عاد السلام مرة أخرى لدير القديس الأنبا مقار بوادى النطرون، بعد أن شهد جريمة مقتل الأنبا ابيفانيوسفى يوليو الماضى، حيث تسببت القضية فى توتر الأوضاع داخل الدير بعدما أدلى 145 راهبا بشهاداتهم في النيابة وتقدم البعض للإدلاء بشهادته أمام المحاكم المختصة، قبل أن تقرر محكمة دمنهور حجز القضية للحكم فى الـ23 من فبراير الجارى، حيث يواجه الراهب السابق إشعياء المقارى وزميله فلتاؤس المقارى تهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
أوضاع مستقرة داخل دير الأنبا مقار
مصادر بدير الأنبا مقار أكدت لـ "انفراد"، أن الأوضاع استقرت داخل الدير واتجه كل راهب للإشراف على الأعمال المكلف بإدارتها سواء الأعمال البحثية والأكاديمية أو الأعمال اليدوية مثل المزرعة والمصانع التابعة للدير وغيرها من الأنشطة الرهبانية وذلك بعد أن تم تنفيذ القرار الباباوى الذى قضى بنقل ستة رهبان "شنوديين" امتنعوا عن العمل في الدير والمشاركة في المهام اليومية رغم إنهم من الشباب حيث جرى نقل بعضهم لأديرة الصعيد وتم نقل آخرين لأديرة جديدة مازالت لم تحظ باعتراف المجمع المقدس حتى اليوم ولكنها تخضع لإشراف آباء أساقفة من الكنيسة مثل دير الزيتونة بالعبور.
مصادر تستبعد تعيين رئيس جديد للدير فى جلسة المجمع المقدس المقبلة
الراهب الشيخ الذى رفض التصريح باسمه تطبيقا لقرار البابا تواضروس الذى يمنع الرهبان من الإدلاء بأحاديث لوسائل الإعلام قال أن الوقت مازال طويلا أمام خطوة رسامة أب أسقف كرئيس للدير بديلا عن الأنبا ابيفانيوس الذى غيبه الموت العام الماضى، مشيرا إلى أن الدير يخضع لإشراف البابا تواضروس شخصيا ويرفع الراهب بترونيوس المقارى ربيتة الدير (أمين الدير) تقارير دورية للبابا عن الوضع داخل الدير إذ تمكنه وظيفته من القيام بمهمة رئيس الدير أو قائم بأعماله على أقل تقدير.
ما يشاع عن تحكم الراهب وديد فى شئون الدير غير صحيح
الراهب قال لـ "انفراد"، إن ما يشاع عن تحكم الراهب وديد المقارى فى أمور الدير مجرد أقاويل لا أساس لها من الصحة فلم تحدث خلافات بينه وبين أى من الرهبان فى الدير أو الشيوخ من الرهبان القدامى ويتمتع بمحبة الجميع رافضًا ما يشاع عن كونه الآمر الناهى فى الدير.
ورفض المصدر اللقب الذى يطلق على الراهب وديد فى المنتديات القبطية المعادية للتيار الآبائى أو فكر القمص متى المسكين التي يحلو لها تلقيبه بـوديد الكاثوليكى نسبة إلى ميلاده لعائلة كاثوليكية مؤكدا إن الراهب وديد أرثوذكسى ومنتمى للدير منذ عشرات السنوات وقد كان من بين التلاميذ المقربين للقمص متى المسكين ومن أصدقاء الأنبا أبيفانيوس من بعده.
واعتبر المصدر أن تسميته بـوديد الكاثوليكى محاولة للوقيعة بين الطوائف المسيحية وما يشاع عن رغبة الراهب فى الاستقلال بالدير بعيدا عن الكنيسة القبطية وهى كلها أمور تهدف لزعزعة استقرار الدير وسلامه الداخلى الذى تحقق بعد فترة وصفها بالعصيبة.
بترونيوس المقارى يدير أمور الدير بحكمة وشفافية
كان البابا تواضروس قد جدد تعيين الأب بترونيوس المقارى فى منصب أمين الدير بعد أن عقد اجتماعا حاسما، أعلن فيه البابا رئاسته للدير، على أن يكون الأب بترونيوس، ربيته الدير (منصب معروف داخل الأديرة يعني مدير شؤون الدير)، استمع إليه الرهبان بإنصات شديد، ووضعت سماعات خارجية لمن لم يُسمح لهم بالدخول، جاءت كلمة البابا محملة برسائل موجهة وواضحة، فحث الرهبان على أن يكونوا مترابطين كأعضاء الجسد الواحد، ويتركوا الأشياء الدنيوية، وأن يستيقظوا من أجل حياتهم الروحية، قائلا: "ما حدث جرح الكنيسة وجرح الرهبنة، إذا ضاعت رهبنة أحدكم فالكنيسة هى الخاسرة، كما أن هذا الدير له مكانة قوية فى التاريخ الكنسى، أتمنى أن يشهد بعد ما حدث نهضة روحية"
كانت القضية قد تفجرت فى فجر الأحد 29 يوليو الماضى، عندما وجد الأنبا إبيفانيوس، مقتولا فى الطريق بين «القلاية» التى يسكنها وكنيسة الدير، حيث كان فى طريقه لحضور صلوات التسبحة، ومن يومها بدأت التحقيقات مع الرهبان والعاملين بالدير إلى أن وجهت جهات التحقيق الاتهامات للراهب المجرد إشعياء المقاري وزميله الراهب فلتاؤس، وشهدت هذه القضية عدة محطات وصولا للمشهد النهائى يوم 23 فبراير الجارى جلسة النطق بالحكم.