يبدو أن التنافس داخل الحزب الديموقراطي لاختيار مرشح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون اليد العليا فيه للنساء وتأتي هذه الإشارة مع إعلان سياسية جديدة بارزة إطلاق حملتها الرسمية لخوض سباق البيت الأبيض 2020.
وكانت هناك توقعات واسعة بإعلان إليزابيت وارين، السيناتور عن ولاية ماسوشستس، والتى تعد من أبرز منتقدى الرئيس دونالد ترامب، عن ترشحها حتى من قبل إجراء انتخابات التجديد النصفى فى نوفمبر الماضى. ويأتى انضمام وارين مع زيادة حدة السباق داخل الحزب الديمقراطى بعدما أعلنت السيناتور كامالا هاريس والسيناتور كورى بوكر ترشحهما، بينما يستعد آخرون مثل السيناتوران بيرنى ساندرز وأمى كلوبكار لدخول السباق.
وحاولت وارين، المنتمية لجناح اليسار التقدمى داخل الحزب الديمقراطى، لفت الأنظار لها مع انطلاق حملتها، فاختارت لبداية حملتها مصنعا مهجورا لكنه مشهور لكونه شهد إضرابا عماليا تاريخيا عام 1912 قاده النساء والمهاجرين، ودعت من هناك من إلى التحرك ضد وكلاء السلطة الأثرياء الذين يشنون حربا طبقية ضد الناس المجدين فى عملهم منذ سنوات.
وخلال خطاب إعلان ترشحها الذى استمر لقرابة 45 دقيقة فى درجات حرارة شديدة الانخفاض، وصفت وارين النخبة السياسية بأنها خاضعة لهيمنة عمالقة الشركات، بينما تعانى الطبقة الوسطى من الحصار الشديد حتى أنها تتنفس بالكاد.
وعن دونالد ترامب، قالت وارين إن الرجل الجالس فى البيت الأبيض، ليس هو سبب الانكسار، ولكنه العرض الأحدث والأشد خطورة للخطأ الذى يحدث فى أمريكا، ووصفت وارين الرئيس بأنه نتاج نظام فاسد يصعد الأثرياء والأقوياء ويلوث الآخرين.
وأكدت وارين أنها لن تقبل تبرعات من أعضاء اللوبى المختلفين أو جماعات المصالح السياسية وتحدت أى مرشح أخر يطلب من الناس أن يصوتوا له فى السباق التمهيدى بأن يقوم بالأمر نفسه.
ومن جانبه، علق الرئيس دونالد ترامب على إعلان وارين ترشحها، وقال فى تغريدة له على تويتر: "اليوم إليزابيث وارين، التى أشير إليها أحيانا بـ"وكاهانتس" انضمت إلى السباق الرئاسة. هل ستخوض السباق كأول مرشحة رئاسية من السكان الأصليين، أم أنها قررت أنه بعد 32 عاما، ان هذا لا يبلى بلاء حسنا بعد الآن، أراكِ فى سباق الحملة ليز!".
وكان ترامب يشير إلى الجدل المثار بشان وارين بعدما تبين أنها فى عام 1986 كتبت تقول إنها من الهنود الأمريكيين، وذلك فى بطاقة تسجيل بولاية تكساس، وهو ما تسبب فى اعتذار عام من وارين التى حاولت دائما التأكيد على أنها من السكان الأصليين، حتى أنها أجرت اختبار الحمض النووى العام الماضى فى محاولة لإثبات أصولها.
وأثار ترشح وارين أيضا أول تدخل مباشر من حملة ترامب فى حملات المنافسين المحتملين فى انتخابات الرئاسة المقررة فى 2020، حيث كتب براد باسكال، مدير حملة ترامب على مواقع السوشيال ميديا يقول إن المواطنين الأمريكيين سيرفضون حملتها غير الأمينة وأفكارها الاشتراكية التى ستؤدى إلى زيادة الضرائب وتقتل الوظائف وتدمر الطبقة الوسطى فى أمريكا.
ورغم شعبية وارين التى تنادى بفرض ضرائب أكبر على الشركات وتناصر حقوق الطبقة العاملة، إلا ان فرصها فى هذا السباق تتوقف على باقى المرشحين الذين ستنافسون معها للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطى، حيث يظل الباب مفتوحا لدخول أسماء كبرى مثل بيرنى ساندرز وجو بايدن، نائب الرئيس السابق وغيرهما.