واصل الأنبا أرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى، حكاياته عن البابا شنودة، حيث كان يعمل سكرتيرا له لمدة 19 عاما انتهت بوفاته، وروى لـ"انفراد"، تفاصيل علاقة البابا الراحل بالرؤساء بداية من تعلقه بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر وأفكاره العروبية مرورا بخلافه مع السادات وعلاقته مع مبارك.
أوضح الأنبا أرميا، أن الاتصالات المتبادلة بين الرئيس مبارك والبابا شنودة الراحل كانت تعبر عن علاقة ود شخصية ولا تدل على تدخل البابا فى السياسة أو رغبته فى ذلك فكان حين يسأله الرئيس عن رأيه فى أمر يجيب البابا كرجل محب لوطنه ومخلص وصادق.
وأضاف الأنبا أرميا: اتسمت علاقة البابا شنودة بالرئيس مبارك بالتقارب فكان البابا يرى أن مبارك مهذب يبتعد عن التجريح على الرغم من المشكلات السياسية العويصة، مؤكدا أن علاقة البابا بالرئيس كانت علاقة طيبة يلتقون فيها بالاجتماعات القومية والمؤتمرات والحفلات، ويحرص مبارك على مجاملة الأقباط فى الأعياد والمناسبات المهمة ويرسل ممثلا عنه فى المآدب الرمضانية التى كان البابا يحرص على استضافتها.
وأشار الأنبا أرميا، إلى أن البابا شنودة كان يتمتع أيضا بعلاقة طيبة مع الصحفيين، حيث كان عضوا فى نقابة الصحفيين حتى وفاته ويقيم للصحفيين حفلات ويجرى لهم الندوات، وكذلك كانت علاقته بالقيادات الإسلامية كالشيخ حسن الباقورى والشيخ جاد الحق على شيخ الأزهر الراحل، وكذلك الشيخ محمد سيد طنطاوى أيضا، والشيخ الشعراوى الذى كان البابا يقرأ له قصائده الشعرية ويستطلع رأيه فيها.
وتطرق الأنبا أرميا إلى نهاية عصر السادات عقب عودة البابا من الإقامة الجبرية إلى الكاتدرائية، وهى نفس الفترة التى شهدت انضمامه إلى سكرتارية البطريرك الراحل، فقال إن البابا شنودة كان معجبا بما فعله النبوى إسماعيل وزير الداخلية آنذاك، الذى كان قويا فى الإمساك بزمام الأمور وأنقذ مصر من السقوط فى قبضة الجماعات الإرهابية بعد اغتيال الرئيس حتى انتقل الحكم إلى الرئيس مبارك بطريقة دستورية سليمة.
وسرد الأنبا أرميا جزءا من خطابات البابا شنودة للرئيس السادات حين قال له نحن يا سيادة الرئيس نتخذك حكما منصفا، ولكنك للآسف اتخذتنى خصما لمجرد أنى شكوت إليك مما كان يحدث من اعتداء على الأقباط".
وعن رأى البابا الراحل فى الرئيس جمال عبد الناصر قال الأنبا أرميا إن البابا كان عروبيا يؤمن أن العروبة تعنى الوطن الكبير الذى نعيش فيه وتعتبر مصر واحدا من أعضاء هذا الوطن الكبير الذى أراده البابا قويًا صلبًا، مؤكدًا أن البابا كان يرجع لعبد الناصر الفضل فى إحياء شعور القوة والفخر لدى العرب رغم أن مأساة 1967 سببت نكسة كبيرة للسياسة الناصرية مثلما قال له البابا.
جدير بالذكر أن الأنبا أرميا كان قد اختص "انفراد" بحوار فى ذكرى البابا الراحل، منتصف يناير الجارى، يكشف فيه الكثير من الأسرار التى عاشها إلى جوار البطريرك حين كان يعمل سكرتيرا له.