وضعت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، قدمها على أول خطوة فى تطوير منظومة الثانوية العامة، بعد نجاحها فى تطبيق أول امتحان متحرر بدخول طلاب الصف الأول الثانوى اليوم امتحان اللغة العربية بالكتاب المدرسى، حيث سمحت الوزارة للطلاب باصطحاب الكتاب المدرسى خلال أداء الامتحان.
فلسفة الأسئلة وعبقريتها كانت المشهد الأبرز اليوم خلال أداء الامتحانات، حيث لم تأت هذه النماذج من الأسئلة فى أى امتحانات سابقة للطلاب فى مرحلة التعليم قبل الجامعى وخاصة المرحلة الثانوية، اعتمد صياغة وطبيعة الأسئلة على فكرة الفهم المطلق بطريقة يصعب على الطالب الذى تعود على الحفظ إدراكها ومن ثم وجد صعبة فى الامتحان.
المثير للأمر أن الأسئلة وطريقتها التى اعتمدت على الفهم والتركيز والمهارات صدمت الطلبة الحفيظة والذين تعودوا على حفظ المعلومات وبالتالى كان كل تركيز الطالب على أن تأتى له قطعة من داخل الكتاب وهو لم يحدث ومن ثم لم يستطع الطلاب أن يستخدموا الكتاب كما كان يتصور البعض من أن الطلاب سوف يجيبون عن أسئلة الامتحانات باستخدام الكتاب وسيكون طريقة للغش والبرشام وهو ما لم يحدث.
كشفت نوعية الأسئلة وطريقة صياغتها عن نوعين من الطلاب أولهم الطالب الحافظ للمنهج وهو من وجد صعوبة فى الإجابة عن الأسئلة واشتكى من أنها خارج المنهج، أما النوع الثانى من الطلاب فهم مجموعة تميزت بالذكاء والفهم وحدثت بينها وبين الأسئلة نوع من الانسجام النفسى والعقلى خلال الإجابة عنها ومن ثم شعروا بفارق كبير بين فلسفة المنظومة القديمة للامتحانات والجديدة والتى تطبق لأول مرة.
طريقة الأسئلة وطبيعتها كانت بمثابة الخطوة الأولى لتغيير الثانوية ونقل الطلاب من ثقافة الحفظ والتلقين إلى الفهم والمهارات، حيث أثبت الامتحان اليوم قياسه المهارات العليا للتفكير والذى نادى به أولياء الأمور والطلاب منذ زمن بتغيير أسلوب الامتحان لتحقيق التعلم المستمر لدى الطلاب.
المشهد الأبرز فى أول يوم بامتحانات الثانوية التراكمية التدريبية، هو أن طبيعة الأسئلة خالفت ظنون وتوقعات معلمى اللغة العربية، وابتعدت عن كل التوقعات التى تحدث عنها المعلمين فى مراكز الدروس الخصوصية، كما أن الملازم فى مراكز الدروس الخصوصية والتى يقوم المعلمون بتلخيص المنهج فى مجموعة من الأوراق لن يكون لها أى فائدة من الآن وأيضا الدروس الخصوصية ولن يستطيع أحد توقع الأسئلة.
أولياء الأمور طلاب الصف الأول الثانوى أكدوا أن الأسئلة وطبيعتها على مستوى عال جدا من الحرفية والدقة وعلى غرار الأسئلة والامتحانات فى كثير من الدول المتقدمة فى منظومة التعليم ولكن يجب أن يسبقها تدريب للطلاب والمعلمين وأيضا تغيير أدوات التعلم.
فيما طالب كثير من طلاب الثانوية العامة بضرورة تغيير المناهج حتى تتناسب مع التطوير والتغيير فى المنهج لأن المقرر الدراسى عامل مهم فى التطوير والتغيير، موضحين أنه يجب على الطالب أن يشعر بجاذبية نحو الكتاب المدرسى ويأتى ذلك من خلال المحتوى الخاص به بحيث يكون مشوق ويساعد على الفهم والتحصيل ويبتعد عن الحشو والتكرار، قائلين أن الأوان أن تتغير منظومة المناهج لأنها الأهم فى عملية التطوير.