قبل بداية كل عام يتسابق الجميع للتعرف على توقعات الأبراج للعام الجديد ، ويتجه الكثير منهم لن يدعى خبرته بالتعرف على كل ما هو مرتقب فى العام الجديد من خلال تفسيرات الأبراج. وقد يدعى البعض علمهم بما قد يصيب الإنسان فى المستقبل ولكن علماء الفلك وخبراءه كان لهم رأى آخر للرد على هؤلاء الذين يدعون علم الغيب .
توقعات الأبراج وعلاقته بالفلك
وفى هذا السياق ، أكد الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أن التوقعات السنوية للأبراج وحظوظ البشر لا يعتمد على علم الفلك إطلاقا وهو يندرج تحت مفهوم التنجيم.
وأضاف رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"، أن التنجيم حرفة وليس علما لأن العلم ليس به تأويل، موكدا أنه لو كان علما لأتفق جميع المنجمون ومعهم الفلكيين أيضا على كل ما فيه بل وأيضا كان تم صياغيته فى صورة علمية على هيئة قوانين ومعادلات.
التنجيم وقراءة الكف
وأكد رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، إن توقعات الأبراج نوع من التنجيم، والتنجيم ما هو إلا حرفة تعتمد على قراءة السماء أى معرفة مواقع النجوم والكواكب مع طور القمر ثم إعطاء تفاسير تعتمد فى مجملها على ثقافة المنجم والخلفية العلمية له وما يعرفه عن الشخص الذى يتنأ عنه، موضحا أن التنجيم مثله مثل قراءة الكف والفنجان وضرب الوداع وفتح الكوتشينه.
وتابع رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أنه لا يتفق المنجمون أبدا على شئ واحد بل كل منجم حسب رؤيته للموضوع ، كما لا تتفق مجلتان أو جريدتان على نص حظك اليوم ، مؤكدا أن الأجرام السماوية ليس لها تأثير على مصائر البشر أو نشاطهم اليومى على الأرض .
توقعات الأبراج لـ 2019
ومن جانبه كشف الدكتور ماجد أبوزاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير له حول توقعات الأبراج 2019، موضحا خلاله أنه مع بداية مطلع كل عام شمسى جديد تنتشر المقالات التى تتحدث عن أمور مستقبليه فى حياة المجتمعات العربية والعالم خلال 12 شهر مقبلة وينسب ذلك إلى علم الفلك وأن اولئك الاشخاص الذين يقومون بتلك التوقعات علماء الفلك وهذا غير صحيح جملة وتفصيلا .
وأضاف التقرير ، أن الحديث عن أحوال الناس من صحة ورزق وزواج وطلاق وموت وحروب وقيام دول وسقوط أخرى هى من ادعاء علم الغيب وتقع تحت ما يسمى (التنجيم) والشخص الذى يتحدث عنها ليس عالم فلك بل هو (منجم)، وهذه هى الصورة الصحيحة والواضحة التى يجب أن نفهمها ويجب عدم الخلط بين علم الفلك القائم على النظريات العلمية والدلائل والبراهين واستكشاف الفضاء بهدف التطور المعرفى للبشرية من أجل مستقبل أفضل وما يسمى (التنجيم).
التنجيم والفلك فى العصور الوسطى
وأشار التقرير إلى أنه من المعروف أن ما يسمى (التنجيم) كان ممتزجا مع علم الفلك حتى العصور الوسطى، ولكن فى بداية العصر الحديث تم استبعاد التنجيم وأصبح يعتبر من العلوم المزيفة.
وأكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة فى تقريره، أن التنجيم يحظى بنقد حادّ من قبل عدة دوائر علمية، فالرأى الشائع أن التنجيم ليس أكثر من خرافة وأن الفكرة القائلة بأن الترتيب العشوائى للنجوم والتى بعضها قريب منا والبعض الآخر بعيد ولكن فى نفس خط أفق النجوم القريبة فهذا الترتيب يؤثر على مصير الإنسان على هذا الكوكب الصغير هى فكرة لا يوجد عليها دليل تجريبى.
وتابع أنه برغم ذلك يؤمن الكثير من الناس وليس " الكل " بالتنجيم وتفسير ذلك المحتمل بأن الكثير من الناس مستعدون لتقبّل التنجيم تحت تأثير (فورير) ويعرف أيضًا بـ "تأثير بارنوم" وهو تأثير يجعل الناس ينظرون إلى الصيغ العامة والغامضة والتى يكون اتجاهها العام إيجابيًا يجعلهم ينظرون إلى هذه الصيغ على أنها توصيفات في محلّها بالنسبة لشخصيتهم.
وأكد التقرير أن التنبؤات اليومية أو الاسبوعية أو الشهرية أو السنوية التى تتحدث عن أحوال الناس هى تنجيم ، وأن الشخص الذى يتحدث عنها هو منجم وليس عالم فلك.