تعيش فنزويلا على صفيح ساخن فى هذه الساعات بل هى أكثر الساعات حرجا فى تاريخها المعاصر ، بعدما أصبحت الجمعية الوطنية فى أيدى المعارضة،فيما ينتظر العالم ماذا سيحدث فى فنزويلا فى الايام القادمة من احتمال سقوط الحكومة الفنزويلية أو استمرار نيكولاس مادورو رئيسا للبلاد.
وأصبح مستقبل فنزويلا مجهولاً ، حيث يتوقع مراقبون دوليون أن يسقط نظام مادور فى نهاية المطاف ،إما عن طريق المعارضة،أو التدخل العسكرى بقيادة الولايات المتحدة الامريكية.
وأكد المراقبون أن المظاهرات وأعمال العنف التى هزت فنزويلا جزء من عملية نزع الشرعية التى يعود تاريخها إلى عام 2015 ، حيث فى هذا الوقت هيمن البرلمان على قطاعات المعارضة لحكومة مادورو ، ووفقا لاستاذ العلوم السياسية ماكسيميانو جوميز ، فإن رئيس الجمعية الوطنية خوان جوايدو، الذى أعلن رئيسا للبلاد، يحاول إعادة ترتيب الاوراق فى فنزويلا، ولكن من الناحية الرسمية فإن مادورو لا يزال رئيس فنزويلا لأنه خضع لعملية انتخابية إلا أنه يفتقر إلى الدعم الدولى وجزء كبير من الدعم المحلى .
وأعتبر استاذ العلوم السياسة أن أحداث 23 يناير التى دعا إليها خوان جوايدو للحصول على الدعم الدولى والمحلى ، ليست بداية لنهاية الحكومة الفنزويلية ، حيث أنها بطريقة أو بأخرى تمكنت حكومة مادورو من الحفاظ على نفسها بمرور الوقت ولكنه يعنى تكثيف نزع الشرعية الداخلى للنظام ، وهذا واحد من أهداف المعارضين ، فعلى الرغم من الثورات إلا أن سلسلة القيادة المسلحة لا تزال تحت قيادة مادورو، ونهاية الرئيس الحالى قد تأتى من وراء حدود فنزويلا، ويعتبر هذا من سيناريوهات مستقبل فنزويلا.
ولكن السيناريو الأقرب ، ربما تدخل عسكرى ، برئاسة الولايات المتحدة ، حيث تدخل البانوراما إما فى إطار العنف والخلاف يجعل التدخل العسكرى خيارا متزايدا ممكنا ، دون أن يذهب إلى أبعد من ذلك، حيث ألمح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى إمكانية ىفى العديد من البيانات ووجد بعض الموافقة من كولومبيا والبرازيل.
اما السيناريو الآخر فى ايدى القوات المسلحة الفنزويلية، ففى حال تخلى الجيش الفنزويلى عن مادورو فإن استمرار جوايدو رئيسا للبلاد حتى اجراء انتخابات حرة ونزيهة فى فنزويلا سيكون الحل الوحيد، خاصة وأن جوايدو حظى بالدعم الدولى، كما أن لديه شعبية كبيرة على الصعيدين المحلى والدولى.
وقال وزير الدفاع فلاديمير بادرينو إن الجيش لن يعترف بخوان جوايدو رئيسا للبلاد وإنه لا يزال يدعم مادورو، ولذلك فإن مفتاح مستقبل فنزويلا فى أيدى القوات المسلحة، فالموقف الذى يتبناه الجيش سيحدد مستقبل البلد الكاريبى.
أما السيناريو الأبعد هو تنحى الرئيس مادورو، وتولى جوايدو مقاليد السلطة فى البلاد ، وفوزه فى الانتخابات الجديدة التى سيتم إجراؤها.
ويعتبر الوضع الاقتصادى المتدهور هو السبب الرئيسى للمشهد الفنزويلى الآن ، فالتضخم وصل إلى 1.300.000 % ويتوقع صندوق النقد الدولى أن يصل إلى 10 مليون% فى عام 2019، كما أن أسعار السلع الاستهلاكية تتضاعف كل يوم ، كما أن أكثر من 3 ملايين فنزويلى غادروا البلاد، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة ، مما يجعلها أكبر أزمة للاجئين فى أمريكا اللاتينية.