يعد متحف المخطوطات، من أهم المتاحف التابعة إلى مكتبة الإسكندرية، والذى حظى بزيارات هامة لشخصيات وقيادات سياسية ودولية من مختلف دول العالم، تفقدوا معروضات المتحف النادرة، كان آخرهم رئيس جمهورية مقدونيا وحرمة.
ويحتوى المتحف على مجموعة من المخطوطات والكتب النادرة التى يعود تاريخ البعض منها إلى أكثر من ألف عام، منها مصحف ابن البواب و16 ألف كتاب نادر وطلاسم السحر والشعوذة.
تفسير القرأن للبستى أقدم مخطوطات المتحف
وتعد مخطوطة تفسير القرآن "للبستى" هى أقدم مخطوطة بمكتبة الإسكندرية، مؤرخة بسنة 368 هـ 978 م، كتبت بخط كوفى وتعد هذه المخطوطة من أهم الوثائق التى تؤرخ لتطور الكتابة العربية فى القرن الرابع الهجرى – العاشر الميلادى.
المخطوطات الألفية والذى يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام
أما المدونة فى فقه المالكية فهى تُعد واحدة من أنفس مقتنيات مكتبة الإسكندرية، وتعد من المخطوطات التى يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام، وتتكون من أربعة أجزاء مكتوبة على الرَّقِّ، وهى من أمهات الكتب فى الفقه المالكى، برواية سحنون بن سعيد التنوخى، كتبت بخط مغربى فى تواريخ مختلفة، بداية من سنة499هـ إلى سنة530 هـ ، وهى عبارة عن أربعة مجلدات مكتوبة على الرق (الجلد) .
ومن المخطوطات الألفية أيضا مخطوطة الحجة فى القراءات السبع لأبى على الفارسى ومؤلفها الحسن بن الفسوى المتوفى فى 377 هـ –987 م، وهى شرح القراءات السبع لابن مجاهد التميمى ويوجد بالمتحف الجزء الأول والثانى والثالث، وذكر الناسخ فى نهاية الجزء السابع تاريخ النسخة وهوسنة 390 هـ (1000 م) وقد كتبت بقلم نسخى.
وكذلك مخطوطة إصلاح المنطق لابن سكيت (418هـ – 1028 م) وهى من أهم متون اللغة والأدب لمؤلفة اللغوى الشهير أبو يعقوب ابن إسحق الشهير بابن سكيت وقام فيها بمعالجة الألفاظ واللغة .
ومخطوطة الرقائق لابن مبارك 466هـ – 1074 م لمؤلفها أبوعبد الرحمن بن المبارك، وتحتوى المخطوطة على نصائح فى المواعظ والأخلاق والعبادة والزهد فى الحياة والموت والبعث والحساب مع ذكر بعض الأحاديث النبوية الشريفة.
بالإضافة إلى مخطوطة ديوان سلامة بن جندل 494ه-1101م، مخطوطة الحدود لابن هبة الله الملقب برئيس الأطباء ومخطوطة الجامع لاخلاق الراوى.
قصة بردية المكتبة القديمة التى اكتشفت فى غلاف كرتونى لمومياء
تعد النسخة الرقمية لبردية مكتبة الإسكندرية القديمة، التى حصل قسم الرقمنة عليها مؤخرا من أهم مقتنيات متحف المخطوطات، حيث يعود تاريخها إلى مكتبة الاسكندرية القديمة، حيث تم إقتطاع البردية من غلاف كرتونى لإحدى الموميات وقطعت إلى 20 قطعة وآخر ترميم لها يتيح فرصة للقراءة، والتى قام بترميمها "ميشيل فاركلمان" المرمم لمجموعة برديات فينيا، حيث توجد البردية الأصلية بالمكتبة الوطنية بالنمسا .
وتؤرخ البردية إلى القرن الثالث ق.م حيث وجدت بجوارها مستندات تعود إلى عام 235 ق.م أو210 ق.م وتعتبر البردية مصدر رئيسى لمجموعة المقتطفات الكتابية لأنها تروى 200 مقتطف كتابى أى فهرس لمجموعة الكتب القديمة التى كانت متواجدة داخل مكتبة الإسكندرية القديمة.
إلا أن الأسس التى انتقى على أساسها تلك المقتطفات غير واضحة حتى الآن وولم يذكر أسماء المؤلفين، وقد وصلت مكتبة الإسكندرية على هيئة نسخة رقمية من 3 قطع تم تركيبها بواسطة العاملين بالمكتبة وتم رفع وترجمة العبارات لتبدو واضحة عن طريق مترجم اللغة اليونانية بالمكتبة .
كتاب الموتى وكتاب وصف مصر الأبرز بين محتويات المتحف
ويعد كتاب الموتى الفرعونى من أبرز المعروضات داخل متحف المخطوطات، وهو نسخة طبق الأصل من بردية "آنى" المتواجدة بالمتحف البريطانى، وتعد البردية من النماذج المثالية لكتاب الموتى فى عصر الدولة الحديثة، وهو العصر الذى بلغت فية مصر الفرعونية أوج ازدهارها وهى من أكثر البدريات اكتمالا وتزينا وتقدم فكرة كاملة عن مصر القديمة ويرجح أن يعود تاريخها إلى 1500 ق.م – 1400 ق.م وتعد أطول بردية معروفة من برديات العصر الطيبى حيث يبلغ طولها 78 قدما وترجع إلى الأسرة التاسعة عشر .
أما كتاب "وصف مصر" فهو من أهم وأشمل الكتب الموسوعية التى تتناول مصر فى العصور القديمة والحديثة؛ حيث تدرس تاريخها، وفنها، وعمارتها، ومظاهر الحياة فيها، وغير ذلك مما يوجد على أرض مصر. وقد جاء هذا الكتاب نتيجة جهود أكثر من مئة وخمسين عالماً، وألفين من الفنانين والفنيين الذين رافقوا نابليون خلال الحملة الفرنسية على مصر (1798م- 1801م) وتُعرف هذه الطبعة باسم "طبعة بانكوك" نسبةً إلى اسم ناشرها)، وهى الطبعة التى تقتنيها مكتبة الإسكندرية.
أقدم نسخة من التوارة بلغة "الادينو"
ويوجد داخل المتحف أقدم نسخة من التوارة بلغة "الايدينو" وهولفافتين ، الكبرى كتبت بخط اليد على الرق وترجع إلى القرن الثامن عشر ، والصغرى منمنة ومطبوعة وترجع إلى القرن الثامن عشر، وهى نسخة طبق الأصل منقحة من نسخة أصلية أهدتها رئيسة الجالية اليهودية بمصر إلى مكتبة الإسكندرية فى بداية افتتاحها .
مقتنيات نفيسة من العصر الذهبى للإسلام
تعد نسخة من موسوعة مسالك الأبصار فى ممالك الأمصار، واحدة من أهم الموسوعات الكبرى فى التراث العربى، لمؤلفها ابن فضل الله العمرى، يرجع تاريخها إلى القرن العاشر الهجرى – السادس عشر الميلادي، تقع في20 مجلدا ويعرض المتحف مخطوطة الجزء الذى يتناول أنواع النباتات وخواصَّها الطبية، وهى مخطوطة نفيسة مزدانة بالصور والرسوم النباتية البديعة.
بالاضافة إلى مصحف ابن البواب الذى يعود إلى أواخر القرن الرابع، وهو نسخة طبق الأصل من مخطوطة متواجدة بالمتحف البريطانى حاليا
أقدم قاموس تاريخى والمنمنات والمسيحيات والجدرايات
ويوجد بالمتحف أيضا أقدم قاموس تاريخى نقدى مطبوع بطباعة حجر صدر عام 1720 م وهوقاموس (لاتينى – يونانى) بالاضافة إلى قسم المنمنات، وهى مجموعة من الكتب الصغيرة وعددعا 30 قطعة مهداه من المركز الثقافى الروسى ويستعرض قدرة روسيا فى الطباعة الأخيرة
بالإضافة إلى قسم المسيحيات ويضم نسخة طبق الأصل من مخطوطة الإنجيل المحفوظة بالفاتيكان وأنجيل يوحنا جوتنبرج 1456 م، اعترافات أباء الكنيسة حتى البطريرك 66.
بالإضافة إلى حصول المكتبة الرقمية على أقدم نسخة من الانجيل بمصر من مكتبة دير سانت كارتين حيث يحتوى المتحف على عرض أقدم جدارية باللغة العربية للإناجيل الأربعة بالعهد الجديد بالإنجيل والمخطوطة ترجع إلى 482 هـ مكتوبة على الرق بقلم كوفى والأصل منها بدير سانت كاترين .
مخطوطات السحر والفلسفة والمنطق والرياضيات وعلوم القرون الوسطى
كما يحتوى المتحف على مخطوطات فى الفلسفة أبرزها المنطقة ل شهاب الدين السهرودى أحد مشاهير المدرسة الاشراقية الاسلامية، ورسالة المقاليد الوجودية والايضاحات المنطقية ليواقيم النفس، وتقويم الاذهان فى علم الميزان للملطى .
ومخطوطات فى عالم السحر والشعوذة وتسخير الجن أبرزها كتاب علم الطلسمات، علم الافاق، شمس المعارف ولطايف العوارف، لعنة الإشراق فى معرفة صنعة الاوفاق، كتاب الجفر الجامع
بالاضافة إلى مخطوطات فى علم الرياضيات لاقليدس وفى الطب لابن النفيس، وعلوم القرون الوسطى أبرزها كتاب الطبيب الاغريقى ديسقو ريدس الذى عاش فى القرن الاول الميلادى ويعتبر أهم مصدر صيدلى فى العهد القديم ، ويوجد بمكتبة الاسكندرية نسخة طبق الاصل والمخطوط الاصلى بالمكتبة الوطنية فى فينا، ويحتوى المخطوط على صور الحيوانات ونباتات لمساعدة علماء العقاقير وكان يستخدم ككتاب طبى يومى فى العصور الوسطى وعصر النهضة والقرون الحديثة.
16 ألف كتاب نادر بقسم الكتب النادرة وأخر المقتنيات ..كتب نور الشريف
ويوجد داخل متحف المخطوطات قسم الكتب النادرة والمقتنيات ويحتوى القسم على 16 ألف كتاب نادر، يرجع تاريخ أقدمها إلى عام 1482 م، بالاضافة إلى عدد من الخرائط النادرة والمقتنيات الشخصية والاوراق الخاصة بكبار المؤلفين ومجموعة وثائق هامة والطوابع والعملات.
ويحتوى القسم أيضا على مجموعة كتب تعود أهميتها إلى المجموعات التى أهدتها إلى المكتبة أو مقتنيها الأصلى، حيث يوجد به أكثر من 35 ألف كتاب و54 ألف دورية تم أهداؤها إلى القسم ومن أهم الشخصيات التى لها مقتنيات داخل القسم السلطان قابوس بن سعيد والدكتور بطرس غالى والفنان حامد سعيد والدكتور عبد الرحمن بدورى، والدكتور محمد حسنين هيكل وآخرهم الفنان نور الشريف.
ومن مقتنيات المؤسسات هناك مقتنيات من لويس باستير ومحكمة استئناف الإسكندرية وجامعة سنجور والمكتبة الوطنية اليونانية.
مدير متحف المخطوطات: المتحف به ذخائر تراثية ونوادر الكتب
ويقول الدكتور محمد سليمان مدير متحف المخطوطات فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" أن المتحف يهدف إلى التعريف بالذخائر التراثية ونوادر الكتب والمخطوطات وحفظها والعناية بها بشكل علمى، كما يهدف إلى التعاون والتبادل العلمى فى مجا ل المخطوطات مع المتاحف والمراكز المناظرة من دول العالم.
وأضاف قائلا: "أن المتحف يهدف أيضا إلى توفير أكبر عدد ممكن من المخطوطات المصورة رقميا من جميع أنحاء العالم وإتاحتها للباحثين بشكل مناسب لمواطبة العصر الرقمى الذى تسعى آلية مكتبة الاسكندرية، مع تقديم الدعم والاستشارات الفنية لإنشاء معامل الترميم الجديدة داخل وخارج مصر.