"النيل بيتمشى من توشكى لكلابشة".. "انفراد" داخل أحد المراكب النيلية بأسوان.. البيوت النوبية وجزيرة النباتات ومعبد فيلة أهم مقاصد السائحين.. الريس حمادة: أعمل مراكبى منذ 20 سنة وحركة السياحة تتعافى (صو

"النيل بيتمشى من توشكى لكلابشة"، كلمات من أغنية الفنان النوبى كرم مراد، تذهب بالأذهان إلى جمال الطبيعة وسحر المناظر الخلابة لنهر النيل فى أرض الذهب بمدينة أسوان، لتحكى قصصاً عن مشاهد ربانية حباها الله بها من رمال صفراء وصخور جرانيتية وخضرة ونباتات، بالإضافة إلى المعابد الأثرية والبيوت النوبية والسد العالى وخزان أسوان وغيرها من المشاهد التى لا تراها إلا فى أسوان. والزائر لمدينة أسوان "درة النيل"، لا يمكن أن يفوت النزهة النيلية من برنامج السياحة لديه، حتى لا يحرم نفسه من النظر إلى صفاء النيل والمياه الزرقاء وقبة الهوا والحديقة النباتية ومعبد فيلة والجزر وسط النيل ومحمية سالوجا وغزال والقرى النوبية بداية من غرب سهيل مروراً بجزر سهيل والأناكاتو وبربر والتمساح وصولاً إلى هيسة والشلال. حمادة النيل، كما يعرف بين زملائه المراكبية، يقف أمام مرسى الحديقة النباتية بكورنيش مدينة أسوان، يومياً من أول النهار وحتى آخره، ينادى بصوته على زبائنه: "أيوه مركب، أيوه جزيرة"، "انفراد" التقته لمعرفة أسرار مهنته وسر عشق زوار أسوان لهذا النوع من الرحلات وتفاصيل أخرى يحكى عنها العم أبو النيل، قائلاً: "أعمل فى هذه المهنة منذ أكثر من 20 سنة مضت، ومعظم العاملين فى مهنة المراكبية توارثوها عن آبائهم وأجدادهم". وتابع محمد أحمد النيل، وشهرته "حمادة النيل"، الحديث قائلاً: "تبدأ مهنة المراكبى من أول ضوء للنهار وتنتهى مع غروب الشمس، والرحلات النيلية ليست مقيدة بمكان أو مسافة ولكنها مفتوحة حسب رغبة الزبائن، فهناك من يتجهون لجزيرة النباتات وسط النيل وهناك من يعشق البيوت النوبية وهناك آخرين يفضلون معبد فيلة والمواقع الأثرية، وتكلفة الرحلة حسب المسافة وعدد الساعات وأيضاً حسب ظروف كل زائر". وأشار مراكبى أسوان، إلى أن المواسم السياحية فى أسوان تكون خلال فصل الشتاء وتبلغ ذروتها أثناء شهرى يناير وفبراير. وأضاف:"كانت السياحة قديماً أفضل بكثير مما عليه الآن بعد 2011، وهى حالياً تتعافى تدريجياً" – على حد قوله – ذاكراً على سبيل المثال: أن المركب قديماً كان يقل نحو 40 سائحاً فى الرحلة الواحدة، بينما فى الوقت الحالى تشهد الرحلة فى الغالب ما لا يزيد عن 10 أو 15 فردًا. وتجمع عدد آخر من المراكبية للحديث عن تفاصيل أخرى حول الرحلات النيلية، حيث قال "على الله أبا زيد عليوة" مراكبى: "والدى علمنى كل شىء عن المركب وأولها إجادة السباحة فى النيل، وحتى صرت قائداً لأحد اللنشات النيلية"، موضحا أن هناك نوعين من المراكب النيلية الصغيرة أحدهما يطلق عليه "اللنش" والآخر يسمى "الفلوكة"، فالأول مزود بموتور ويعمل بالسولار وحركته فى النيل أسرع وله سقف يمكن استغلاله، بينما الـ"الفلوكة" هى مركب ذات شراع طويل تسير فى النيل بشكل بطىء وتتحرك حسب اتجاه وقوة الرياح، ويبذل القائد للفلوكة مجهوداً كبيراً أثناء الرحلة للتحكم فى اتجاه المركب وطريق سيرها وفرد وجذب "الشراعة" و"القلوع" فى توقيتات محددة وأماكن معينة. "على بركة الله".. هكذا يبدأ المراكبى محمد عبد الوهاب رحلته فى النيل مع زبائنه، ويجلس الشاب الأسمر ذو الملامح الأسوانية الطيبة، فى مؤخرة مركبه على مقعد صغير ويمسك بيده دفة القيادة المثبتة بموتور، ويقول لـ"انفراد": الرحلات النيلية تعد أبرز معالم البرامج السياحية للزائر الأجنبى والمصرى بأسوان، مشيراً إلى أن كل رحلة لها سعرها ومتوسط الساعة الواحدة 100 جنيه، بينما متوسط الساعة للفلوكة 150 جنيهاً لأن صاحبها يبذل مجهوداً أكبر ولا توجد فيها ضوضاء نتيجة صوت موتور اللنش. يتجه الشاب النوبى بأنظاره إلى زبائنه الأجانب ويلقى عليهم التحية النوبية "مينى بوه" ويترجم المرشد السياحى للفوج الزائر تحية المراكبى النوبى والتى تعنى "شرفتونا ونورتونا" باللغة النوبية، ويتابع الحديث عن الرحلات النيلية: كل مركب تكون مزودة بسترات نجاة أسفل المقاعد وأطواق معلقة بالمركب لاستخدامها وقت الطوارئ، ونثبت كوتشات على جوانب المركب لتخفيف حدة التصادم بين المراكب أثناء التوقف بالمرسى، ويزود بعض المراكبية لرحلته سماعاتDGللاستمتاع بالأغانى والطرب الأسوانى خلال الرحلة من أغانى منير وغيرها، والبعض الآخر يفضلون اصطحاب فرقة فنية تغنى وترقص مع الزبائن خلال الرحلة. تمر 30 دقيقة من الوقت وتصل الرحلة لنهايتها حيث قرية غرب سهيل والبيوت النوبية ذات الألوان الزاهية، ويوقف محمد موتور المركب ويتجه نحو المقدمة ليقفز للمرسى وفى يده حبل يجذب به المركب نحو الشاطئ ويثبته بإحدى الأوتاد الحديدية الموجود بمرسى القرية، وينزل الزبائن بعد أن يفرد لهم الجسر الخشبى من المركب وحتى سلالم المرسى ويتفق مع قائد المجموعة على الوقت الذين سيقضونه فى النزهة بالقرية النوبية لاصطحابهم مرة أخرى فى رحلة العودة إلى كورنيش أسوان. ويختتم الشاب الأسوانى حديثه لـ"انفراد" قائلاً: يستفيد المراكبية من تدفقات السائحين خلال فصل الشتاء فقط، ولكن مع حلول الصيف وارتفاع درجات الحرارة يضعف الشغل كثيراً ولا يجد المراكبية دخلاً خلال هذه الفترة، لكن دائماً نقول الحمد لله كفاية إن الزبون يكون مبسوط ويحمل رسالة حب ودعاية لبلدنا أسوان".














































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;