كعادتهم رجال الشرطة يقدمون النفس للتضحية بها فى سبيل الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين.
مشهد استشهاد الرائد مصطفى عبيد ضابط المفرقعات بمدينة نصر، وهو يحاول انقاذ أرواح المئات من المواطنين بالمنطقة، لم يختلف كثيراً فى تفاصيله عن مشهد استشهاد المقدم ضياء فتوح الذى استشهد أثناء تفكيكه عبوة ناسفة بمحيط قسم شرطة الطالبية فى الجيزة.
يتحرك رجال الشرطة سريعاً نحو القنابل والعبوات الناسفة لتفكيكها، لا يترددون لحظة فى التضحية بالنفس من أجل أن نعيش جميعاً ـ أنا وأنت ـ فى سلام وأمان.
ويتسابق رجال الشرطة على تفكيك القنابل والقدوم بشجاعة على الموت، لأنهم دوماً يبحثون على الرتبة الأعظم فى جهاز الشرطة وهى رتبة "شهيد".
من منا يتحمل القلق والخوف كل لحظة على ابن أو زوج أو أخ يعمل فى مواقع شرطية، أو تحت رصاص الإرهاب على أرض الفيروز، من منا يودع ابنه كل صباح ولا يدرى سيراه مرة أخرى أم ينتظره فى جنازة عسكرية بمسجد الشرطة، من منا يستطيع أن ينام أو يأكل أو يشرب أو يمارس حياته بشكل طبيعى وابنه يداهم وكرًا إجراميًا، أو يقف فى كمين تحاصره نيران الإرهاب، من منا يتحمل القلق المميت كل لحظة ويُخطف قلبه من صوت الهاتف ربما كان يحمل خبرًا سيئا عن الابن الغائب. إذا كنا- أنا وأنت- لا نتحمل ذلك فلندعم رجال الشرطة الذين يضحون بأرواحهم من أجلنا.
الرائد مصطفى عبيد، ضابط قرر أن يضحى بنفسه، ويسجل اسمه كأول شهيد فى عام 2019 من أجل انقاذ حياة المئات، فقد ساهم التحرك السريع والعاجل منه فى إنقاذ سكان المنطقة من كارثة كانت محققة الوقوع.
الانتشار الشرطى الجيد بمحيط الكنائس ودور العبادة، أنقذ المواطنين من وقوع العشرات منهم ضحايا لقنابل الإخوان وباقى الجماعات والحركات المسلحة المنبثقة من رحم الجماعة.
العيون الساهرة من رجال الشرطة، يقفون فى برودة ليل الشتاء وأسفل حرارة الشمس الحارقة صيفاً، يقدمون الأنفس ويحملون الأرواح على أكفهم، حتى لا تراق نقطة دم واحدة من المواطنين، هذه العيون ضحت وتضحى من أجل مصر، لكنها علمت بأنها أعين لن تمسها النار.
وكان مصدر أمنى، أكد انفجار عبوة ناسفة فى كنيسة العذراء وأبو سفين بعزبة الهجانة بمدينة نصر، وأسفرت عن استشهاد ضابط المفرقعات بمنطقة مابين جامع والكنيسة.
وأسفر الانفجار عن استشهاد الرائد مصطفى عبيد وإصابة أخر، أثناء فحص شنطة كانت تحوى العبوة.