شقة مكونة من جرتين وحمام وبدون مطبخ، داخل منزل قديم أشبه ببيوت المهاجرين فى أعقاب الحرب، غير مجهز ولا يحتوى على الكثير من الأثاث المنزلى، بمنطقة عرب المعادى، أنه منزل عم "مجاهد" عامل الأمن بمستشفى اليوم الواحد بالمرج، الذى لقى مصرعه على يد مجموعة من البلطجية لا لشئ إلا انه حاول أن يباشر مهام عمله حفاظًا على الأمن داخل المستشفى من همجيتهم.
رحلته اليومية بالخروج من منزله ليتجه لمحطة مترو المعادى ومنها إلى محطة المرج؛ ليسهر طوال الليل فى المستشفى مقدمًا حياته لحماية الأطباء والممرضين والعاملين بها من شرور معتادى الإجرام فى هذه المنطقة، وكان رد الجميل عدم حضور أى شخص من هؤلاء جنازته وكأن شئ لم يكن.
"صحيت على خبر موته و مبقتش عارفة أعمل إيه، جوزى خارج على رجله من البيت مرجعش تانى، ماكنش عايز يروح الشغل يومها سألته ليه جاوبنى أن النهارده رأس السنة وربنا يستر عليا"، بهذه الكلمات بدأت "أم سمر" 48 سنة زوجة عم "مجاهد" ضحية أعمال البلطجة الذى لقى مصرعه على يد مجموعة من البلطجية بمستشفى اليوم الواحد بالمرج يوم رأس السنة حديثها.
وتكمل، أن زوجها خرج من المنزل فى معاد عمله كل يوم، موضحة انه تلكأ فى الخروج أكثر من مره، وكأنه كان يشعر بما سيحدث له يومها، لافتة أنه قال لها بالنص "أنا مش عايز أروح النهارده رأس السنة وهتبقى مدعكة البلطجية كتير فى المنطقة دى"، ثم قام بالسلام على فرد فى المنزل وكأنه يودعنا للمرة الأخيرة.
وتكمل زوجة الضحية، أنها فى الساعة الـــ3 صباحا استيقظت على صوت هاتفها المحمول، وسمعت صوت سيدة تبكى وتقول "مات مات"، موضحة أنها شعرت حينها أن زوجها اصابه مكروه، لافتة إلى أنها تلقت اتصال أخر عقب الاتصال الأول من زميل زوجها فى العمل" عم زكريا" الذى أخبرها أن زوجها أصابته حالة إعياء أثناء تواجده فى عمله بالمستشفى، تم نقله على أثرها إلى العناية المركزة لتلقى العلاج.
وتضيف أنها توجهت على الفور هى وأبنتها الكبيرة فى الفرقة الرابعة بكلية التجارة وبرفقتهما إحدى أقاربهم، موضحة أنها فور وصولها إلى المستشفى فوجئت بزحام كبير أمام باب المستشفى، وفور دخولها أخبرها أحد أصدقاء زوجها أنه توفى، لافتة إلى أنها مع كل ذلك لم تدرك أن زوجها توفى وفاة طبيعية وليس مقتولا، مضيفة أن علمت بعد ذلك أن زوجها تعرض للاعتداء من قبل مجموعة من الشباب الذين كانوا فى حالة سكر بين، وأرادوا أن يدخلوا إلى المستشفى لإسعاف أحد أصدقائهم وبحوزتهم أسلحة بيضاء، مشيرة إلى أن زوجها عارض ذلك ورفض دخولهم فما كان منهم إلا أن اعتدوا عليه بالضرب المبرح هو وأحد زملائه بالمستشفى محدثين بهم عدة إصابات بالغة، لافتة إلى أنه تم إسعاف صديقه المصاب وهو لم يتحمل أثار الاعتداء عليه لكبر سنه وتوفى فى الحال.
وتوضح زوجة عم مجاهد، أن شركة الأمن التى يعمل بها زوجها لم تحضر الجنازة ولم ترسل محامى لحضور التحقيقات، بالإضافة إلى المستشفى التى لم تتخذ أى إجراء قانونى من قبلها يضمن حق زوجها الذى توفى لحماية الأطباء والمرضى.
بينما تسأل شقيق المجنى عليه، عن من المسئول عن مقتل شقيقه على يد مجموعة من الشباب عديم الاحترام والبلطجية، مضيفا أن هؤلاء المجرمين تسببوا فى موت شقيقه الذى هو رب الأسرة والعائل الوحيد لهم، موضحا أن شقيقه لا عمل آخر غير وظيفة الأمن فى المستشفى، بالإضافة إلى أن لديه 3 أبناء فى مراحل التعليم المختلفة، ولا يوجد عائل لهم ولا أى مورد رزق، لافتا إلى أنه بموت شقيقه أصبح مستقبل أبناء شقيقه فى خطر خاصة وأن لديه بنتان إحداهما فى السنة الأخيرة بكلية التجارة وتحتاج هى وأشقائها إلى الكثير من المصاريف لكى يكملوا طريقهم فى الحياة.