ما زالت التساؤلات مستمرة حول واقعة مقتل إخصائية تحاليل وأنجالها الثلاثة على يد زوجها الطبيب البشرى، خاصة أن عملية القتل ليست قضية عادية فعملية قتل الزوجة بالخنق ثم الذبح، وبعدها ذبح الأطفال الثلاثة دون أن تكون هناك مقاومة للأطفال أثناء عملية الذبح، إلا من نجله الاكبر عبدالله المسمى على اسم والده.
وبينت التحقيقات التى أجريت مع الطبيب المتهم معلومات جديدة، وما قصه عدد من أقارب المجنى عليها، بأن العلاقة بين الزوج القاتل وزجته من أفضل العلاقات بين زوجين، وكشف شقيق المجنى عليها من الرضاعة، عن معلومات جديدة فى القضية.
وأظهرت التحقيقات ما أدلى به المتهم من اعترافات، أنه كان يخطط لقتل زوجته خنقًا فقط، وأنه استيقظ فى الصباح ليلة رأس السنة، وقام بملاطفتها حتى انقض فجأة على رقبتها قاصدًا قتلها، ولكنها تفلتت منه فقام بنزع حبل الستارة وخنقها، ولكنه خاف أن يكون فيها الروح، فتوجه للمطبخ وأحضر سكين المطبخ ، وذبحها ذبحا قطعياً من الرقبة، وفى تلك اللحظة كانت طفلته " ليلى " 4 سنوات استيقظت للذهاب للحمام، فقام بذبحها وجرها للصالة بجوار والداتها.
واعترف المتهم، " أنه توجه لغرفتا نوم " نجليه" فذبح عمر 6 سنوات وهو نائم، واستيقظ " عبدالله " 8 سنوات، على صوت صدر من شقيقه عمر أثناء الذبح ، فقال لوالده "انت بتعمل ايه يابابا"، ولكن والده قام بتوجيه السكين له لذبحه ، فحاول الطفل الهرب، فقام والده بطعنه فى يده وذراعه، رغم توسلاته ، فكرر له الطفل: "انت بتعمل ليه كده يابابا ، انا معملتش حاجة يابابا"، ولم يتأثر بكلام نجله وتوسلاته فذبحه، وغسل يديه وجمع ذهب زوجته ووضعه فى كيس بلاستيك مع السكين وألقاه من نافذة الشقة على أنه كيس قمامة، ثم ارتدى ملابس فوق ملابس الجريمة، وألقى نظرة أخيرة على الضحايا للتأكد من وفاتهم، ونزل لبواب " البرج " مناديًا عليه "انت عايز حاجة ياحسن " على خلاف عادته، ثم أخذ كيس المصوغات والسكين من صندوق القمامة، وركب سيارته، وتوجه لمكان بطريق المحلة، ودفن المصوغات والسكين.
وتابع أنه توجه لمحل بيع وشوى أسماك وطلب منهم سمك للغذاء، ليموه عن جريمته، ثم توجه لنجار موبيليا يقوم بتصنيع موبيليا لشقيق زوجته" عمر "، بحجة الاطمئنان على انتهاء الأعمال نظرًا لاقتراب موعد الزفاف الذى حدد له يوم 11 يناير الجارى ، ولم يجد النجار ووجد صبيه، وتعامل مع الصبى بأسلوب لم يعهده من قبل بالترحاب به والهزار معه، واتصل " بصهر " شقيق زوجته" عمر" ليشكره على إصلاح عطل فرامل سيارة " زوجته القتيلة " التى كادت تتعرض قبل الجريمة بثلاثة أيام لحادث " سير" لولا تحكمها فى فرامل اليد.
وتبين للجهات الأمنية، أنه توجه لأحد البنوك وحصل على رقم لدور فى أحد البنوك، ثم انصرف وتوجه لإحدى محطات الوقود للتزود، ولكنه خرج منها ولم يقم بتموين سيارته، ثم عاد للشقة، وفتحها ونزل مسرعاً وكأنه فى زهول ليصرخ، أمام البواب والمارة، أنه اكتشف جريمة قتل زوجته وأطفاله، واتصل بوالدة زوجته ليخبرها بما حدث، وأبلغ قسم الشرطة بالجريمة، وكان المتهم قبل الجريمة بيوم برفقة زوجته بإحدى الكافيهات بمدينة كفر الشيخ ـوسهر فيها وظهر واضحًا فى كاميرات الكافتيريا وهو يدخن الشيشة.
وتمكنت الأجهزة الأمنية، من كشف لغز الجريمة وتضييق الخناق عليه حتى اعترف بالجريمة، وإنهار أثناء مواجهته بأفعاله، وقام بتمثيلها، وعلل قتله لزوجته لوجود خلافات وعلل ذبحه لأنجاله، لانه فكر فى مصيرهم من بعد موت أمهم وسجنه أو شنقه لارتكابه جريمه قتل زوجته، فقرر التخلص منهم ،وقررت النيابة العامة برئاسة المستشار أحمد شفيق رئيس نيابة البندر، تحت إشراف المستشار ياسر الرفاعى المحامى العام لنيابات كفر الشيخ، حبسه 4 أيام، وتم التجديد له 15 يومًا من قبل قاضى المعارضات.
وقال أيمن ابو السعود ، أخصائى تحاليل، شقيق المجنى عليها فى الرضاعة ، وجار والدتها ، إن علاقة المتهم بالمجنى عليها كانت علاقة متميزة ،ولكنه كان يعانى من خلافات بين زوجته وأسرته، ولم يستطع التوفيق بينهما، وكذلك الضغوط النفسية التى مر بها بسبب عدم حصوله على الماجستير والدكتوراه، حتى سن الـ 42، إلى جانب تفوق زوجته فى مجالها ونجاحها فى ادخار أموال كثيرة حتى استطاعت شراء شقة فى مدينة نصر بمليون و100 ألف جنيه، وشراء سيارة بـ 200 ألف جنيه، إلا أنم تلك الأمور لا ترقى أن يرتكب جريمته.
وأكد أبو السعود لـ " انفراد " أن والدة المجنى عليها غير مصدقة حتى الآن ما حدث لقوة علاقة الطبيب المتهم بهم ومدى حبهم له والعكس حتى أنها كانت تصرخ فى وجه كل من يقول أن زوج ابنتها هو من ذبحها وذبح أنجاله، وأن العلاقة التى تربط بين شقيقى المجنى عليها عمر وأحمد بالطبيب المتهم علاقة متميزة وكان يشيد لهما بطيبة وأخلاق شقيقتهما وسعادته معها.
وأضاف أبو السعود، أن المجنى عليها عادت إلى مصر من سنة ونصف، وعاد الطبيب المتهم لمصر منذ عام، وقاما باستئجار شقة فى برج عمر بن الخطاب بمنطقة سخا، وشهد لهما الجميع بحسن الجيرة والمعاملة الطيبة، وكان المتهم يتردد على حماته برفقة زوجته وأطفالهم، نظرًا لإقامتها بمفردها فى منطقة البحوث الزراعية، وكان يشرف على ترتيبات زواج شقيق زوجته وقام بشراء ملابس جديدة لأطفاله وزوجته بهذه المناسبة.
وأضاف أن المجنى عليها أحضرت عقد عمل لزوجها بسلطنة عمان وكان ينويان السفر بعد زفاف شقيقها، مؤكداً أن الطبيب المتهم كان يثق فى زوجته كثيرًا ويحب أطفاله بجنون لدرجة أن المجنى عليها كانت تمزح، وتعتبر ابنتها الصغرى " ليلي" والتى سماها على اسم والدته " ضرتها " فى حب زوجها، وكانت تضع صورته فى غلاف " صفحتها الشخصية على الفيس " والعديد من صوره مع الاطفال، وكل الدلائل كانت تشير إلى أنها كانت تحبه وتقف بجانبه وتساعده على التفوق والنجاح.
وقال أبو السعود، إن الطبيب المتهم كان من الشخصيات المحترمة الطيب البشوشة، كان يعامل الناس معاملة طيبة، ومثال للزوج المحترم، وكان يترك للمجنى عليها التصرف فى كل شئ فى المنزل وتربية الأطفال، وكانا زوجين متفاهمين، وكانت المجنى عليها تعمل فى أحد المعامل الشهيرة بكفر الشيخ ، وكانت تستعد لزفاف شقيقها عمر، واشترت للعروس الفستان واشترت لشقيقها بدله، وكانت تشرف على فرش شقة الزوجية لشقيقها، وعندما كانت فى السعودية كانت تعمل فى تدريس كورسات للطالبات فى إحدى الجامعات هناك ، والمتهم كان متخصص فى الغدد الصماء وهو تخصص نادر فى كفر الشيخ، وحصل على شهادات أجنبيه ولكن فى مصر لا يعترفون إلا بالزمالة المصرية ، فقد تكون احدى الأسباب التى كان يعانى منها، لذا اشتريا شقة للانتقال للقاهرة، للعمل هناك لأن العمل هنا بكفر الشيخ لا يجدى بالنسبة له، ولكنه رفض الفكرة، ليعد العدة للسفر لعمان عقب زفاف شقيقها عمر .