قالت صحيفة الباييس الإسبانية إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يرغب فى إنهاء فترة رئاسته بتغيير جذرى لصورة الولايات المتحدة الأمريكية فى أمريكا اللاتينية، وفى بونيس آيريس تحدث عن الديكتاتورية الرهيبة التى كانت تتمتع بها الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه دعا إلى كسر حالة انعدام الثقة التى كانت بالماضى، واعترف أن بلاده تعلمت الدرس فى السبعينات وأصبحت تدرك حتمية وضع حقوق الإنسان كأولوية فى السياسة الخارجية.
ورغب أوباما فى أن يوصل رسالة إلى دول أمريكا اللاتينية، وهى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد نفس الدولة التى تغزو القارة أو تقوم بانقلابات، وقال إن "الأرجنتين عملت على وجه التحديد "كتجربة" لتغيير سياسة دعم الديكتاتوريات.
وكبادرة من هذا التغيير تعهد أوباما بنشر ملفات سرية تتعلق بدور بلاده فى الانقلاب العسكرى بالأرجنتين منذ 40 عاما، ما أدى إلى تأسيس واحد من أكثر أنظمة المنطقة وحشية، كما تعهد بتقديم تقدير لضحايا الديكتاتورية.
وقال أوباما ردا على سؤال حول ما إذا كان على استعداد للقيام بالنقد الذاتى لدور بلاده فى الديكتاتوريات فى أمريكا اللاتينية فى السبعينات "لقد قضيت الكثير من الوقت لدراسة تاريخ السياسة الخارجية للولايات المتحدة"، مضيفا "هناك لحظات من المجد العظيم وغيرها من الجهات على عكس ما كنت اعتقد أنها يجب أن تمثل أمريكا، والجميع يعرف أن فى السبعينات كانت بالنسبة لأمريكا محاربة الشيوعية، وأصر أوباما أن ينأى الماضى المظلم لبلاده فى أمريكا اللاتينية".
وأشار أوباما "الولايات المتحدة الأمريكية تحول تركيزها الآن على السياسة الخارجية للدفاع عن حقوق الإنسان، دعونا نتحدث بشكل واضح، فقد أخذت على عاتقى رحلة تاريخية إلى هافانا، وأعتقد أن الديمقراطية أفضل بكثير من الديكتاتورية، وحرية التعبير لا ينبغى أن تقابل باعتقال الأشخاص تعسفا.
وشهدت العلاقات الأمريكية-الأرجنتينية فتورا خلال حكومات اليسار لأسلاف ماكرى، مثل كريستينا فيرنانديز دى كيرشنر وزوجها نيستور كيرشنر.
وأشاد أوباما بإصلاحات حكومة ماكرى (يمين-وسط) منذ توليه الحكم فى ديسمبر، مؤكدا " ماكرى سيجذب مليارات الدولارات من الشركات الأمريكية من خلال توفير سيناريوهات مالية أكثر استقرارا أمام المستثمرين الأجانب".
وأكد أوباما أن "سياسة الولايات المتحدة الخارجية تعلمت الدرس من أخطاء الماضى، من بينها التورط فى انقلاب الأرجنتين، مؤكدا أن "الأرجنتين فى حاجة لأن تكون شريكا مهما لنا. إنها واحدة من كبرى البلدان وأهمها فى المنطقة".
وأعرب أوباما عن أمله فى أن تساعد لفتته إلى نشر ملفات سرية لفترة السبعينيات فى إصلاح العلاقات بين البلدين، وأضاف قائلا "إننا مصممون على القيام بدورنا فى وقت تواصل فيه الأرجنتين تعافيها ومضيها قدما كأمة واحدة، وآمل أن تساعد هذه اللفتة كذلك فى إعادة بناء الثقة التى ربما فقدت بين البلدين".
وتتزامن زيارة أوباما مع ذكرى مرور 40 عاما على الانقلاب العسكرى فى البلاد التى توافق اليوم الخميس.
ووصف الرئيس الأرجنتينى الانقلاب بأنه "أظلم فصول تاريخنا"، وتعتزم عدة جماعات الخروج فى تظاهرات بسبب دعم الحكومات الأمريكية للانقلاب العسكرى فى 24 مارسعام 1976.
وتقدر أعداد القتلى بعد الانقلاب الذى استمر حتى 1983 بنحو 30 ألف شخص، ودخل الآلاف فى السجون دون محاكمات وتم تعذيبهم تحت ما يسمى بالحرب القذرة، ومات الجنرال جورج رافائيل فيديلا، الذى قاد الانقلاب، فى السجن عام 2013، أثناء قضائه عقوبة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
وأعلن الرئيسان كذلك تعاونهما لمكافحة تهريب المخدرات وغسل الأموال، وأعربا عن مخاوفهما إزاء الأزمة السياسية فى البرازيل، أكبر جار وشريك تجارى للأرجنتين.