هل كانت السوشيال ميديا أحن على "طفل البلكونة" من أمه؟.. سؤال يطرح نفسه بعد تداول الفيديو على نطاق واسع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعى، وهو ما أدى إلى تعامل الجهات المعنية مع الواقعة، كانت أم الطفل فى مقابل تعاطف السوشيال ميديا قد أجبرته على الوقوف بالشرفة، ومحاولة الصعود إلى الشقة عبر "البلكونة" لأنه نسى المفتاح بالداخل، وبعدها لاقت القضية طريقها للانتشار بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعى، وشاهد الفيديو الملايين لتصبح قضية الساعة خلال تلك الأيام، وترند عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
من جانبه أشار نادر مصطفى، أمين سر لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب، إلى أن السوشيال ميديا كانت قاسية فى واقعة "البلكونة"، حيث أقدمت على التشهير بهذا الطفل وأمه، ولم تعاجل معاجلة صحيحة للقضية، بل أصبحت مادة للسخرية فقط دون حلول لهذه الأزمات.
وقال أمين سر لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب، فى تصريحات لـ"انفراد"، إن الأم كانت أرحم على ابنها من السوشيال ميديا، التى فضحت هذا الشباب، وجعلته مادة للاستهزاء، وكشفت عن مكان الفيديو وعنوان الطفل وأمه، متابعًا: هذا يذكرنا بما فعلته السوشيال ميديا مع الطفل الذى طلب من مدرسة أن ينام فى الفصل ربع ساعة، إذا تم اتخاذ موقف سخرية من هذا الموضوع دون وجود حلول عملية.
واستطرد أمين سر لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب: هذا لا يعنى موافقتنا على ما فعلته الأم بابنها، فهذا أمر مرفوض، وقد عرضت ابنها للخطر، ولا ينبغى أن تتكرر هذه المشاهد، ولكن طريقة المعاجلة كانت خاطئة ولابد من الحفاظ على خصوصية المواطنين.
وتابع النائب نادر مصطفى، أن هناك ضرورة لأن يكون لدينا موضوعية فى تناول القضايا والأحداث، وأن نبتعد عن التشهير بالأشخاص متسائلاً: من صور هذا الفيديو وقام بنشره على نطاق واسع على مواقع "سوشيال ميديا" هل يقبل أن يحدث هذا مع أمه أو أحد من أقاربه، ومادة السخرية التى تم استخدامها فى تناول هذا الموضوع هل يمكن أن يقبل بها الطفل نفسه الذى قامت أمه بهذا الفعل.
من جهته، قال وليد حجاج خبير تقنية المعلومات، إن وسائل التواصل الاجتماعى كان لها دور إيجابى للغاية فى مواجهة عدد من الظواهر السلبية خلال الفترة الماضية مثل "حملة خليها تصدى"، وأخيرًا الفيديو الخاص بـ"طفل البلكونة"، وأضاف: "هذا هو الجانب المشرق لوسائل التواصل الاجتماعى وهو مواجهة السلبيات المجتمعية بغرض الإصلاح وليس الإساءة لسمعة الوطن، لأننا يجب أن نحذر من استغلال بعض الجهات لنشر الظواهر السلبية وتوظيفها على نحو يضر بالوطن".
وأضاف: "مما لاشك فيه أن والدة "طفل البلكونة" أساءت التقدير فى هذه الواقعة، لكن ليس من حقنا أن نحكم عليها، أو على أى شخص آخر من خلال فيديو يتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعى لأن من الممكن أن يكون الفيديو مخادعًا".
وأشار حجاج، إلى أنه لا يمكن لوم المجتمع على تداول فيديو "طفل البلكونة" على هذا النطاق الواسع، مضيفًا: "لو كان الطفل قد تعرض لضرر بسبب تداول الفيديو فإن الضرر الذى وقع عليه بسبب ما فعلته أمه كان أكبر بكثير".