سامسون سياسيا، المدير الفنى المؤقت للمنتخب النيجيرى، الذى قرر اتحاد الكرة الاستعانة بخدماته لقيادة "النسور الخضر" أمام مصر فى مباراتى 25 و29 مارس الجارى، ضمن منافسات المجموعة السابعة، بالتصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2017 بالجابون.
سامسون سياسيا، يعد من أبرز المدربين فى نيجيريا والقارة السمراء، بعد النجاحات العديدة التى حققها للمنتخب النيجيرى بمختلف الفئات السنية، لعل أبرزها الصعود للمباراة النهائية فى بطولة كأس العالم للشباب عام 2005، والحصول على الميدالية الفضية فى دورة الألعاب الأولمبية، التى أقيمت بالعاصمة الصينية "بكين" عام 2008، والحصول على بطولة كأس الأمم الأفريقية تحت 23 عاماً الاخيرة التى أقيمت بالسنغال، وحجز إحدى بطاقات التأهل لدورة الألعاب الأولمبية التى ستقام الصيف المقبل بالبرازيل.
تلك الإنجازات دفعت الاتحاد النيجيرى للاستعانة بخدمات سامسون سياسيا فى منصب المدير الفنى للمنتخب النيجيرى الأول، وذلك فى الرابع من نوفمبر عام 2010 وذلك لمدة 4 سنوات، على أمل مواصلة النجاحات، لكن الأمور سارت عكس ذلك، بعدما فشل فى قيادة منتخب "النسور الخضر" للصعود إلى بطولة كأس الأمم الأفريقية 2012، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1986.
وكان المنتخب النيجيرى بحاجة إلى الفوز على نظيره الغينى فى مباراته الأخيرة بالتصفيات، ليتوقف رصيد "النسور الخضر" عند 11 نقطة فى المركز الثانى بجدول ترتيب المجموعة الثانية بالتصفيات، خلف منتخب غينيا "المتصدر" بفارق ثلاث نقاط، مما دفع الاتحاد النيجيرى لإقالة سامسون سياسيا من منصبه.
وفى 26 فبراير الماضى، أجبرت الاستقالة غير المتوقعة التى تقدم بها صنداى أوليسيه من تدريب منتخب نيجيريا، اتحاد الكرة على الاستعانة مجدداً بخدمات سامسون سياسيا، لاسيما وأن استقالة أوليسيه جاءت قبل أقل من شهر على مواجهة الفراعنة.
ويعاون سامسون سياسيا، الذى يوازى المعلم حسن شحاتة بمصر، فى تدريب منتخب نيجيريا، إيمانويل إيمونيكى نجم الزمالك السابق فى التسعينيات والمدرب الذى قاد نيجيريا لتحقيق لقب كأس العالم للناشئين العام الماضى.
من هو سامسون سياسيا؟
صاحب الـ40 عاماً، حيث ولد يوم 14 أغسطس عام 1967 بمدينة "لاجوس" النيجيرية، هو لاعب كرة قدم سابق، حيث كان يجيد اللعب فى مركز رأس الحربة، سبق له اللعب فى العديد من الأندية النيجيرية، قبل أن يبدأ مشواره الاحترافى فى أوروبا، حيث كانت البداية مع جوليوس بيرجر خلال الفترة من 1982 وحتى 1984، قبل أن ينتقل لناديى بندل يونايتد والكانيمى واريورس.
قرر سامسون سياسيا، شق طريقه فى عالم الاحتراف، بالانضمام لنادى لوكيرين البلجيكى عام 1987 وحتى عام 1993، قبل أن ينتقل لنادى نانت الفرنسى ويلعب ضمن صفوفه حتى عام 1995، قبل أن ينتقل للعب فى البرتغال فى أحد الاندية المغمورة.
خاض المدير الفنى الحالى لمنتخب نيجيريا تجربة إحترافية بالملاعب العربية، بعدما قرر ارتداء قميص الهلال السعودى لمدة موسم واحد، كما لعب فى صفوف بيرث جلورى الأسترالى لنفس المدة، قبل أن ينتقل إلى اسرائيل ويلعب فى نادى هابويل هولون لمدة موسمين.
سامسون سياسيا، لعب أيضاً فى منتخب نيجيريا، وساهم فى حصوله على بطولة كأس الأمم الأفريقية 1994 بتونس، ونال شرف المشاركة فى بطولة كأس العالم فى نفس العام بالولايات المتحدة، وتوج بلقب الدورى الفرنسى مع نانت فى موسم 1994/1995.
إيجابيات سامسون سياسيا
يمتلك سامسون سياسيا، العديد من المقومات التى مكنته من تحقيق العديد من النجاحات للكرة النيجيرية، حيث يدرك جيداً إمكانيات لاعبيه ويجيد توظيفها، بالإضافة إلى قراءة الخصم، والعمل على استغلال نقاط ضعفه، كذلك فرض الالتزام والانضباط بين اللاعبين، ولعل قراره الأخير بطرد ثلاث لاعبين من معسكر "النسور الخضر" للمحليين الذى انطلق فى السادس من مارس، استعداداً لمواجهة مصر بسبب السهر، ومخالفة التعليمات الانضباطية للجهاز الفنى يؤكد ذلك.
أزمات ومعارك مدرب النسور
كعادة أى مدرب.. هناك العديد من المعارك والأزمات التى كان سامسون سياسيا، المدير الفنى للمنتخب النيجيرى طرفا فيها، والتى نلقى الضوء على عليها قبل موقعتى "كادونا" و"برج العرب"، فخلال الولاية الأولى لسامسون سياسيا، حدث صدام بينه وبين بيتر أوديموينجى، مهاجم وستهام الإنجليزى فى ذلك الوقت، بعدما ترك اللاعب معسكر المنتخب دون موافقة المدير الفنى على الرغم من الحاجة إلى جهوده، الأمر الذى أثار غضب سياسيا، وقرر إستبعاده من المنتخب النيجيرى، لحين تقدم اعتذار له شخصياً والجماهير.
بيتر أوديموينجى مهاجم ستوك سيتى الإنجليزى الحالى وصاحب الـ 34 عاماً، رفض الاعتذار لسامسون سياسيا، وواصل مهاجمة مدرب منتخب بلاده عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، ليخرج اللاعب من حسابات المدير الفنى نهائياً.
سبق وأن دخل جون أوبى ميكيل، لاعب وسط تشيلسى الإنجليزى، فى خلاف مع سامسون سياسيا، قبل أن ينتهى هذا الخلاف مؤخراً، حيث كانت العلاقة بين الطرفين، قد شهدت حالة من التوتر على مدار السنوات الماضية حسبما ذكر موقع "أفريكان فوتبول"، بعدما استبعده سياسيا من المشاركة فى اولمبياد بكين عام 2008، بسبب إصرار اللاعب على عدم المشاركة فى مباريات التصفيات.