سفير كازاخستان لـ"انفراد": علاقاتنا مع القاهرة "نموذجية".. افتتاح مركز تجارى مصرى فى أستانا قريبا.. إيساجالييف: الفضاء والتجارة والزراعة أبرز سبل التعاون.. ونحتل المرتبة الثانية فى عدد السائحين لشرم ا

هناك تعاون بين المؤسسات التعليمية والعلمية فى البلدين وتسهيل تبادل الطلاب مصر أول دول عربية تعترف باستقلال كازاخستان فى عام 1991 كازاخستان تؤيد رغبة مصر فى إنشاء منطقة تجارة حرة مع الاتحاد "الأوروآسيوى" حجم التبادل التجارى بين البلدين بداية 2018 بلغ نحو 23 مليون دولار خلال الفترة المقبلة سيتم إعادة توريد القمح إلى مصر ندرس الآن بناء صوامع للقمح فى مينائى سفاجة والسويس لتخزين القمح لتصديره إلى مصر والأسواق الإفريقية الأدوية المصرية من أهم بنود التجارة بين البلدين وتحظى بنصيب الأسد فى السوق الكازاخى نفذنا مشروعات مشتركة فى مجالات إنتاج الجرارات والآلات الزراعية وقعنا مؤخرا اتفاقية التعاون فى مجال الفضاء عدد الرحلات السياحية إلى مصر وصل لـ 20 رحلة أسبوعيا نصفهم إلى الغردقة وأسوان فتح السفير أرمان إيساجالييف، سفير جمهورية كازاخستان لدى مصر، العديد من الملفات والقضايا المشتركة بين بلاده ومصر وعلى رأسها الملفات الاقتصادية والتجارية والسياحية خلال حوار خاص مع "انفراد" حيث أكد أن العلاقات بين البلدين نموذجية ومستقبلها واعد فى كافة المجالات. وأضاف السفير إيساجالييف، خلال حواره الذى خص "انفراد" به، بمناسبة الذكرى الـ 27 لاستقلال بلاده والتى تصادف 16 ديسمبر من كل عام، أنه يجرى حاليا بين البلدين تعاون ناجح فى المجالات التجارية والاقتصادية والزراعية والصيدلانية والسياحية، وكذلك فى مجال الأبحاث الفضائية. وإلى نص الحوار.. مثلت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى كازاخستان عام 2016 حجر الأساس لإعادة الزخم للعلاقات الثنائية التى طالما اتسمت بالصداقة والتميز، كيف تقيم هذه العلاقات التاريخية الأخوية بين البلدين؟ لقد فتحت الزيارة القصيرة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى، لكازاخستان أفاقا جديدة للتعاون بين البلدين، حيث اتفق مع نظيره الكازاخى نور سلطان نزار باييف على عدد من الأطر لتفعيل التعاون المشترك على كافة الأصعدة. وتعتبر الزيارة الرسمية للرئيس المصرى إلى كازاخستان دليلا واضحا على تطلعات شعبى وحكومتى البلدين لبذل كل الجهود بهدف تعزيز الصداقة والتعاون المشترك من أجل تحقيق التقدم المتواصل لكلا البلدين ودعم الأمن الدولى والإقليمى والتأكيد على مبادئ المساواة والشراكة والحوار فى العلاقات الدولية. والزيارة فتحت صفحة جديدة فى تاريخ العلاقات الكازاخية المصرية، كما أعطت دفعة قوية لتطوير التعاون التجارى والاقتصادى والاستثمارى بين البلدين. وأبدت مصر تأييدا قويا لمبادرة الرئيس نور سلطان نزارباييف حول إنشاء منظمة إسلامية للأمن الغذائى الذى يكون مقرها فى أستانا، والتوقيع على ميثاق المنظمة الإسلامية للأمن الغذائى خلال الزيارة. كما اتفقت الدولتان على تعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية والعلمية فى البلدين وتسهيل تبادل الطلاب والخبراء، بما فى ذلك عبر الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية المصرية، وأيضا استمرار التنظيم المتبادل ليوم الثقافة فى البلدين، وأسبوع السينما، والمشاركة فى العديد من المهرجانات فى مجال الفن والفولكلور والفنون الشعبية، والمزيد من التوسع فى التوأمة بين المدن والمناطق الرئيسية والمحافظات فى كازاخستان ومصر. ماذا عن التبادل التجارى بين مصر وكازاخستان وحجمه؟ تمثل مصر شريكا مهما لكازاخستان فى العالم العربى، فقد كانت مصر أول دول عربية تعترف باستقلال كازاخستان فى عام 1991، وقامت بافتتاح سفارة لها لدى كازاخستان، كما كانت القاهرة أول عاصمة عربية تستقبل على أراضيها سفارة لكازاخستان المستقلة. فى الوقت الحالى يجرى تعاون ناجح بين كازاخستان ومصر فى المجالات التجارية والاقتصادية والزراعية والصيدلانية والسياحية، وكذلك فى مجال الأبحاث الفضائية. وعلى الرغم من البعد الجغرافى بينهما، إلا أن بلدينا يتمتعان بإمكانات كبيرة لتطوير خطوط النقل والترانزيت، وتؤيد كازاخستان رغبة القاهرة فى إنشاء منطقة تجارة حرة مع الاتحاد الاقتصادى الأوروآسيوى. إلى جانب ذلك، تمثل كازاخستان ومصر أهمية كبيرة لمشروع "الحزام الاقتصادى لطريق الحرير" الذى اقترحته الصين، حيث تخلق إمكانات بلدينا فرصا جديدة للعمل الفعال فى هذا الاتجاه. وقد بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين خلال الربع الأول من العام 2018 نحو 23 مليون دولار، أى أكثر بـ 3.3 مرة من حجم التبادل التجارى فى الفترة المماثلة من العام 2017، حيث لم يتجاوز حجم الصادرات والواردات بين مصر وكازاخستان 62.4 مليون دولار فى العام الماضى، وهو أعلى رقم يبلغه التبادل التجارى بين البلدين خلال 5 سنوات. وفى الربع الأول من العام 2018 أصبحت كازاخستان تصدر إلى مصر بذور الكتان والنفط، وهذه المبيعات ساهمت فى حدوث قفزة كبيرة فى حجم التبادل التجارى بين البلدين. وليست هناك منتجات للتبادل التجارى ثابته بين مصر وكازاخستان ففى الفترة 2012-2013 شكل الكبريت والقمح والألواح المعدنية المدرفلة أساس الصادرات إلى مصر، وفى السنوات التالية توقفت صادرات تلك المنتجات تماما، لتحل محلها المنتجات البترولية والنحاس، وفى عام 2016 شكلت المنتجات شبه المصنعة من الحديد 90% من حجم صادرات كازاخستان إلى مصر. وخلال الفترة المقبلة سيتم إعادة توريد القمح إلى مصر، حيث تعتزم الشركات الكازاخية المشاركة فى المناقصات التى تنظمها وزارة التموين والتجارة الداخلية فى مصر، وذلك جنبا إلى جنب مع تأسيس مستودع للحبوب الكازاخية فى إحدى الموانئ المصرية. وهناك اتفاق بين الدولتين على تعزيز وتوسيع العلاقات التجارية، فيما توجد خطة لفتح مركز تجارى مصرى فى أستانا، حيث تم تخصيص لهذا المشروع قطعة أرض فى هذه العاصمة، إضافة إلى ذلك سيكون هناك مكتب تمثيل تجارى كازاخى فى القاهرة قريبا. وهناك مشاورات ومباحثات حول عقد اتفاقية لإنشاء منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الاقتصادى الأوروآسيوى الذى تعد كازاخستان عضوا فيه، ومن المقرر تنفيذ عدد من المشاريع الاستثمارية فى كل من كازاخستان ومصر، وذلك فى أعقاب التوقيع على عدد من العقود بين الجانبين. ما هى أبرز سبل التعاون بين البلدين فى المجال الاقتصادى؟ تعتبر جمهورية كازاخستان من أكبر الدول المنتجة والمصدرة لمحصول القمح فى العالم، حيث تعادل مساحتها حوالى ثلاثة أضعاف مساحة مصر، وأغلبها صالحة للزراعة، ويبلغ إنتاجها من القمح حوالى 15 مليون طن سنويا، وتحتل المراتب الأولى بين الدول المنتجة لهذا المحصول فى العالم، وتقوم بالتصدير لأكثر من 70 دولة، فى أوروبا وأفريقيا وآسيا، وهذا ما يمثل فرصة كبيرة فى حالة الاتفاق على توريد هذا القمح إلى مصر، لجودته العالية، والعلاقات الطيبة بين مصر وكازاخستان. كما تعتبر جمهورية كازاخستان من أكبر دول العالم فى مخزون الاحتياطى من الغاز الطبيعى لديها، لوقوعها فى منطقة وسط آسيا الغنية بهذه الموارد، والتى يقدر نسبة الاحتياطى من الغاز الطبيعى بها حوالى 27% من نسبة الاحتياطى فى العالم. لقد بلغ معدل نمو الناتج المحلى الإجمالى فى كازاخستان 4 % عام 2017 ووصل معدل النمو فى مجال الإنتاج الصناعى نحو 7% بينما انخفضت معدلات الفقر 13 مرة وتراجعت نسبة البطالة لتصل إلى 4.9 % وذلك بفضل تنفيذ العديد من الإصلاحات الضخمة من بينها الإصلاحات الدستورية، ودعم الوعى الاجتماعى مما ساهم فى دخول البلاد فى مرحلة جديدة من التطور من أجل وضعها فى قائمة الدول الثلاثين الأكثر نموا فى العالم. وفى هذا المجال لابد من الاشارة إلى إعلان الرئيس الكازاخى نور سلطان نازاربايف خلال خطابه السنوى فى يناير الماضى عن الثورة الصناعية الرابعة التى ترتكز على 10 مهام وهى إدراج التكنولوجيات الجديدة إلى الصناعة وبناء اقتصاد على أساس المعرفة والابتكار ونقل التكنولوجيات المتقدمة والتحول إلى الحوكمة الإلكترونية، وتطوير الموارد المحتملة، واستخدام التكنولوجيات الذكية ، ومواصلة تطوير دور كازاخستان فى منطقة أورواسيا كمحور لوجيستي. كما تركز هذه الثورة على إعادة تشغيل القطاع المالى لاستكمال تنظيف محفظة البنوك من القروض السيئة، وضمان احترام مصالح المواطنين العاديين، تنمية رأس المال البشرى كأساس للتحديث من خلال إدخال نوعية جديدة من النظام التعليمى المتقدم، ومواصلة تطوير فاعلية وكفاءة الإدارة العامة وعمل الجهاز الحكومى، ومواصلة مكافحة الفساد وضمان سيادة القانون، وإدارج نظام "المدن الذكية" فى إطار برنامج الأمة الذكية لإدارة المدن. وما هى فرص الاستثمار بين مصر وكازاخستان؟ الاستثمارات المشتركة وضخ رؤوس الأموال إلى الاقتصاد ونقل التكنولوجيا والخبرة من المجالات الأساسية والملحة فى أجندة أولويات تعزيز التعاون بين مصر وكازاخستان حيث تعتبر كازاخستان البوابة الاستراتيجية لمصر. ويتميز المناخ الاستثمارى فى كازاخستان بالجيد والملائم وخاصة موقعها الجغرافى فى وسط الاتحاد الاقتصادى الأوراسى وثقافتها المشتركة مع مصر، وأن التبادل التجارى بين البلدين لا يتناسب مع الإمكانيات والفرص التى تتمتع بها مصر وكازاخستان خاصة مع وجود قناة السويس التى تعد أهم شريان للتجارة العالمية. ويمكن القول بإن هناك فرصة كبيرة فى دعم التجارة فى ضوء أن كازاخستان من أكبر مصدرى القمح الذى تستورد منه مصر وندرس الآن إمكانية الاستثمار فى بناء صوامع للقمح فى مينائى سفاجة والسويس لتخزين القمح لتصديره إلى مصر والأسواق الإفريقية الأخرى، كما تعتبر الأدوية المصرية من أهم بنود التجارة بين البلدين حيث تحظى بنصيب الأسد فى السوق الكازاخى بسبب جودتها العالية وسعرها المنخفض، وهناك مخطط لبناء مصنع لإنتاج الأدوية لتصديرها إلى سوق الاتحاد الاقتصادى الأوراسى. ويعتبر قانون الاستثمار الجديد فى كازاخستان قد تم إعداده بمنتهى الدقة لتشجيع الاستثمار الأجنبى ويمنح الفرص لرجال الأعمال المصريين لممارسة أعمالهم بحرية تامة بدون الإجراءات الحكومية، مضيفا أن كلا من مصر وكازاخستان قطعتا شوطا فى الآونة الأخيرة من أجل خلق مناخ ملائم للاستثمار وتسهيل الإجراءات. كما اتفق الجانبين المصرى والكازاخى مؤخرا على إقامة مشروعات مشتركة بين القطاع الخاص فى مجالات إنتاج الجرارات والآلات الزراعية، والصناعات التحويلية، وإنتاج مواد البناء والصناعات الغذائية فضلا عن التوقيع على اتفاقية التعاون فى مجال الفضاء. كما تم الاتفاق على دعم كازاخستان لمصر فى مفاوضات اتفاقية إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الاقتصادى الأوراسى. كما أن إطلاق التحديث الثالث لكازاخستان ساعد فى فتح آفاق وإمكانات جديدة أمام المستثمرين فى العديد من المجالات المختلفة مثل التعدين، والتصنيع، وتحديث المجال الزراعى الصناعى وكذلك الصناعات التحويلية والغذائية. إضافة إلى أن كازاخستان تعد أكبر دولة متلقية للاستثمارات الأجنبية المباشرة من بين دول الاتحاد السوفيتى السابق باستثمارات تتخطى الـ 250 مليار دولار منذ عام 1991 وحتى الآن ، مشيرا إلى أن الاستثمارات فى مجال البنية التحتية تعد الأكثر نموا فى البلاد . ما هى الجهود المبذولة لتعميق التعاون والتبادل السياحى والثقافى مع مصر؟ بخصوص السياحة الوافدة تحتل كازاخستان، المرتبة الثانية من حيث عدد السائحين الوافدين إلى منتجع شرم الشيخ بعد أوكرانيا ويبلغ عدد الرحلات السياحية إلى مصر 20 رحلة أسبوعيا 10 رحلات إلى مدينتى الغردقة وأسوان. وهذه الزيادة تأتى فى إطار الجهود الترويجية من بينها المشاركة فى عدد من الفعاليات الثقافية فى كل من القاهرة واستانا مثل معرض آثار السلطان بيبرس والمتحف الفرعونى فى أستانا فى إطار المعرض الدولى أكسبو أستانا 2017 . كما تم تصوير أفلام وثائقية عن الآثار التاريخية فى عصر المماليك وإقامة حفلات موسيقية للفنانين الكازاخيين ومنهم الفنانة الدكتورة إيمان موساحوجايفا بمصاحبة الأوركسترا السيمفونية بدار الأوبرا المصرية ومكتبة الإسكندرية مما يسهم فى جذب السائحين من كازاخستان ودول أخرى إلى مصر . كازاخستان لها تجربة جيدة فى التعايش السلمى ومحاربة العنف والتطرف الدينى.. هل من الممكن أن تطلعنا على هذه التجربة؟ نجحت كازاخستان حتى اليوم فى تحقيق أكبر نموذج للتعايش السلمى بين أكثر من 120 قومية، وخلافا لما عليه الحال فى باقى الدول التى استقلت عن الاتحاد السوفيتى، لم يقتل شخص واحد فى كازاخستان خلال سنوات الاستقلال نتيجة لصراعات عرقية. كازاخستان ليست مجرد دولة متعددة القوميات وإنما يعيش فيها أكثر من 125 قومية واثنيه ويتيح هذا لنا إمكان أخذ الأفضل من جميع القوميات ومزجها لتشكيل النموذج الكازاخستانى الخاص. وتعرض كازاخستان صورة دولة تشكل نموذجا فى الوفاق الاجتماعى والدينى ، بالإضافة إلى رؤيتها الخاصة فى حل القضايا العالمية. ولم تحدث مواجهات عرقية تهدد السلام الاجتماعى بفضل سياسة التسامح والعدالة المطبقة والتى تستند إلى رغبة العيش المشترك للمواطنين، وتمثل هذه الأعراق جميع الأديان السماوية والأديان القديمة. لتعميم هذا النموذج الناجح على العالم للاستفادة منه، قام الرئيس الكازاخى نورسلطان نازارابايف بعقد مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية الذى تحول اليوم إلى أكبر منصة للحوار بين الحضارات، ومن جانبنا، نحن فى كازخستان نسعى من خلال هذه القمة إلى تكثيف الجهود المشتركة من أجل تجاوز الأحكام المسبقة والتجاهل، والفهم الخاطئ للأديان الأخرى مع التركيز على ما يوحد أتباع الأديان ليس على ما يفرقهم وإدانة كافة أشكال الإرهاب، إضافة إلى دعوة اتباع كافة الأديان على العمل سويا لإزالة الأسباب الاجتماعية للإرهاب، وذلك من خلال التأكيد على عظمة وكرامة ووحدة الإنسانية.










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;