أنهت لجنة المصالحات بالأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وبمشاركة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، والشيخ محمد زكى رزق الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية، وحضور الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج، واللواء أحمد أبو الفتوح مدير أمن سوهاج، أنهت الخصومة الثأرية الكبرى بين عائلتى (الجويلات والعويضة) بقرية بندار بمدينة جرجا، والتى بدأت منذ عام 2013 واستمرت حتى فبراير الماضى وأسفرت عن مقتل 4 أشخاص من العائلتين.
بدأ وكيل الأزهر جلسة المصالحة بالدعوة لقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الوطن الذين ضحوا بدمائهم لحماية أرضنا الطيبة، ووجه رسالة للمفسدين فى الأرض قائلا: عليكم أن تعلموا أن ما تقومون به من عمليات إجرامية لن يكتب لها النجاح، فهى تذهب بأرواح الأبرياء، لكنها لن تغير ثقافة وطن عاش على المحبة والوحدة والتآلف، مسيحيين مسلمين، تحت راية واحدة، هى راية الوطن، وأرواحهم فداء للوطن، مؤكدا أن هذا العبث لن يحقق هدفا، ولن يخدم مصلحة الوطن، وسيضار منه أبناؤهم وأحفادهم ومن يأتون من بعدهم.
ونقل وكيل الأزهر الشريف رسالة فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، لأطراف الصلح، وسعادته بالصلح الذى يتم بين أبناء الوطن، ونظرته أن كل أبناء مصر نسيج واحد، لا فرق بين مسلم ومسيحى، فالدين لله والوطن للجميع، مشددا على أنه لن يتم الصلح إلا بوجود أبناء الكنيسة المصرية بيننا، موجها الشكر والترحاب لممثل الكنيسة بالصلح.
وأشاد وكيل الأزهر بالجهود التى يبذلها رجال الخير فى إتمام المصالحات، موجها الشكر لأطراف الصلح الذين كانوا أعداء الأمس، فأصبحوا بنعمة الله اليوم إخوانا، متحابين، فقد أنقذهم الله من النار، وقد كانوا على شفا حفرة منها، فأصبحوا من المحسنين الذين أنعم الله عليهم بقبولهم الصلح.
وشدد الدكتور عباس شومان، على أن من يتخذ الثأر مسيرة له فهو خاسر، ومن استطاع أن يقهر نفسه وشيطانه فهو الإنسان القوى، مؤكدا أن اقتناء السلاح أمر يدمر المجتمع، مطلقا مبادرة مجتمعية بتسليم الأسلحة للأمن، لأن ضررها أكثر من نفعها، فالقوى الذى يصفح، أما الإيذاء والقتل لا يعبر عن القوة، فالقوى من يمد يده بالعفو، لا من ينتقم لنفسه.
وقال الشيخ محمد زكى رزق الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية، إن تحقيق الأمن والاستقرار بين العائلات المصرية هدف نسعى إليه من خلال لجنة المصالحات بالأزهر، لوقف النزاعات التى لا تجلب إلا الدمار والخراب.
وحذر الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية فى كلمته من دعاة الفتنة الذين يعملون على تدمير الأسر والعائلات قائلا: من ساعد على قتل مؤمن فهو آيس من رحمة الله، مشيدا بالجهود التى يبذلها رجال الأمن ومساعدة الأزهر لحل هذه الخصومات.
وقال اللواء أحمد أبو الفتوح مدير أمن سوهاج، إن لدينا خطة طموحة للقضاء على عادة على الثأر ونزيف الدماء من محافظة سوهاج عام 2016، مؤكدا أن الأمن رسالتنا من أجل تحقيق السلام والاستقرار بين جميع العائلات وإنهاء جميع الخصومات الثأرية بالمحافظة.
وحذر مدير أمن سوهاج دعاة الفتن قائلا: لن أترك أحدا يعوق جهود المصالحات، مشيدا بالمرأة السوهاجية التى استجابت لنداءات الصلح وساعدت الرجال على إتمامه.
وفى ختام الجلسة تم الصلح بين ممثلى عائلتى (الجويلات والعويضة) ووقفوا مرددين القسم على ذلك بالتصالح والتصافى ونزع ما فى الصدور من غل وحقد وكراهية، وإبدالها محبة ووفاقا، والتوبة إلى الله والعزم على عدم الرجوع لهذا الأمر مرة ثانية، مترحمين على من رحلوا من العائلتين، وعوضهم الله خيرا، وردد الأهالى "الله أكبر منع الدم منع الدم".
واتخذت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج كافة الإجراءات اللازمة لتأمين عملية الصلح بعد الدفع بمجموعات قتالية وبوابات إلكترونية للكشف عن الأسلحة والمعادن وذلك بإشراف اللواء جورج فكرى نائب مدير أمن سوهاج للقطاع، العميد ماجد مؤمن، رئيس مباحث المديرية، قيادة العميد محمد على، رئيس فرع بحث الجنوب، والعقيد صلاح أبوالقاسم، وكيل الفرع، والرائد محمد طه، رئيس مباحث مركز جرجا، والرائد أحمد عبدالرءوف، معاون أول مباحث المركز، وعدد كبير من الأفراد لتأمين عملية الصلح كما شارك فى الصلح رئيس مباحث مركز شرطة جرجا السابق الرائد المزمل نافع، ورجال الدين الإسلامى والمسيحى وكبار العائلات والعمد والمشايخ ونواب البرلمان والقيادات الشعبية والتنفيذية وأقارب العائلتين وعدد كبير من أهالى قرية بندار والقرى المجاورة لها ليكونوا شهداء على مراسم الصلح بين الطرفين.
وترجع الخصومة الثأرية بين العائلتين إلى 20 يوليو 2013 ونتج عنها مقتل محمد. ع. م. ع وإصابة نجله ينتميان لعائلة العويضة، واتهم فى مقتله "سيد.أ.ر"، و"عبداللاه. م. ا. ر"، من عائلة الجويلات، وذلك بسبب أولوية المرور بالشارع وتم ضبط المتهمان وحكم عليهما بالمؤبد فى الجناية رقم 9533 لسنة 2013.
وتجددت الخصومة مرة أخرى فى 10 مايو 2015 بمقتل "على. أ. أ. ر" ينتمى لعائلة الجويلات وأتهم فى مقتله زايد. م. ع، عبداللطيف. ع. م،وأحمد. م. ع،ومحمود. ع. ع من عائلة العويضة وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهم الأخير ومازال محبوسا على ذمة القضية وقيدت الواقعة برقم 315 جنايات قسم جرجا لسنة 2015.
وتجددت الخصومة للمرة الثالثة عن مقتل على. م. ع الذى ينتمى لعائلة العويضة وأتهم فى مقتله محمد. أ. أ. ر،و رشوان. ع. أ ينتميان لعائلة الجويلات تم ضبطهما وقيد الواقعة برقم 3100 جنايات مركز جرجا.
وفى 2 فبراير 2016 تجددت الخصومة للمرة الرابعة عن مقتل عبدالناصر. م. م. ر من عائلة الجويلات وأتهم فى مقتله مصطفى. م. ع، وحماده. ع. ع، وماجد. ع. م. ع من العويضة وقيد برقم 395 إدارى مركز جرجا لسنة 2016.