استعرضت الحكومة برنامجها للعامين المقبلين على البرلمان لنيل ثقته، وتضمن البيان محاور للنهوض بالخطاب الدينى، تمثل فى التدريب المستمر للدعاة ورفع مستواهم المادى والعلمى لتفكيك الفكر المتطرف كحل يستبق الحل الأمنى، ما فتح الباب أمام الدعاة والمتخصصين لوضع خريطة النهوض بالخطاب الدينى وتحديد التحديات.
رئيس القطاع الدينى بـ"الأوقاف": نحمل أمانة ثقيلة
من جانبها، أكدت وزارة الأوقاف على لسان الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى بالوزارة، أن الأوقاف تحمل على عاتقها أمانة ثقيلة وتسعى بكل طاقتها أن تؤدى ما عليها من واجبات ومقتضيات للمرحلة، على رأسها تجديد وتصويب الخطاب الدينى ليناسب المرحلة ويقدم معالجات حقيقية للواقع الذى نعيشه.
وأوضح طايع، لـ"انفراد"، أن هناك خطة لمدة سنة وأخرى لمدة سنتين وخطة تمتد لعام 2030، مضيفاً أن "الخطة التى تم تقديمها ضمن برنامج الحكومة خطة جيدة لكنها أقل مما تستهدفه الأوقاف، ولكن وضعنا أبسط الحلول وأقل ما يتخيله الإنسان لمعالجة الوضع الحالى، وحتى لا يقال أن الأوقاف تضخم الأمور، وسوف نحقق اكثر من ذلك، وقد أنجزنا فى خطة العامين جزء كبير ضمن ما عرضناه فى برنامج الحكومة".
وقال طايع، "نواجه بعض الصعوبات التى تتمثل فى ضعف مستوى عدد قليل من الائمة ونتغلب عليه بالتدريب، حيث يتولى الشيخ أحمد تركى الإدارة العامة للتدريب والتى تقدم جهداً كبيراً وعمل يستحق الاحترام، وقد نواجه عدد قليل من الدعاة لهم توجه متشدد ويتم التحاور معهم من قبل الزملاء وقيادات الوزارة وفى لقاءات شخصية مع الوزير، مضيفاً أن الوزارة تتمتع بنشاط كبير، حيث نعتمد على الخطاب الدينى فى منشورات وكتب الوزارة لتفكيك الفكر المتطرف كحل يسبق المواجهات الأمنية.
أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الأزهر: تجديد الخطاب الدينى لن يحدث بدون إصلاح التعليم الأزهرى
فيما أكد الدكتور عبد الفتاح خضر أستاذ الدراسات القرأنية بجامعة الأزهر، أن تجديد الخطاب الدينى لن يحدث بدون إصلاح التعليم الأزهرى، وحتى يصل التجديد فى الخطاب الدينى إلى طموحات الحكومة يجب اتخاذ بعض الإجراءات والتدابير، منها الاهتمام بمن سيحمل هذا الخطاب وذلك بإصلاح التعليم الأزهرى بما يتوافق مع مقتضيات الزمان، من خلال معطيات عصرية وتغير نظام الامتحان وعدم الاعتماد على ورقة الإجابة وحدها بل بوسائل تساعد الطالب على الإبداع.
وأضاف خضر، أن الشللية التى تتمثل فى إتاحة الفرصة لمجموعة معينة تتصدر المشهد الإعلامى والمؤتمرات أضر بالتجديد، ولابد أن يكون هناك قاعدة معلوماتية بعمل قاعدة بيانات بالعلماء لكل علم وفن من الفنون وكل تخصص ممن يستطيعون العطاء ويتم تداولها إعلامياً بدون انتقاء أو شللية ما يتيح لمجموعة من العلماء أن تجدد الخطاب الدينى.
فيما أكد الشيخ محمود محمد الأبيدى أحد القيادات الشابة بوزارة الأوقاف، أن أهم الأوليات هى تثقيف الداعية إليكترونياً وإعطائه دورات فى الحاسب وعمل لقاءات متعددة مع النخب المثقفة والسماح للدعاة بالنزول إلى المدارس لغرس القيم الفكرية فى الأطفال والتلاميذ، ولابد من دعم البرامج الدينية فى الإعلام، لنشر الفكر الوسطى عبر كافة السبل.
الأوقاف تدعم موقفها بالتدريب والتثقيف
ودعمت الأوقاف موقفها بخصوص تجديد الخطاب الدينى بالتدريب والتثقيف الذى تضمنه برنامج الحكومة بإطلاق الإدارة العامة للتدريب بالأوقاف برئاسة الشيخ أحمد تركى، أمس الأحد، الدورة التدريبية السابعة للأئمة من محافظات البحيرة والمنوفية والجيزة، فى كيفية مكافحة الإدمان والمخدرات، الأمر الذى جاء مواكباً مع إلقاء الحكومة بيانها أمام مجلس النواب.
وأعلنت وزارة الأوقاف، أنها بالتنسيق مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى تم عقد برامج التوعية حول مخاطر الإدمان ومواجهة ظاهرة المخدرات، مؤكدة أن ذلك يأتى فى إطار التدريب المستمر وتفعيل الدور الدعوى لأئمة الأوقاف فى الدعوة والتثقيف.
ومن ناحيته، قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، فى تصريحات صحفية، إننا "نواجه محاولات التيئيس التى يعمل أعداؤنا على فرضها علينا، لنصل إلى أنه لا أمل"، مضيفاً أننا بصدد جهودًا كبيرة تبذل فى مجالات بث الأمل، يأتى على رأسها جهود الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، سواء فى تصويب الخطاب الدينى أو فى مجال مواجهة الإرهاب أو فى مجال تلك المشروعات الاقتصادية العملاقة التى بدأت تشق طريقها إلى النور والواقع، بالإضافة على جهود شيخ الأزهر وجولاته فى الداخل والخارج وبخاصة خطابه المتميز أمام البرلمان الألمانى".