشاط الثقافى والفكرى والأدبى، ومن هناك انطلق فى جماعة مهمتها تجميع كتب الفلسفة والعقل التى تعانى من الرقابة والتضيق، وكأنه هنا يحاول أن يعطى الفلسفة التى كانت على الرمق الأخير، ماء الحياة قبل أن تندثر من المشهد الثقافى فى هذه الآونة.
ما مشروعاتك الأدبية المقبلة؟
لدى عمل جديد أعمل عليه الآن، ولكنى ما زالت فى سطوره الأولى، وهى رواية ستكون تاريخية أيضًا.