اعتاد أن يظهر على الفضائيات نجوم من الوسط الفنى والرياضى أو الشخصيات العامة ونجوم المجتمع، وأن يتصدر الصفحات الأولى من الجرائد المسئولون والسياسيون، وألفنا صوت المطربين والشخصيات العامة فى الراديو، كما اعتادنا أن تكون هناك زاوية صغيرة فى مساحة الإعلام بكل أنواعه "المرئى والمسموع والمقروء" لمواطن يشتكى همه ويوجه رسالة استغاثة لمسئول، لتبقى المساحة الأكبر للمشاهير فى كافة المجالات الفنية والرياضية والاقتصادية والسياسية.
"المشاهد والقارئ والمستمع" تغيرت أمامه ملامح الإعلام، فبدلا من تسلط الأضواء على نجم كروى، تحول نحو قصة نجاح تسطرها سيدة سواء سائقة ميكروباص أو تروسيكل التقى بها الرئيس عبد الفتاح السيسى صدفة على الطريق أو استضافها فى مؤسسات الرئاسة، ليرسم حالة إعلامية جديدة بدلا من التى تعودنا عليها فى العهود السابقة.
ظهور البسطاء فى إعلام عدالة إعلامية
الكاتبة سكينة فؤاد مستشارة رئيس الجمهورية فى عهد عدلى منصور، تصف اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى بنماذج لقصص النجاح كالسيدة نحمدو عبد الرازق سائقة الميكروباص، أنها تؤكد على مبدأ العدالة الاجتماعية فى الوسط الإعلامى، مشيرة إلى أننا لازلنا فى حاجة إلى الوصول للمواطن المحتاج.
وترى "فؤاد" أن الرئيس لا يستطيع أن يكرم كل ناجح داخل الدولة المصرية لذلك على كل مسئول أن يصل إلى المواطن ويطرق بابه ليعرف ماذا يحتاج، قائلة: "مع كل تقديرى على مواقف الرئيس السيسى لكنه لا يستطيع أن يصل لكل مواطن يحتاج إلى نجدة الدولة، فما يفعله الرئيس يجب أن يكون رسالة للمسئولين بالاقتراب من المواطن ولملمة أدق التفاصيل الخاصة به، حيث أن برامج التنمية من طرق وكبارى وتعمير لكن يظل الإنسان هو الأكثر احتياجات لتنمية ويظل المواطن هو العمود الفقرى لدولة 30 يونيو.
وقالت سكينة فؤاد، إن السنوات الماضية والعهود البادئة شهدت تضخما فى الفساد والإفساد ومن هنا يبلغ توجه الرئيس السيسى بالغ الأهمية فى تكريم النماذج الناجحة، وكأنه يبلغ رسالة لجميع وهى أن نتبع هذا التوجه ويسعى كل مسئول أن يخفف الأعباء عن المواطن لأنهم هم ارصدة الدولة المصرية".
وأوضحت "فؤاد"، أن إظهار قصص النجاح والكفاح رغم الصعاب، والنضال الذى تقوم به المرأة يظهر معدن المرأة المصرية رسالة للجميع أن الإصلاح الحقيقى يكمن فى الإنسان الذى يجب أن يكون فى المقدمة وهؤلاء النجوم هم النجوم الحقيقيون وأن مصر تمتلئ بهذه النماذج، وإلقاء الضوء عليهم تصحيح كبير فيما اضطرب أو تغير لدينا فى القيم والمثل العليا".
فيما قالت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسى وعضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن الرئيس السيسى حريص دائما على تصدير صورة البسطاء أمام الجميع، والتأكيد على أنهم هم نجوم المجتمع الحقيقى الذى دائما تعمل الدولة من أجله، وهو توجه عام حاليا يحدث فى المجتمع وكل مؤسسات الدولة .
وأضافت أستاذ علم الاجتماع السياسى، لـ"انفراد"، أن هذا التوجه لم يكن موجود من قبل، متابعة: "كنا فى الماضى دائما نرى أن لاعب الكرة أو الفنان أو المطرب أو السياسى وغيره هم نجوم المجتمع وهم حديث الصباح والمساء، وهناك تهميشا لباقى طبقات المجتمع من العاملات المكافحات وغيرها من النماذج البسيطة التى تعبر عن الصورة المصرية الأصيلة .
وأوضحت زكريا، أن الرئيس حاليا يرفع راية أن الوقت الحالى هو البسطاء، أن كل من يعمل بجهد من أجل العيش سيكون هو فخر لمصر، لافتة إلى أن الفترة الحالية تحتاج إلى أمثلة نحمدو سائقة الميكروباص وغيرها من المكافحات المصرية التى تعبر عن المرأة المصرية الأصيلة.
من جانبه قال نادر مصطفى، أمين سر لجنة الإعلام بالبرلمان، إن الرئيس السيسى دائما مشغول بكل مواطن مصرى وكل الأمور المحيطة به، فدائما نرى أن البسطاء هم نجوم الظاهرين بقوة فى المجتمع، وهذا يؤكد أن القيادة السياسية اختلفت عن السابق فى طبقة البسطاء .
وأضاف أمين سر لجنة الإعلام بالبرلمان، لـ"انفراد"، أن الفترة الحالية لكل مواطن بسيط يعمل من أجل البحث عن الرزق ويعمل ويكافح من أجل هذا الوطن، فكل النماذج التى كرمها الرئيس هى النماذج الحقيقية المكافحة، والفترة الحالية ستشهد المزيد من تكريم هؤلاء المواطنين رجال أو سيدات مكافحين، وعلى كل مسئولين فى الدولة أن يسيرون على غرار الرئيس فى الاهتمام بالمواطنين البسطاء والنماذج المشرفة المكافحة .