بعد أن خاض طلاب الصف الأول الثانوى العام، أول تجربة فى الثانوية التراكمية، أكد بعض الطلاب لـ"انفراد"، أن الدروس الخصوصية أصبحت غير مجدية تماما، خاصة بالشكل الذى جاءت به أسئلة الامتحان التدريبى الأول.
وقال الطالب محمد سيد، إن نمط الأسئلة التى ظهر عليها الامتحان التجريبى الأول والتى من المفترض أن تكرر فى باقى الامتحانات المقبلة، ستقضى على الدروس الخصوصية، لعدة أسباب، أهمها أن المعلم نفسه لم يطور طريقة شرحه فى السنتر، إضافة إلى أن الطالب الذى حصل على درس خصوصى خلال الترم الأول لم يستفد منه خلال الامتحان، قائلا: أنا وأصحابى مش هنحجز دروس للترم الثانى، خاصة أن الامتحان الثانى الذى يعقد فى مارس المقبل تجريبى وتدريبى للطلاب ومن ثم لن نضيع فلوسنا فى الهوا".
وأوضح الطالب، أن نسبة الإقبال على الدروس الخصوصية انخفضت خاصة بعد تجربة الامتحان الأول، مشيرا إلى أنه اتفق مع زملائه على تأجيل الدروس الخصوصية لحين تطبيق تجربة التابلت فى الفصل الدراسى الثانى، وإن تطلب الأمر سيكون فى آخر امتحانين فى مايو المقبل.
وأكدت الطالبة مها أحمد، أنها لن تحجز فى الدروس الخصوصية خلال الفصل الدراسى الثانى، موضحة أن تجربة التعلم الإلكترونى ممثلة فى التابلت، سوف تحدث تغيرا كبيرا فى ثقافة تحصيل المعلومات والتى تعتمد على المحتوى الرقمى المتوفر على أجهزة التابلت.
وشددت الطالبة على أن نمط الأسئلة فى الامتحان التجريبى الأول، يؤكد لجميع الطلاب أن الدرس الخصوصى انتهى عصره ولن يستطيع أى طالب أو معلم توقع أسئلة الاختبارات، موضحة أن الأسئلة اعتمدت على الفهم والألغاز ومن ثم من السهل تغيير نمطها من قبل واضعى الامتحان فى أى وقت قبل انطلاق الامتحان، قائلة: المعلم لن يستطيع أن يتوقع أية أجزاء فى المنهج.
وأكدت الطالبة أن بعض الطلاب مُصرومن على الدروس الخصوصية لعدة أسباب، أهمها أنهم اعتادوا على معلم السنتر وعدم الذهاب إلى المدرسة، قائلة: ضمن الدوافع التى تدفع الطالب للحصول على درس هو رغبتهم فى عدم الذهاب إلى المدرسة، إضافة إلى أن هناك فئة من الطلاب تعتمد على الحفظ ومن ثم يذهب إلى الدرس الخصوصى من أجل تحصيل المعلومات.
فيما تباينت أراء أولياء الأمور حول مستقبل الدروس الخصوصية فى تجربة الثانوية التراكمية، حيث أكد البعض أن النظام الجديد سوف يقضى على الدروس الخصوصية تماما، فيما أعلن البعض استمرار منح أبنائهم دروسا خصوصية.
وقالت هبة أحمد، ولى أمر، إن الدروس الخصوصية لن يكون لها وجود لأن شكل الأسئلة قتل دورها، لافتة إلى أن الأسئلة اعتمدت على الفهم والتذكر، مضيفة أن هذا الوقت هو دور الطالب والأسرة لتغيير أسلوب تحصيل المعلومات وعليهم أن يحسنوا طريقة استخدام التابلت والمحتوى الرقمى والفيديوهات التفاعلية لتحقيق أعلى استفادة ممكنة، حتى يمكنهم الاستغناء بعدها عن الدروس، لافتة إلى أن الطلاب لم يذهبوا للمراجعات خلال الفصل الدراسى الأول ومن ثم كان مؤشرا قويا على قدرة الطالب على الاستغناء عن الدروس الخصوصية، مضيفة: "يجب أن ننتظر حتى تظهر مؤشرات تطبيق التجربة الإلكترونية الجديدة ومنضيعش فلوسنا على حاجات ملهاش لازمة".
وأوضحت ولى الأمر، أن توقف الدروس الخصوصية يجب أن يسبقه خطوة مهمة وهى عودة دور المعلم فى المدرسة، لافتة إلى أن المدرسة يجب أن تقوم بدورها فى ظل تلك الامكانيات التكنولوجية الجديدة، قائلة: إذا لم يقم المعلم بدروه فى الفصل سوف يعود الطالب للسنتر مرة أخرى"، مؤكدة أن هذه ظاهرة يجب أن تلفت لها وزارة التربية والتعليم بشكل دقيق ومهم لمواجهتها.
الفريق الثانى من أولياء الأمور، أكدوا استمرار منح أبنائهم دروس خصوصية خلال الترم الثانى، مبررين تلك الخطوة بأن الامتحانات تحتوى على أجزاء يصعب على الطالب تحديد الإجابة الصحيحة لها، إضافة إلى أن المدارس لا يوجد فيها شرح والمنهج غير واضح ويصعب فهمه كما أن الدرس سوف يدرب الطالب على نوعية الأسئلة الجديدة على حد قولهم.
وكشفت مريم محمد، ولى أمر أنها سوف تظل تمنح أبنائها دروسا، قائلة: هندور على المعلم الفاهم للمنهج والذى قام بتطوير أدائه وفق النظام الجديد للتعليم، موضحة أن الطلاب لن يكتفوا بالدروس الخصوصية بل سيحصلون على كورسات فى اللغات، لافتة إلى أن الطالب يحتاج إلى معلم لشرح وفهم مواد مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات فى ظل تخلى المعلم عن دوره فى المدرسة، قائلة: سيكون هناك تكريس للدروس الخصوصية.
وتابع أولياء الأمور: قد يلجأ المعلمون إلى تدريب الطلاب على النظام الجديد ومن ثم يحصلون على الدروس الخصوصية، مؤكدين أنه فى حالة عدم وضع ضوابط سوف يواجه النظام الجديد نفس مصير النظام القديم ويحصل الطالب فيه على درس، متابعين: محتاجين معلم يشرح فى المدرسة والطالب مش هيروح السنتر.
وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، أكدت أن تطبيق تجربة الثانوية التراكمية سوف تظهر نتائجها بعد استلام الطلاب للتابلت والدخول على بنك المعرفة، وحصول الطالب على المعلومة من مصادر التعلم المختلفة، مؤكدة أن هناك فيديوهات تفاعلية ومحتوى رقمى على مستوى عالمى سوف يخدم الطالب فى الحصول على المعلومة التى يرغب فيها دون حاجة لدرس خصوصى.
وقالت مصادر مسئولة لـ" انفراد"، إنه يجب على أولياء الأمور الثقة فى المنظومة الجديدة وعدم الضغط على الطلاب، وعليهم فقط أن يتركوا مساحة للتجربة الجديدة حتى تحقق نتائجها وعدم الحجز فى مراكز الدروس الخصوصية، لأن الامتحان المقبل تجريبى مثل الاختبار الأول ومن ثم فلا داعى للقلق أو التوتر أو الذهاب إلى سنتر للدروس الخصوصية من الآن.
وشددت المصادر على أن المحتوى الرقمى الجديد رائع وسوف يبهر الطلاب، كما أن تطبيق التجربة يحتاج إلى هدوء، موضحة أن الوزارة سوف تقوم بتدريب معلمى الصف الأول الثانوى وتأهيلهم بشكل كبير لتحقيق أعلى استفادة للطلاب، كما أنه سيكون هناك متابعة دقيق للتجربة داخل المدارس من قبل لجان متخصصة، قائلا: نثق فى معلمى مصر بإحداث طفرة حقيقة فى النظام الجديد للتعليم، مؤكدة أن الدروس لن تفيد أحد من الطلاب وعليهم الانتقال من ثقافة الحفظ التى تخدمها الدروس الخصوصية إلى الفهم والمهارات التى ترسخ لها المنظومة الجديدة.