أمريكا تعلن سحب قواتها من سوريا.. واشنطن تجلى موظفى الخارجية.. الجمهوريون يخالفون ترامب: الانسحاب انتصار لداعش وروسيا وإيران وبشار الأسد.. بريطانيا: قرار خاطئ..موسكو: يفتح آفاقا للتسوية..والأكراد: طعن

بعد ما يزيد عن 4 سنوات من التواجد العسكرى الأمريكى على الأراضى السورية، دون موافقة أو طلب من دمشق، أعلنت إدارة الولايات المتحدة الأمريكية سحب قواتها من كامل الأراضى السورية، وإعلانها هزيمة تنظيم داعش الإرهابى. وانهال الجمهوريون بالهجوم على الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بعد أن أعلن عن نية بلاده فى سحب القوات الأمريكية من الأراضى السورية، حيث تنشر أكثر من ألفى جندى لمحاربة تنظيم داعش منذ عام 2014. وبعد دقائق من تغريدة الرئيس الأمريكى، على موقع التواصل الاجتماعى تويتر: "لقد ألحقنا هزيمة بتنظيم داعش فى سوريا، وهو السبب الوحيد لوجودنا خلال رئاسة ترامب"، هاجمه نواب جمهوريين بسبب نية سحب قواته والتى اعتبرها البعض بالهزيمة. وقال دونالد ترامب اليوم الأربعاء إنه حقق هدفه فى سوريا بـ "هزيمة تنظيم داعش "، مضيفا أن ذلك الهدف كان المبرر الوحيد الذى جعله يحتفظ بقوات هناك. أعلن مسئول أمريكى أن الولايات المتحدة ستنسحب من كل الأراضى السورية حيث تنشر الفى جندى على الاقل لمحاربة تنظيم داعش الإرهابى. وقال المسئول الذى لم يشأ كشفه هويته لوسائل إعلام أمريكية "إنه انسحاب كامل" سيحصل "فى أسرع وقت"، موضحا أن "القرار اتخذ أمس". من جانبه قال السناتور الجمهورى لينزى جراهام،المدافع الدائم عن الرئيس، إن أى قرار يتخذه الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا سيكون "خطأ". وقال جراهام فى بيان "الانسحاب الأمريكى فى هذا التوقيت سيكون انتصارا كبيرا لتنظيم داعش، وإيران وبشار الأسد وروسيا، أخشى أن يؤدى ذلك إلى عواقب مدمرة على أمتنا والمنطقة والعالم بأسره". وأضاف "سيزيد من صعوبة الاستعانة بشركاء فى المستقبل للتصدى للإسلام الراديكالي. وستعتبر إيران وغيرها من الأطراف الشريرة ذلك دلالة على الضعف الأمريكى فى الجهود الرامية لاحتواء النفوذ الإيراني". فى السياق ذاته أعلن البيت الأبيض، بدء سحب القوات الأمريكية من كامل الأرضى السورية، قائلا: أمريكا بدأت إعادة قوات للوطن مع انتقالها للمرحلة التالية فى هذه الحملة. وأضاف البيت الأبيض الأمريكى، أن الانتصارات على تنظيم داعش الإرهابى، فى سوريا لا تشير إلى نهاية التحالف العالمى أو حملته. كما أعلن مسئول أمريكى، إجلاء كل موظفى وزارة الخارجية الأمريكية من سوريا خلال 24 ساعة. وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض: "تلك الانتصارات على داعش فى سوريا لا تشير إلى نهاية التحالف العالمى أو حملته، بدأنا إعادة القوات الأمريكية إلى الوطن مع انتقالنا إلى المرحلة التالية من هذه الحملة". ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمريكي، قوله إنه من المتوقع أن يكون الإطار الزمني لسحب القوات الأمريكية من سوريا ما بين 60 إلى 100 يوم. وذكر المسؤول أنه "سيتم سحب كل القوات الأمريكية عند اكتمال المراحل الأخيرة من آخر عملية ضد تنظيم داعش". وأضاف أنه سيجري إجلاء كل موظفي وزارة الخارجية الأمريكية من سوريا خلال 24 ساعة. وكان الرئيس الأمريكى أكد مرارا استعداده لسحب الجنود من سوريا لكن العديد من أعضاء إدارته عبروا عن وجهة نظر مخالفة فى هذه القضية الحساسة. لكن حتى مع الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من سوريا سيظل هناك وجود عسكرى أمريكى كبير فى المنطقة يتضمن نحو 5200 جندى عبر الحدود فى العراق، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء رويترز. بريطانيا ترامب مخطئ من ناحية آخرى، قال وزير بوزارة الدفاع البريطانية اليوم الأربعاء إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مخطئ فى قوله إن تنظيم داعش فى سوريا قد هُزم، وذلك فى وقت تدرس فيه الولايات المتحدة سحب كل قواتها من هناك. وأضاف وزير الدولة بوزارة الدفاع على تويتر: داعش تحول إلى أشكال أخرى من التطرف، والتهديد لا يزال قائما بقوة". روسيا ترى الانسحاب فرصة للتسوية وعن رد الفعل الروسى جددت وزارة الخارجية الروسية التأكيد أن الوجود الأمريكى غير الشرعى فى سورية يشكل عائقا خطيرا أمام حل الأزمة فيها. ونقل موقع روسيا اليوم عن المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا قولها فى مؤتمر صحفي: "إن الوجود العسكرى غير الشرعى للولايات المتحدة فى سورية يتحول من أحد عوامل محاربة الإرهاب الدولى إلى عقبة خطيرة أمام تسوية الأزمة فيها" مبينة أن "هذه الحقيقة تتجلى بشكل كامل فى مخيم الركبان قرب الحدود الأردنية" . كما صدر بيان عن الخارجية الروسية أكدت فيه أن انسحاب القوات الأمريكية من كافة الأراضى السورية من شأنه أن يفتح آفاقا لحل آفاقا للتسوية السياسية فى البلاد التى مرها الحرب على مدار سنوات. رأى إسرائيل فى الانسحاب وعن رد فعل الاحتلال الإسرائيلى التى أبدى قلقه، قال رئيس حكومته بنيامين نتناهو: " تل أبيب ستدرس قرار أمريكا بسحب قواتها من سوريا وسوف تعمل على ضمان أمنها والدفاع عن نفسها". وقال نتنياهو فى بيان إنه تحدث خلال اليومين الماضيين مع الرئيس الأمريكى ووزير الخارجية الأمريكى بشأن عزم الولايات المتحدة سحب القوات من سوريا. وأضاف "أوضحا أن لديهما وسائل أخرى لممارسة النفوذ فى المنطقة"، متابعا: سندرس الإطار الزمنى والكيفية التى سيتم بها ذلك وبالطبع التداعيات المترتبة علينا. سنعمل فى كل الأحوال على ضمان الحفاظ على أمن إسرائيل وحماية أنفسنا". رد فعل الأكراد فيما اعتبرت قوات سوريا الديمقراطية قرار الانسحاب الأميركى المفاجئ من شرقى سوريا "طعنة فى الظهر وخيانة لدماء آلاف المقاتلين"، فى أول تعليق لها على القرار، الأربعاء. ونقل المرصد السورى لحقوق الإنسان عن مصادر وصفها بالموثوقة، أن جهات قيادية فى قوات سوريا الديمقراطية "اعتبرت انسحاب القوات الأميركية فى حال جرى، خنجرا فى ظهر قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردي"، التى سيطرت خلال الأشهر والسنوات الفائتة على أكبر بقعة جغرافية خاضعة لسيطرة تنظيم "داعش"، وهى منطقة شرق الفرات مع منبج. كما وصفت القيادات الانسحاب بـ"الخيانة لدماء آلاف المقاتلين التى نزفت لقتال تنظيم داعش".وأكدت المصادر الكردية أن جهات عليا أمريكية أبلغت قيادات رفيعة المستوى من قوات سوريا الديمقراطية، باعتزام واشنطن سحب قواتها من كامل منطقة شرق الفرات ومنبج. وأوضحت هذه المصادر أن الخطوة "تتناقض مع الواقع"، حيث وصلت تعزيزات خلال الـ48 ساعة الأخيرة إلى منطقة شرق الفرات، من وقود ومعدات عسكرية ولوجستية وآليات، كما أن هناك تعزيزات عسكرية وصلت إلى القواعد العسكرية فى منبج وحقل العمر.