خالد أبو بكر: النزول للشوارع بشكل ارتجالى يخلق الفوضى
خالد أبو بكر: إذا كان الأوروبيون ينتهجون هذا النهج فماذا تفعل باقى الشعوب
مواطنون فرنسيون: السياسيون يعملون لصالح البنوك
مواطنون فرنسيون يسردون الأوضاع بالتزامن مع تظاهرات السترات الصفراء
فى تغطية خاصة لتظاهرات أصحاب السترات الصفراء من قلب العاصمة الفرنسية باريس، رصد خالد أبو بكر، عبر برنامجه "الحياة اليوم" المذاع على شاشة الحياة، الواقع من قلب الحدث، وأجرى لقاءات حصرية مع عدد من المتظاهرين فى شارع الشانزلزيه، الذى وصفه "أبو بكر" بـ"ساحة حرب".
ونقل "أبو بكر" تفاصيل تظاهرات أصحاب السترات الصفراء، من قلب العاصمة الفرنسية باريس، فى حلقة تم تسجيلها يوم السبت 15 ديسمبر على مدار يوم كامل.
خالد أبو بكر من باريس: الفرنسيون يحاولون الحصول على حقوقاً إضافية
وقال إن شوارع فرنسا تحولت يوم السبت الماضى إلى ثكنة عسكرية، وانتشرت قوات الجيش ، وأغلقت المحال واجهاتها بسواتر حديدية، موضحا أن الفرنسيون يحاولون أن يحصلوا على حقوقاً إضافية متعلقة بالحق فى فرص عمل أكثر، وزيادة الدخل، وخفض الضرائب، لافتاً إلى أن الخطاب الأخير للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ، لم يعط أى أمل جديد للفرنسيين، وكل يوم تزداد شرائح المتظاهرين، فمنهم من طالب بتخفيض رسوم التعليم للطلاب الأجانب ، مؤكدا أن التخريب والتكسير فى الشوارع الفرنسية غير مرضى لأحد، وقد يكون السبب وراء ذلك اليسار المتطرف "بلاك بلوك"، موضحا ًأن المواطنين العاديين متعاطفين مع المظاهرات.
وقال خالد أبو بكر، خلال تغطية خاصة من قلب العاصمة الفرنسية باريس، لمظاهرات السترات الصفراء ، إن أجهزة الأمن تقوم بتفتيش السيارات بكل دقة بالشوارع الفرنسية .
خالد أبو بكر يحاور أصحاب السترات الصفراء من قلب العاصمة الفرنسية باريس
وحاور خالد أبو بكر، عددا من أصحاب السترات الصفراء خلال تظاهرهم بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث أشار أحد المتظاهرين أصحاب السترات الصفراء إلى أنه كان يظن أن البلدان الغربية تعتبر أفضل من حيث ظروف المعيشة، لكنهم عرفوا أن ذلك خطأ ويعملون فقط للأكل ولتأمين المسكن لأنفسهم، وبعد دفع هذه المصاريف لا يتبقى لهم شيئا، وعند الإدلاء بآرائهم لا أحد يستمع إليهم.
وتابع: "لم نعد نعيش فى ديمقراطية، نحن نقترب أكثر من البلدان التى تتبع الطرق الوحشية، وفعلاً من الآن لن يتسنى لنا إعطاء دروس لبلدن مثل كوريا الشمالية أو غيرها".
وعن سبب تضاؤل عدد المتظاهرين السبت الماضى أوضح أن الشرطة تحتجزهم عند بوابات المرور وعلى أرصفة محطات القطار، كما أن هناك اعتقالات بدون سبب، مردفاً: "نحن لسنا هنا من أجل التخريب، نحن هنا من أجل التعبير عن رأينا ولدينا مطالب، هناك نوعان من المخربين وهم فى الحقيقة ميليشيات تابعة للدولة، ويجب أن نوقف هذه الأكاذيب".
وأردف: "لا يتسنى لنا الدخول حاملين زجاجات لقطرة العين، وهم بحوزتهم معدات لا يتخيلها أحد، هذه مجرد مسرحية.. الحل سهل هو استفتاء بمبادرة شعبية على كل هؤلاء الذين ينعمون بمناصب سيادية، أن يرحلوا وأن يتركوا للشعب تقرير دستوره، نحن نعايش اليوم ملكية بقيادة ملك سيئ، وعلينا أن نندم على بعض الملوك".
مواطنون فرنسيون يسردون الأوضاع بالتزامن مع تظاهرات السترات الصفراء
كما أكد أحد الفرنسيين، أنه ضد المخربين الذين يقومون بأعمال عنف وشغب، قائلا :"أظن أن المشكلة الأعمق تكمن فى أن أصحاب السترات الصفراء خاصة والفرنسيين عامة يتعرضون للمضايقات بصورة مبالغ فيها هم يدفعون ضرائب كثيرة، ويعانون من الكثير من البيروقراطية والقيود، كل هذا يسبب ضجر الفرنسيين، يتحركون بسيارتهم بسرعة 80 كم / س وينزلون من سياراتهم فتطاردهم قوات الأمن، كل هذا أصبح غير محتمل بالنسبة للفرنسيين" ، الأمر لا يتعلق بالضرورة بالمال، ولكن المشكلة الأكبر هى أن الدولة تتدخل بصفة مفرطة فى حياة الفرنسيين، معلقاً على خطاب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، بأنه لا يدرك حقيقة الأمر ، مشيرا الى أنه فى سوق باريس يوجد سلع باهظة الثمن وأخرى رخيصة، والحد الأدنى للأجور غير كافى بالنسبة للأسروحيدة العائل، والمواطن يضطر لدفع 500 يورو إيجار مسكن .
متظاهرو السترات الصفراء لـ"خالد أبو بكر": ليس لدينا ديمقراطية تشاركية
فيما أعربت سيدة فرنسية من اصحاب السترات الصفراء، عن استيائها مما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية فى بلدها، كما أعربت عن غضبها من السياسيين وما ينفقونه من أموال على أنفسهم، قائلة: "الفرنسيون مستاءون من السياسيين، وهؤلاء عليهم أن يتوقفوا عن العمل لحساب البنوك، وأن يصغوا إلينا، وأنا أريد فعلا كمواطنة أن تكون هناك ديمقراطية تشاركية للشعب.. نعم لا يوجد خاصة ما شهدناها فى الانتخابات الأخيرة، فماكرون لم يفز بالانتخابات بل كان هناك تلاعب".
وخلال حوارها مع خالد أبو بكر قالت السيدة الفرنسية إن مرتبها الحالى 1600 يورو ولكنها متوقفة عن العمل بسبب المرض، مؤكدة أن هذا المبلغ لا يكفيها إطلاقًا، وأنه لا يمكن الاستمرار على هذا الحال والمشهد السيئ الذى يتواصل بشكل شهرى.
وفى رسالتها للفرنسيين، قالت: "نحن نمثل قوة وعلى العاجزين عن القدوم للتظاهر أن يرتدوا السترات الصفراء فى بيوتهم على الأقل.. فنحن نناضل من أجل أولادنا، وهناك تلاعب إعلامى.. نحن نريد إحلال ديمقراطية تشاركية للشعب"، مؤكدة رفضها لأعمال التخريب، قائلة: "أصحاب السترات الصفراء لا دخل لهم بهذا التخريب، فهم هادئون وأخلاقهم كريمة".
خالد أبو بكر يروى كواليس رحلته فى "ساحة الحرب" بشارع الشانزلزيه
وفى ختام حلقته، روى خالد أبو بكر كواليس رحلته لتغطية تظاهرات أصحاب السترات الصفراء من قلب العاصمة الفرنسية باريس، من شارع الشانزلزيه، مؤكدًا أن شارع الشانزلزيه بدا وكأنه ساحة حرب، رغم التراجع الملحوظ فى أعداد المتظاهرين مطلع هذا الأسبوع عما سبق.
وقال خالد أبو بكر، إن السبت المقبل ستكون التظاهرات أقل بكثير، فالشرطة الفرنسية أحكمت خطها الذكية فى التعامل مع المتظاهرين، رغم حدوث بعض المناوشات الخفيفة فيما بينهما.
وأشار أبو بكر إلى أن أكثر من 89 ألف شرطى ساهموا فى تأمين هذه التظاهرات، وعدد كبير منهم تواجد فى مربع الإليزيه، وعدد آخر فى شارع الشانزلزيه وضواحيه، موضحًا أن الشرطة كانت تسمح بالدخول للشانزلزيه ولكنها كانت تمنع الخروج منه، وكل المحلات أحكمت عملية التأمين بعد الاستعانة بقوات الشرطة.
وذكر أن التخريب أظهر الوجه القبيح لهذه التظاهرات، مؤكدًا أهمية وضرورة الحوار والوصول للشارع، فالفوضى كارثة على كل الشعوب، مضيفًا أن فرنسا سادس اقتصاد فى العالم اضطرت لاختراق القانون للحفاظ على المجتمع، حيث بلغ عدد المعتقلين دون وجه قانونى 350 شخصا، ثم انخفض لـ31 شخصا، وبالتالى الشرطة فى موقف لا تحسد عليه، ولا تدرى الحكومة مع من تتفاهم.
وأكد أن النزول للشوارع بشكل غير مرتب وارتجالى يخلق فوضى فى قمة الحضارات، مضيفًا: "البلد أمانة عند شعوبها، وكنت حزين خلال تواجدى بالشانزلزيه، ولا يمكن أن تكون الفوضى والخراب مفتاحا لتقديم الطلبات وإذا كان الأوروبيون ينتهجون هذا النهج فماذا تفعل باقى الشعوب.
وقال أبو بكر: "البلاد أمانة بين أيدى المواطنين والفوضى لا تأتى إلا بالفوضى، وبعض الفرنسيين والكثير منهم سيلتزم البيوت ولن تكون هناك المشاركة الكبيرة التى توقعها أصحاب السترات الصفراء".
وفى هذا الصدد أكد خالد أبو بكر أن الإعلام المصرى ليس أقل من أى إعلام عربى فى التواجد وتقديم المعلومة من قلب الأحداث، مضيفًا: "لم يكن يوما أو رحلة سهلة".