حذر عدد من علماء الدين وأساتذة الفقه المقارن والشريعة الإسلامية من انتشار حملات شبابية تسيء للمرأة المصرية والتى كان آخرها حملة "خليها تعنس" مؤكدين أن استخدام ألفاظ مثيرة تروج للفرقة والإسفاف أمر يخالف صحيح الدين الإسلامى بل ويمثل انتهاكا للقيم والمبادئ التى دعا لها الإسلام فى تكريم المرأة باعتبارها الأم والأخت والزوجة.
أحمد كريمة: الحملة تعبر عن إسفاف لا يليق بالدين والشرع
يقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية فى تصريحات لــ"انفراد"، إن عنوان الحملة مثير ويعبر عن إسفاف لا يليق بالإنسان فالله تعالى قال "ولا تنابزوا بالألقاب"، ومن تعاليم الرسول عليه الصلاة والسلام أن ننادى الأخ بأحب الألقاب إليه ومن هنا فالعنوان لا يليق من الناحية الدينية فى جميع الشرائع السماوية.
وأضاف كريمة أن عنوان "خليها تعنس" يمثل ازدراء وامتهانا للأنثى أيا كانت الأسباب والدوافع، لذلك فالأنثى كائن مكرم فى الشريعة الإسلامية والرسول عليه الصلاة والسلام يوصينا بالنساء خيرا، مشيرا إلى أن التصدى لأعباء وتكاليف الزواج لا يكون بمثل هذه الحملات.
وأوضح أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية، أن مواجهة تكاليف الزواج يكون من خلال التوعية الدينية بدور العبادة من مساجد وكنائس أو من خلال ندوات مجتمعية فى المؤسسات المدنية بالإضافة إلى الإعلام الدينى التخصصى الذى يدلل على النصوص الشرعية "أقلهن مهرا أكثرهن بركة" وما يماثل ذلك لافتا إلى أن إطلاق حملات عشوائية تحمل عناوين صادمة مثيرة يأتى على عكس الأهداف المنشودة مع تداعياتها الكاشفة عما يليق بمن كرمه الله ولقد كرمنا الله جميعا.
النائب شكرى الجندى:المرأة جزء أصيل من المجتمع وننادى بعدم المغالاة فى مهور الزواج
بدوره قال شكرى الجندى عضو لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، إنه لا داع لاستخدام مثل هذه الألفاظ فالسيدات جزء أصيل من المجتمع بل هو الجزء الرئيسى فيه فهى الأم والبنت والزوجة متابعا:" أنا بالأصالة عن نفسى لا يوجد عندى من هو أغلى من أمى وزوجتى وأختى".
وأضاف عضو لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، أنه لا يوجد ذنب اقترفته البنت أو السيدة لنقول عليها مثل هذه الأقوال ولكننا جميعا نقف وننادى بضرورة عدم المغالاة فى المهور وتكاليف الزواج فلا داع لتنظيم حفلات لا طائل منها غير إرهاق العروس.
وأكد "الجندى" أن الحفلات المكلفة للزواج يتم نسيانها فى نفس الليلة ولا توجد فى ذاكرة أحد إلا المخدوع فى فكره وعقيدته فالغرض من الزواج هو عفة النفس وتكوين الأسرة وتطبيق حديث الرسول عليه الصلاة والسلام "أقلهن مهرا أكثرهن بركة".
داعية سلفى: أرفض استخدام ألفاظ مثيرة للتأثير على رواد مواقع التواصل
من جانبه أكد سامح عبد الحميد الداعية السلفى أن الحملات الشبابية التى تستخدم هذه الشعارات تزيد من نسبة العنوسة، مشيرا إلى أنه لا يجوز شرعا الدعوة إلى عدم الزواج، فالبنت هى الأم والأخت والزوجة وبالتالى فإن مثل هذه الحملات يخالف الشرع والدين تماما.
وأضاف عبد الحميد أن حملة "تخليها تعنس" تخالف الذوق المصرى فلا يجب أن نقسو على بعضنا البعض بهذه الطرق، مشيرا إلى أن البعض يستخدم ألفاظا مثيرة للتأثير على رواد مواقع التواصل الاجتماعى والحصول على أكبر قدر من الانتشار وهذا أمر يخالف الدين والعقيدة فالله سبحانه وتعالى قال فى كتابه "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد".