كشف باتريك وارد الرئيس التنفيذى لـ«دانة غاز» الإماراتية، فى أول حوار لصحيفة مصرية، عن حجم استثمارات الشركة فى مصر، التى بلغت 2 مليار دولار، وخططها المستقبلية خلال الفترة المقبلة لزيادة استثماراتها فى مصر بمبلغ 5 مليارات دولار لتطوير 3 حقول بشمال العريش، مؤكداً أن ضمان القيادة السياسية لمستحقاتها المالية شجعها على ضخ المزيد من الاستثمارات بالسوق المحلى.
كما كشف «وارد» لـ«انفراد» عن مفاجآت مهمة عن الحقل الذى تم اكتشافه الذى يوازى حقل ظهر، حيث تقدر حجم الاحتياطات بحوالى 20 تريليون قدم مكعب.. وإلى نص الحوار.
ما هو حجم استثمارات «دانة غاز» فى السوق المصرى وخطتها خلال العام الحالى؟
- تقوم دانة غاز بضخ حجم استثمار ما بين 50 إلى 100 مليون دولار سنوياً، ولكن ستستثمر نحو 5 مليارات دولار لتطوير الحقول الثلاثة فى حال جاحها معا فى شمال العريش.
وهذه المنطقة تشهد ولأول مرة حفر آبار منذ حصولها على ترخيص للتنقيب فيها فى عام 2014، وبلوك 6 هو أحد 3 حقول لدانة غاز فى منطقة الامتياز، وسيتم البدء فى حفر الحقل الأول إبريل القادم، وهذه البيانات ستخضع للاختبار الجيولوجى بعد 60 يوما من أعمال الحفر لإظهار النتائج، بحيث تشير التقديرات إلى أن الحقول الثلاثة يصل إجمالها ما بين 4 إلى 6 تريليونات قدم مكعبة من الغاز، بحجم احتياطى يبلغ 20 تريليون قدم مكعب المستوى من الاحتياطى سيجعل المنطقة فى المركز الثانى بعد حقل ظُهر، الذى تقدر احتياطياته بنحو 30 تريليون قدم مكعب، والإنتاج الفعلى للحقول سيبدأ فى 2023.
هل سيتم الحفر فى الحقول الثلاثة مرة واحدة؟
- من المستحيل حفر الحقول الثلاثة مرة واحدة لعدم وجود الإمكانيات، بالإضافة إلى أنها تمثل مخاطرة كبيرة تمنعنا فى الحفر بالثلاثة فى وقت واحد، وسيتم البدء فى حفر الحقل الأول، وإذا ظهرت النتائج أنه يحتوى على الغاز سيشجعنا فى حفر الحقلين الآخرين.
وكيف سيتم استغلال إنتاج هذه الحقول وهل سيتم تصديرها؟
- خطة دانة غاز أن يكون إنتاج الحقول الثلاثة للاستهلاك المحلى المصرى، وبناء على حسابات دانة غاز، فإن السوق المصرى سيحتاج إلى الغاز بعد 2023، بعد انتهاء احتياطات حقل ظهر وهذه هى نفس السنة التى سيظهر فيها إنتاج دانة غاز من الحقول الثلاثة، ولذلك تدعم الحكومة المصرية دانة لزيادة إنتاج للغاز فى السوق المصرى لمقابلة الزيادة السكنية مع التوسعات فى إنشاء المصانع، وذلك مع عدم وجود اكتشافات كبرى جديدة ستضطر مصر أن تستورد الغاز بحلول 2023، مع انتهاء احتياطات حقل ظهر، والاكتشافات الجديدة ستكون عاملًا أساسيًا فى تعزيز دور مصر كمركز إقليمى لتجارة الغاز ودعم إمداداتها.
ما حجم الاستثمارات منذ بداية عمل دانة غاز فى السوق المصرى؟
- يصل حجم الاستثمارات منذ وجود دانة غاز فى السوق المصرى 2 مليار دولار.
ماذا شجع دانة غاز لمضاعفة الاستثمارات فى السوق المصرى؟
- فازت دانة غاز بحقوق امتياز منطقة شمال العريش القطاع رقم 6 التى تقع شرق منطقة دلتا النيل عام 2014، وظهور النتائج الإيجابية استغرق المزيد من الوقت، ولذلك اتسمت هذه الفترة بالهدوء، بالإضافة إلى أن الحكومة المصرية سهلت كثيرا فى عمل الشركات الأجنبية، فمنذ 2016 الوضع تغير تماما، وأصبح عمل الشركات الأجنبية أفضل مقارنة بالسنوات الماضية.
والحكومة المصرية غيرت من نفسها تماما، وبدأت تجذب الشركات الأجنبية بجانب وجود ضمانات من الحكومة للشركات الأجنبية بعكس الماضى، وأصبح هناك التزام مالى من الحكومة لهذه الشركات، بالإضافة إلى التعديلات التى قامت بها الحكومة والتى ساهمت فى تغيير البيئة التشريعية الجاذبة للاستثمار بجانب التغيرات التى حدثت فى قطاع البترول، كل هذه العوامل ساعدت فى عمل الشركات الأجنبية بالسوق المصرى، وأصبح هناك ثقة بين الحكومة والشركات الأجنبية فى الوقت الحالى خاصة بعد النموذج الناجح لحقل ظهر.
هل عدم سداد المستحقات المالية ساهم فى تراجع الاستثمارات؟
- مستحقاتنا المتأخرة لدى الحكومة تسببت فى حدوث مشكلة كبيرة لدانة غاز، نظرا لأنها تأخرت منذ عام 2011 وفى عام 2013 وصلت لأعلى رقم لتتخطى الـ300 مليون دولار من حجم الاستثمارات الكلى لدانة، الذى يصل إلى مليار دولار فى كل الدول التى تعمل بها، مما أثر على الشركة ككل، وخلال هذه الفترة كانت دانة غاز تواجه مشكلة الصكوك، وكنا نقدر الوضع السياسى التى تمر به مصر، بجانب أن القيادة السياسة كانت ضامنة لهذه المستحقات وعدتنا أن مستحقاتنا سيتم سدادها بعكس دول أخرى يتم العمل فيها ولم نحصل على مستحقاتنا، فضمان القيادة السياسية للمستحقات شجعتنا على ضخ المزيد من الاستثمارات.
كم حصلت دانة على مستحقاتها المتأخرة وما المتبقى؟
- مع نهاية 2018 تراجعت المستحقات المالية إلى 140 مليون دولار، وهى المرة الأولى الذى ينخفض فيها حجم المستحقات لهذا الرقم، بجانب أن دانة لديها ثقة كبيرة فى الحكومة المصرية بعد أن أعلنت أنه سيتم سداد مستحقات الأجانب نهاية العام الحالى، ووعد الحكومة شجعنا وطمئن دانة غاز لضخ المزيد من الاستثمارات.
كيف ترى مستقبل الغاز فى السوق المصرى؟
- بالنسبة لمستقبل الغاز فإن سوق الغاز المصرى فى «الطالع» ولدينا ثقة أن مصر ستعلب دورا محوريا للغاز فى المنطقة بعد الشراكات مع قبرص وإيران واليونان وإيطاليا والأردن وفلسطين، وستصبح مصر البلد المحورية للمنطقة، وكل المؤشرات تؤكد أن مصر تسير على الطريق السليم، وأصبحت مصر تشهد طفرة فى الغاز وسوف يؤثر قطاع الغاز على دخل مصر وسيصح من أكبر الموارد الدولارية.
ما مناطق امتياز دانة غاز فى السوق المصرى؟
- دانة غاز مصر هى المشغل بنسبة %100 لخمس حقوق امتياز تمتلكها، وتملك أيضا نسبة %50 من حق امتياز آخر ليست هى المشغل له، منها 5 مناطق برية فى دلتا النيل ومنطقة بحرية فى البحر الأبيض المتوسط.خلال عام 2015 أنتجت الشركة 59.4 مليار قدم مكعب قياسى من الغاز و2.5 مليون برميل من السوائل البترولية، بمعدل 33.9 مليون برميل من النفط المكافئ من 14 منطقة تطوير.
وتمتلك دانة غاز، من خلال شركة دانة غاز مصر التابعة لها، %100 من ثلاث مناطق امتياز برية فى دلتا النيل وهى «المنزلة وغرب المنزلة وغرب القنطرة»، تتكون الامتيازات من 14 عقدا للتطوير و12 حقلا منتجة للغاز والمكثفات، بالإضافة إلى حقلين تحت التطوير، يبلغ الإنتاج الحالى للغاز ما يقارب 155 مليون قدم مكعب قياسى يوميا، و4800 برميل يوميا من المكثفات.
فى عام 2012 فازت دانة غاز بحقوق امتياز منطقة شمال العريش «القطاع رقم 6» التى تقع شرق منطقة دلتا النيل، وقد وقعت الاتفاقية فى فبراير 2014 وتملك الشركة %100 من حقوق الامتياز، وقد بدأ العمل فى برنامج التطوير الذى يتكون من إجراء مسح سيزمى للمنطقة وحفر بئر استكشافى.
وفى عام 2014 فازت دانة غاز بحقوق امتياز كل من منطقة امتياز شمال الصالحية «القطاع رقم 1 بنسبة %100» ومنطقة امتياز المطرية «القطاع رقم 3 بنسبة %50» فى منطقة دلتا النيل بالاشتراك مع شركة بى بى المشغلة للقطاع، وقد تم البدء فى برنامج الاستكشاف.