تحظى قرية الشلال جنوب مدينة أسوان، بلقب أقدم قرية شهدت وجود ميناء نهرى يربط بين مصر والسودان، ومع ذلك لم يشفع تاريخ القرية إلى أحفادها الذين يعانون من تجاهل المسئولين التنفيذيين بمحافظة أسوان، حتى أصبحت قرية الشلال شبه منعزلة عن مدينة أسوان، خاصة بعد إغلاق الميناء النهرى بمنطقة جبل شيشة فى فترة الثمانينات من القرن الماضى.
وتحتفظ قرية الشلال بأجمل الذكريات لمنطقة النوبة القديمة، فضلا عن احتفاظها بأطلالها القديمة من محطة لقطارات السكة الحديد بالطراز الإنجليزى الكلاسيكى، ومرابط المراكب الشهيرة، و"كرانتينة" الماشية التى كان يتم استيرادها قديماً من السودان قبل ترحيلها إلى الشمال، إلا أن المنطقة تعانى اليوم من الإهمال مع سبق الإصرار والترصد وسقطت من حسابات محافظين أسوان منذ حوالى 30 عاماً، وأصبحت جبل شيشة بالشلال تعانى الفقر والإهمال ونقص الخدمات على الرغم من أنها تضم قرابة 4 آلاف نسمة.
قال علاء سعد، أحد أهالى جبل شيشة بالشلال، أن المنطقة فقيرة من الخدمات بشكل يعيدنا إلى عصور فترة الستينات، حيث يعتمد الكثير من الأهالى على توفير خدماتهم واحتياجات معيشتهم على التنقل لمسافة تصل لأكثر من 10 كيلو متراً ليصل إلى مدينة أسوان.
وأضاف علاء سعد لـ"انفراد"، بأن المحافظة أنهت ارتباطها بالمنطقة وتوفير الخدمات بها منذ فترة الثمانينات تقريباً مع ضعف الاهتمام بالمنطقة عقب نقل كرنتينة نقل الماشية من السودان وإنهاء العمل بالميناء النهرى القريب من المنطقة.
وعبرت الحاجة فاطمة أحمد حسين، إحدى السيدات بالمنطقة، عن الحالة المتدنية التى وصلت إليها القرية، وخاصة مشكلة الصرف الصحى، حيث تم الانتهاء من خطوط الصرف الصحى منذ 15 عاماً، ولكن لم يتم توصيلها إلى المنازل لأسباب غير معروفة، حتى أن محطة الصرف الصحى لم يتم تشغيلها حتى اليوم، وهو الأمر الذى دعا الأهالى إلى الاعتماد على نظام التصريف عبر "بيارات" و"طرنشات" الصرف الصحى الداخلى.
وأشارت الحاجة فاطمة، إلى أن نقص الخدمات يتمثل أيضا فى عدم وجود مخبز يخدم أهالى القرية، فضلاً عن عدم استمرار وانتظام حركة سير سيارات الأجرة، بجانب البطالة بين شباب القرية نظراً لاعتمادهم بشكل أساسى خلال الفترة الماضية على السياحة، والتى توقفت منذ 5 سنوات دون وجود مصدر رزق آخر.
ومن جانبها، أكدت الحاجة هدى عبده، من قرية الشلال، أن مشكلة عدم وجود نظام صرف صحى لسحب الصرف من المنازل أدى إلى تشقق وانهيار المنازل بسبب تراكمات المياه الجوفية، إلى جانب فقر المنطقة من الخدمات التعليمية مما يضطرنا إلى نقل أبنائنا لعشرات الكيلو مترات داخل مدينة أسوان أو اقرب مناطق لنا لتلقى تعليمهم مما يحمل الأسر مشقة ومعاناة لا تنتهى يومياً.
وأوضح رشدى عكاشة، صياد ومن أهالى المنطقة، بأن المنطقة تعانى أيضاً من ضعف شبكات الإنارة والكهرباء، وتهالك معظم خطوط وشبكات الإنارة بالشوارع والتى دائما ما تتلامس لتحدث ماس كهربائى يؤدى إلى قطعها لعدة ساعات، كما أنها سببت فى نفوق عدد من رؤوس الماشية خلال الفترة الماضية بعد صعقهم بالكهرباء لسقوط هذه الأسلاك عليهم.
وتابع "عكاشة" بأن المنطقة ينقصها أيضا وجود وحدة صحية فى ظل أنها تقع بمنطقة جبلية وعرة، حيث يضع الأهالى أيديهم على قلوبهم خاصة خلال فصل الصيف بسبب تحرك وخروج الزواحف والعقارب من المناطق الجبلية باتجاه المنازل فضلا إلى تعرض الأهالى إلى ضربات الشمس يوميا الأمر الذى نجد أمامه معاناة شديدة فى نقل المرضى أو المصابين بلدغات العقارب، لافتاً إلى أن أقرب وحدة صحية للقرية تقع بعزبة المرشح، التى تبعد لمسافة 4 كيلو مترا عن القرية، حتى منطقة جبل شيشة كان بها وحدة إسعاف تم إغلاقها منذ سنوات.
وناشد أهالى القرية اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، بتوجيه اهتماماتهم إلى المنطقة والنظر فى ظروف وأحوال المواطنين رحمة بهم، ولتخفيف المعاناة عنهم تحقيقا للعيش الكريم.