تزامنا مع ظاهرة أول خسوف كلى للقمر بـ2019 والذى شهدته الكرة الأرضية 21 يناير الماضى، خرجت دراسة نشرتها مجلة"Nature Geoscience"العلمية تشير إلى أن ظاهرتى المد والجزر الذى يحدث خلال البدر والقمر الجديد قد تكون مرتبطة باحتمالية لحدوث زلازل كبيرة الحجم حول العالم، ولكن هذه الدراسة أقرت أن هناك العديد من العوامل المعقدة التى قد تكون سببا فى الهزات الأرضية وشدتها حول العالم.
جاذبية القمر على الكرة الأرضية
وأكدت هذه الدراسة أن جاذبية القمر على الكرة الأرضية من الممكن أن تؤثر بشكل كبير فى مسألة النشاط الزلزالى على الأرض، فيما أشارت دراسة أخرى لهيئة المسح الجيولوجى الأمريكية "USGS" إلى أن احتمال وقوع الزلازل يزيد بنحو ثلاث مرات خلال المد العالى، ولكن هذا لا يزال غير مؤكد بشكل دقيق.
وقالت الهيئة فى تقريرها إنه قد يكون هناك ارتباط بين دورة القمر وانفجارات البراكين فى هاواى، ولكن لا تزال هناك أدلة ضئيلة للغاية على هذا الارتباط، وهو ما يجعل محاولة التنبؤ بالثوران البركانى اعتمادا على حركة المد والجزر أو القمر سخيفا.
العلاقة بين القمر وخسوفه بالنشاط الزلزالى
ولتفسير العلاقة بين القمر وجاذبيته على النشاط الزلزالى وظاهرة خسوف القمر على الكرة الأرضية واحتمالية وقوع الزلازل، كشف الدكتور أحمد بدوى رئيس الشبكة القومية للزلازل، أنه بالفعل هناك تأثير لجاذبية القمر على الكرة الأرضية بالنشاط الزلزالى خاصة مع ظاهرتى المد والجزر وظاهرة الخسوف القمرى.
وأوضح رئيس الشبكة القومية للزلازل، فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"، أنه ليس بالضرورة أن يعقب كل ظاهرة خسوف قمرى نشاط زلزالى ولكن حركة القمر والشمس حول الأرض وظواهر الخسوف والكسوف قد يكون من العلامات المسببة للزلازل الكبيرة، لافتا إلى أن هذا النشاط الزلزالى الذى يحدث نتيجة عمليات المد والجزر يكون له تأثير نسبى على مناطق الأحزمة الزلزالية الكبرى وفى المحيطات الهادى والأطلنطى وغيرها من المناطق المصنفة ضمن الأحزمة الزلزالية الكبرى والتى يصل فيها درجة الهزة الأرضية ل 6 و7 درجة على مقياس ريختر.
الأحزمة الزلزالية
وأشار رئيس الشبكة القومية للزلازل إلى أن مصر بعيدة كل البعد عن الأحزمة الزلزالية المعروفة، لافتا إلى أن هناك 7 أحزمة زلزالية معروفة على مستوى العالم ومصر بعيدة عنها، موضحا أن حركة القمر حول الأرض لا يكون لها تأثير على النشاط الزلزالى على المستوى المحلى والإقليمى.
وفى نفس السياق، كشف الدكتور ياسر عبد الهادى أستاذ الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أن القمر يؤثر على الأرض والأرض كذلك تؤثر على القمر، لافتا إلى أن ظاهرة الخسوف والتى ينتج عنها المد والجزر قد تؤثر على القشرة الأرضية والفوالق الموجودة بين الصخور والقشرة الأرضية وبالتالى قد يؤثر ذلك على النشاط الزلزالى على المدى البعيد، قائلا: "ليس بالضرورة حدوث زلزال بعد كل خسوف ".
ظاهرة الخسوف والمد والجزر
وأشار أستاذ الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"، أنه لا يمكن الجزم بالتأثير المباشر لظاهرة الخسوف والمد والجزر على النشاط الزلزالى فالتأثير يكون على المدى البعيد ويكون فى المحيطات بشكل أكبر، لافتا إلى أنه حينما يقترب القمر من الأرض ويصل لأقرب نقطة "الحضيض" يحدث المد ويرتفع مستوى المياه، وعندما يكون فى أبعد نقطة عن الأرض يحدث الجزر وينخفض مستوى المياه، قائلا:" المد والجزر يحدث يوميا على مدار الـ 12 ساعة بينهم 6 ساعات مد و6 ساعات جزر".
وكان العالم قد شهد الإثنين 21 يوليو أول خسوف كلى للقمر بـ2019، شوهدت كل مراحله على مستوى الكرة الأرضية فى أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وشرق المحيط الهادى وغرب المحيط الأطلسى وأقصى غرب أوروبا وأقصى غرب أفريقيا واستمر فى شكله الكلى لمدة ساعة ودقيقتين (62 دقيقة)، وشوهد جزئيًا من وسط وشرق أفريقيا وآسيا، وحدث القمر العملاق بعد أن وصل القمر لأقرب نقطة للأرض "الحضيض" وهى أقرب نقطة إلينا عند دورانه حول الأرض.