بعد 9 سنوات من إعلان وزارة النقل عزمها تشغيل مشروع تاكسى نهرى فى القاهرة الكبرى لمواجهة وامتصاص التكدسات المرورية التى يشهدها طريق كورنيش النيل إلا أن المشروع ما زال معطلا، رغم كل وعود المسئولين فى وزارة النقل بسبب غياب الرؤية والتنسيق بين وزارة النقل من جهة ووزارة الرى ومحافظة القاهرة من جهة أخرى، وأصبحت المراكب النيلية أو اللنشات النهرية الموجودة حاليا قاصرة على القيام برحلات نزهة للراغبين.
التاكسى النهرى لم ير النور حتى الآن
كل رؤساء هيئة النقل النهرى الذين توافدوا على الهيئة منذ عام 2010 - عندما أعلنت وزارة النقل وتعهدت بتنفيذ هذا المشروع وعلى رأسهم رئيس الهيئة الحالى الدكتور عبد العظيم محمد - أطلقوا وعودا فى بداية توليهم المسئولية والتنسيق مع محافظة القاهرة ووزارة الرى لإخراج هذا المشروع إلى النور، إلا أن هذه الوعود لم تحقق فعليا حتى اليوم، رغم أن هيئة النقل النهرى منحت منذ شهور ترخيصا لشركتين لتشغيل تاكسى نهرى، إلا أن الواقع الفعلى أن الشركتين لا يقومان برحلات تاكسى نهرى وقاصرة على القيام برحلات النزهة للراغبين.
عدم قيام الشركتين بتشغيل تاكسى نهرى يقوم برحلات منتظمة راجع إلى عدم وجود مراسٍ نهرية تستخدمها كمحطات يستقل الركاب التاكسى النهرى من خلالها بسبب عدم موافقة محافظة القاهرة على إنشاء مراس نهرية تستخدم التاكسى النهرى، بسبب الخلاف مع وزارة الرى فى الرؤية والمناطق التى يمكن استخدامها لإنشاء مراسى نهرية جديدة.
الدكتور عبد العظيم محمد، رئيس هيئة النقل النهرى السابق القادم من وزارة الرى، رغم تعهده فى بداية توليه مسئولية الهيئة بإنهاء إجراءات تجهيز المراسى النهرية استعدادا لبدء تشغيل التاكسى النهرى فى نقل المواطنين الراغبين فى التنقل عبر النيل، وأنه باعتباره كان أحد مسئولى وزارة الرى قبل توليه مسئولية هيئة النقل النهرى سيسهل مهمته فى تنفيذ مشروع التاكسى النهرى، إلا أنه لم يفعل شيئا حتى غادر منصبه منذ أيام.
رحلات نزهة بالتاكسى النهرى
وحتى اليوم لم تعلن وزارة النقل، ممثلة فى هيئة النقل النهرى، مشروعا متكاملا لتشغيل التاكسى النهرى والأتوبيس النهرى وكيفية التنسيق مع محافظة القاهرة ووزارة الرى لإخراج المشروع للنور، وفى نفس الوقت اكتفت الشركتان الحاصلتان على رخصة تشغيل تاكسى نهرى بالقيام برحلات نزهة وفق رغبة المواطنين، وحتى الآن لا توجد رحلات تاكسى نهرى حقيقة يلجأ عليه المواطنين فى التنقل والهروب من زحام طريق الكورنيش.
هيئة النقل النهرى فشلت حتى الآن أيضا فى التسويق للمشروع وجذب شركات كبرى لتشغيل تاكسى نهرى أو الأتوبيس النهرى، واكتفت بالتعاقد مع شركتين ذات قدرات محدودة لتشغل تاكسى نهرى على الورق، إلا أن فعليا رحلاتهما مجرد للنزهة وليس للتنقل، لذلك عندما طرحت مزايدة لتشغيل مشروع الأتوبيس النهرى لم يتقدم لها سوى شركة واحدة لذلك أضطرت لإلغاء المزايدة.
حظر إنشاء مراسٍ نهرية جديدة فى القاهرة
رئيس هيئة النقل النهرى السابق تعهد فى بداية توليه مسئولية هيئة النقل النهرى بتعديل القرار الوزارى الصادر من وزارة الرى، الذى يحظر إنشاء مراسى نهرية جديدة فى القاهرة، بحيث يتم إنشاء مراسٍ جديدة عامة للأتوبيس النهرى والتاكسى النهرى معا، إلا ملف التاكسى أو الأتوبيس النهرى لم يشهدا تقدما حتى الآن.
الواقع أن مشروع التاكسى النهرى أو الأتوبيس النهرى بالقاهرة الكبرى لن يخرج للنور سوى بالتنسيق والتكامل بين محافظة القاهرة ووزارتى النقل والرى، وتوحيد الرؤى بينها والتسويق الجيد للمشروع لجذب شركات كبرى تقدم على تشغيل مراكبها سواء كتاكسى نهرى أو أتوبيس نهرى، بجانب الموافقة من قبل محافظتى القاهرة ووزارة الرى على إنشاء مراس نهرية جديدة، تستخدم كمحطات لاستقلال التاكسى والأتوبيس النهرى من خلالها.
اللواء ياسر جلال، رئيس هيئة النقل النهرى الحالى، والذى تولى منصبه منذ أيام، قال لـ"انفراد"، إنه سوف يقتحم هذا الملف بقوة وسيتم حل المشاكل التى تعرقل تشغيل مشروعى التاكسى النهرى والأتوبيس النهرى فعليا، متابعا: "سنقتحم الملف بالكامل".