توقع خبراء فى الحركات الإسلامية، أن تفرط الدول الأوروبية إجراءات مشددة على المسلمين المتواجدين فيها، مشيرين إلى أن التفجيرات التى شهدتها بروكسل مؤخرا ستصعد من تيار اليمين المتطرف فى أوروبا والذى يتخذ إجراءات ضد المسلمين هناك، كما سيساهم فى الإسراع من جانب دول أوروبا وأمريكا لحل الأزمة السورية.
الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، قال إن الإرهاب الجديد الذى بدأ يضرب قلب أوروبا سيؤثر على سياسات الدول فى السعى لحل المشكلة السورية وتنشيط عمل تلك الدول فى سياق التحالف الدولى الذى تقوده أمريكا.
وأشار حبيب، فى تصريحاتٍ لـ"انفراد" إلى أن ذلك لأن دول أوروبا لديها صخب فى تصريحات زعمائها أقل بكثير من الخطوات العملية التى تمارسها لمواجهة خطر داعش فى مركزه الرئيسى فى سوريا والعرق باستثناء أمريكا طبعا التى لها قوات خاصة فى العراق وفى سوريا ولكن بحذر شديد".
وأوضح الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن أوروبا ستشدد إجراءتها على المطارات والمسافرين وعلى محطات المترو والحافلات على مستوى الأمن، وعلى مستوى التدقيق فى شخصيات العوام الموجودين، بحيث يكون القادمين من منطقة الشرق الأوسط تحت سيطرة كاملة وكذلك المقيمين.
وقال هشام النجار الباحث الإسلامى، إن تفجيرات بروكسل مرتبطة بما حدث من تفجيرات فى باريس فى نوفمبر 2015 على مستوى طبيعة الحدث ومنهجيته، حيث تسعى الجماعات الإرهابية للضغط وتوسيع المواجهة لخدمة مصالحها فى ملفات الشرق الأوسط وخاصة الملفين السورى والعراقى، وعلى مستوى طبيعة تلك التنظيمات والخلايا حيث ارتبطت عمليات باريس من قبل بخلايا متمركزة فى الأساس فى بلجيكا حيث تتخذ منها منطلقاً ومركزاً لنشاطها.
وأوضح أن هذه الهجمات الأخيرة فى بروكسل ستضاعف وسترسخ التوجهات الجديدة التى طرأت بشأن تعامل دول أوروبا مع ملفات المنطقة، حيث تحولت من المباركة المطلقة لاستراتيجية أمريكا فى التعامل الناعم مع المنظمات الإرهابية، إلى استراتيجية أكثر صرامة فى التعامل معها بما رجح كفة الإسراع فى إنهاء الفوضى فى الشرق الأوسط، وفرض الاستقرار ودعم الدول والمؤسسات والجيوش والأجهزة الأمنية ووضع حد للإضطرابات والصراعات السنية الشيعية والفوضى الميليشياوية.
وفى السياق ذاته قال خالد الزعفرانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن تفجيرات بروكسل ستزيد من تصاعد اليمين المتطرف فى أوروبا الذى يهاجم المسلمين المتواجدين هناك ويطالب حكوماته بفرض عقوبات عليهم.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن أغلب العمليات الإرهابية التى شهدتها دول أوروبا تأتى نتيجة التأخر فى حل الأزمة السورية، وهو ما سيجعل دول أوروبا بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية يسرعون من إيجاد حل للأزمة السورية.
وضربت سلسلة تفجيرات الثلاثاء الماضى مناطق حيوية فى العاصمة البلجيكية بروكسل شملت المطار الدولى حيث وقع تفجيرين اثنين بمطار بروكسل، عند صالة مغادرة المسافرين بالقرب من الخطوط الجوية الأمريكية "أمريكا ايرلينز"، ومترو أنفاق قريب من مقر الاتحاد الأوروبى.