اقتراف الجريمة ليس له سن معينة، فهناك أطفال دفعتهم السلوكيات التربوية الخاطئة لارتكاب جرائم قد تقضى على مستقبلهم مبكرا.
"انفراد" رصد ثلاث جرائم ارتكبت فى محافظة قنا بعدد من المراكز كان أبطالها أطفال تراوحت أعمارهم من 10 إلى 15 عاما، دفعهم سلوكهم الخاطئ لارتكاب جرائم يعاقب عليها القانون، والتى تنوعت واختلفت فى الدوافع وراء ارتكابهم لها.
طفل يقود تشكيلا عصابيا تخصص فى سرقة الشقق السكنية
الواقعة الأولى لطفل يدعى "محمد.ع" 11 سنة، كوّن تشكيلاً عصابياً تخصص نشاطه الإجرامى فى سرقة الشقق السكنية المفروشة، وبضبطهم من أجهزة أمن قنا عثر بحوزتهم على فرد خرطوش وخنجر، وكان الطفل المتهم يخطط لعملية اختيار الشقق لسرقتها.
وقال الطفل خلال أقواله فى النيابة العامة، إنه تعرف على "إبراهيم.س" 20 سنة عاطل، ومقيم الفواخير دائرة القسم، و"محمد. ع" 18 سنة، عاطل أثناء لعب "البلاستيشن" وصارت بينهم صداقة تطورت بعد ذلك للخروج بصحبتهم، وأنه اقترح عليهم استهداف الشقق السكنية وسرقة ما بداخلها من محتويات متنوعة، وبيعها وتقسيم الأموال فيما بينهم.
وأكد المتهم فى اعترافاته: "الفكرة جاءتنى لأننى أقيم فى منطقة مساكن عثمان، المجاورة لمنزلى وأغلب الشقق يتركها أصحابها لعدة أيام، وأنا أدرس الشقة، وأقوم بمراقبتها لمدة يومين، وعندما تخلو أتصل بزملائى ونقتحم الشقة بعد منتصف الليل لضمان عدم افتضاح أمرنا، بأسلوب كسر القفل أو نتسلق مواسير الصرف الصحى ونفتش الشقة وأخذ ما بها من نقود أو هواتف محمولة أو شاشة تليفزيون أو متعلقات خفيفة، ثم نبيعها أو تقسيم النقود التى نتحصل عليها، قبل أن تتمكن الشرطة من القبض علينا.
طفل يقتل شقيقه "الميكانيكى" بسبب سرقة 5 جنيهات
الجريمة الثانية التى شهدتها محافظة قنا قيام طفل يدعى "محمود .ا" 13 عاما، والذى تم ضبطه فى واقعة قتل شقيقه الذى يعمل ميكانيكى بعد أن قام المجنى عليه بضرب "الطفل" والتعدى عليه لسرقة 5 جنيهات من حافظة النقود دون علمه وبعد اكتشاف الواقعة تعدى عليه شقيقه الأكبر بالضرب من أجل تهذيبه.
وقال "محمود" فى اعترافاته: "أعيش مع شقيقى الأكبر بعد وفاة أبى وأمى، وأخويا هو المسئول عنى، وأنا أعمل معه فى الورشة، وفى إحدى المرات قمت بسرقة مبلغ من حافظة النقود الخاص به، فكنت محتاج لشراء بعض المتطلبات وكان ينقصنى مبلغ 5 جنيهات فقمت بسرقتها، واكتشف شقيقى الواقعة وتعدى عليا بالضرب بالخرطوم، انتظرت حتى جاء موعد نومه وقمت بجلب سكين من المطبخ وسددت له طعنة أودت بحياته وكان ذلك بدافع الانتقام لأنه بيضربنى كثيرا حتى فارق الحياة وتم القبض علىّ".
طفل يسرق سيارة إسعاف لنقل والده للمستشفى
لم يجد "أحمد.ح" 14 عاما وسيلة مواصلات بعد تعرض والده لمرض مفاجئ فى منتصف الليل وتوجه إلى نقطة إسعاف لإنقاذ والده ونقله للمستشفى، واعتقد المسعفون فى البداية أنه يكذب، ورفضوا الخروج معه، فتسلل إلى إحدى السيارات وسرقها، وتوجه بها للمنزل ونقل والده للمستشفى، الأمر الذى دفع المسعفين لتحرير محضر بسرقة السيارة.
وخلال ساعتين أخطرت المستشفى هيئة الإسعاف بوصول السيارة فتم القبض على الطفل واعترف أمام النيابة أنه اضطر لارتكاب الواقعة بحجة توصيل والده إلى المستشفى بعد تعرضه لوعكة صحية، وأن المسعفين رفضوا الخروج معه لحداثة سه، واعتقادهم أنه يلهو.
وكيل مديرية التضامن بقنا: الأطفال يتعلمون مهنة خلال فترة العقوبة
من جانبه قال حسين الباز، وكيل مديرية التضامن الاجتماعى بقنا، إن وزارة التضامن بكل فروعها لها دور ومكاتب المراقبة الاجتماعية وهى الخاصة بالنزاعات القضائية الخاصة بالطفل سواء كان مع القانون أو مع الأشخاص والتى تتمثل فى الجرائم الجنائية.
وأضاف "الباز"، أن أغلب الأطفال الذين يتم ضبطهم فى قضايا جنائية يتم إحالتهم إلى محكمة الطفل، وعلى الفور تقوم التضامن بإرسال مراقب وخبير اجتماعى والثانى مهمته دراسة القضية جيدا وعمل بحث شامل، والمراقب يقوم بالتواصل مع الأسرة لعمل بحث حول الدوافع التى أجبرته على ارتكاب الجريمة وهذا يتم وفقا للقانون رقم 12 لسنة 96 وتعديلاته 126 لسنة 2018 الخاص بقانون الطفل الذى يوجد عليه نزاع قضائى.
وأشار "الباز" إلى أن التضامن تعد تقريرا للقاضى حول ملابسات القضية عن طريق الخبير الذى يؤكد الأسباب التى دفعته لارتكاب الجريمة حتى يحصل الطفل على حكم مخفف، وفى حالة إذا كانت الجريمة تختص بمخالفة القانون نوصى بالإفراج مع أخذ التدابير، ويأخذ القاضى تعهدا على أسرته بالالتزام برعايته جيدا، مؤكدا أن الطفل فى حالة صدور حكم قضائى خاصة فى القضايا الجنائية يتم إيداعه فى مؤسسة المرج العقابية لحين وصوله إلى سن 18 عاما لحين نقله إلى السجن العادى، وخلال فترة العقوبة تعمل وزارة التضامن على تعليم الطفل حرفة أو مهنة.
