العالم يستلهم التجربة المصرية.. لوس أنجلوس تطلق نفقا جديدا على غرار "أنفاق قناة السويس".. مشروع "المرور العابر" يهدف لبناء شبكة أنفاق لربط المدن ببعضها.. ويساهم فى دفع الاستثمار وتحقيق التنمية الاقتصا

فى الوقت الذى اتخذت فيه الحكومة المصرية خطوات جادة فى مشاريعها التنموية، والتى تهدف إلى تشجيع الاستثمار، عبر الربط بين المحافظات وتسهيل الطرق فيما بينها، وذلك فى إطار رغبة القيادة السياسية فى تشجيع الاستثمار، وهو ما بدا واضحا فى مشروع أنفاق قناة السويس، والذى من شأنه ربط محافظات السويس والإسماعيلية وسيناء بباقى المحافظات لتحقيق التنمية الاقتصادية بها، وكذلك حل المشكلات المرورية، واختصار الوقت للوصول إليها من باقى مناطق الجمهورية، يبدو أن دولا أخرى اتجهت نحو تبنى نفس النهج لتحقيق نفس الأهداف. ففى لوس أنجلوس، أعلن الملياردير الأمريكى إيلون ماسك إنجاز أول نفق فى إطار مشروع "المرور العابر"، وذلك لعلاج أزمة المرور الضخمة التى تعانيها الولاية فى الوقت الراهن، موضحا أن المشروع سيشهد تطويرا كبيرا ليساهم فى ربط المدن الأمريكية ببعضها والوصول لها فى وقت أقصر. ويمثل النفق الأمريكى الجديد خطوة أولى لتطوير شبكة أنفاق عالية السرعة من شأنها تخفيف المشكلات المرورية فى المدن الأمريكية فى المرحلة المقبلة، حيث أنه من المتوقع أن تصل سرعة السير بها إلى أكثر من 150 ميل فى الساعة الواحدة، إلا أن الوصول إلى ذلك مازال يحتاج إلى وقت طويلة. بدأ ماسك مشروعه فى لوس أنجلوس، بعدما أطلق تغريدة قبل عامين، على حسابه بموقع تويتر، أعرب فيها عن امتعاضه من الحركة المرورية فى المدينة، واعدا بإيجاد حل لهذه الأزمة، حيث قدمت شركة "تيسلا" والمتخصصة فى صناعة السيارات الكهربائية، رؤية للمشروع بعد ذلك، لتبدأ أعمال الحفر. وتقول الشركة الأمريكية، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز" فى نسختها الإنجليزية، أن تكلفة ما تم إنجازه وصل إلى حوالى 10 مليون دولار، متضمنة أعمال الحفر والبنية التحتية الداخلية والإضاءة والتهوية وأنظمة السلامة والاتصالات. وأوضح الملياردير الأمريكى خلال عرضه للمشروع أن التكاليف تبدو منخفضة، إلا أنه لم يحدد الوقت الذى استغرقه الانجاز الذى أثار حالة من الجدل، بسبب محاولات التشكيك التى واجهها منذ البداية، والتى دفعت عددا من منظمات المجتمع المدنى والنشطاء إلى رفع دعاوى قضائية ضد الشركة لمنعها من استكمال المشروع. وكانت حالة الجدل الواسعة حول المشروع هى السبب الرئيسى فى الوعد الذى قدمه ماسك أثناء العمل فى المشروع، بأن يقدم رحلات مجانية للمواطنين عبر النفق الجديد، إلا أن الشركة تراجعت عن ذلك بسبب الطلب الكبير الذى تلقوه من قطاع كبير من المواطنين، معلنة أن الرحلات المجانية التى سيتم تنظيمها ستكون بناء على دعوات تقدمها الشركة. وتعد الشركة الأمريكية خططا واسعة لبناء شبكة كبيرة من الأنفاق يتم ربطها ببعضها البعض فى المرحلة المقبلة، بحيث تمتد إلى أوسع نطاق ممكن، وهو الأمر الذى من شأنه المساهمة بصورة كبيرة فى اختصار وقت السفر، بالإضافة إلى تشجيع رجال الأعمال على زيادة استثماراتهم فى كافة المناطق بالولايات المتحدة. وتمثل مثل هذه المشروعات أولوية كبيرة لدى إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والذى يهتم بصورة كبيرة بتشجيع الاستثمارات، من أجل دفع معدلات النمو الاقتصادى وتقليل معدل البطالة، وهو الأمر الذى بدا واضحا فى النجاح الاقتصادى الكبير الذى تمكن من تحقيقه منذ صعوده إلى البيت الأبيض فى يناير من العام الماضى، حيث بلغت معدلات النمو الاقتصادى أكثر من 4%، فى حين تقلصت معدلات البطالة إلى أقل من 3%.