مصادر ليبية لـ"انفراد": محافظ مصرف ليبيا المركزى مول شحنات المدرعات المهربة من تركيا للميليشيات المسلحة .. سحبه لمليونى دينار من حساب "الداخلية" يثير عاصفة غضب.. وتلاعبه بسعر الدولار يدمر الاقتصاد الل

كشف مصادر ليبية مسئولة فى مصرف ليبيا المركزى فى طرابلس عن تجاوزات الصديق الكبير، مؤكدة أن الأخير استغل منصبه كمدير لمصرف ليبيا المركزى لبسط سلطته على مؤسسات الدولة الليبية، فضلا عن محاولاته المتكررة لفرض وصايا على الوزارات الحكومية خاصة فى حكومة الوفاق التى يترأسها فائز السراج. وأكدت المصادر الليبية لـ"انفراد"، تقدم عدد من وزراء حكومة الوفاق الوطنى بشكاوى لرئيس المجلس الرئاسى فائز السراج بسبب تجاوزات الصديق الكبير، مشيرة إلى أن الأخير امتنع عن صرف مخصصات بعض الوزارات وعلى رأسها وزارة الصحة بسبب رغبته فى مناقشة احتياجات تلك الوزارات وخاصة الأمصال والأدوية التى تستوردها وزارة الصحة. وانتقدت المصادر سلوك محافظ مصرف ليبيا المركزى بسبب التدخلات السافرة فى شئون الوزارات وهو يعد تجاوزا لحدود مهام وظيفته، موضحة أن الجهة الوحيدة المخولة بمناقشة الوزارات حول احتياجاتها هى مؤسسة الرئاسة أو رئاسة الوزراء وليس محافظ مصرف ليبيا الذى تتمثل مهمته فى صرف الاعتمادات التى تقرها الحكومة. كان وزير المالية السابق فى حكومة الوفاق الوطنى فرج بومطارى قد تقدم باستقالته بعد شهرين من تعيينه بسبب التدخلات السافرة لمحافظ مصرف ليبيا المركزى فى طرابلس، مؤكدا أن الأخير نهب ما يقرب من 12 مليار دينار ليبى من أموال الخزانة العامة والمتمثلة فى الرسوم على مبيعات النقد الأجنبى. وأكد وزير المالية بحكومة الوفاق، فى رسالة موجهة إلى رئيس المجلس الرئاسى فائز السراج، ديسمبر الماضى، ان مصرف ليبيا المركزى طرابلس رفض تمويل حسابات الخزانة العامة بملغ 6.9 مليار دينار لكى تتمكن الحكومة الليبية من الإيفاء بالالتزامات المستحقة عليها والتى على رأسها مرتبات شهرين للعاملين بالقطاع الحكومى والتي تمثل 4.6 مليار دينار. فيما أكدت المصادر أن الصديق الكبير محافظ مصرف ليبيا المركزى فى طرابلس رفض صرف اعتمادات لوزارة الصحة الليبية إلا قبل مناقشة احتياجات الوزارة من أمصال وأدوية، مشيرة إلى أن الصديق الكبير حاول فرض املاءات على وزير الصحة حول رفض بعض شحنات الأدوية والأمصال التى تحتاجها مدن المنطقة الجنوبية والشرقية، فضلا عن تدخلات فى عمل مصلحة الجوازات والجنسية وعرقلة طباعة جوازات السفر إلى بعد موافقته مما يعد تدخلا سافرا فى شئون مصلحة الجوازات. وأشارت المصادر إلى البلاغ الذى تقدم به وزير الداخلية فى حكومة الوفاق الليبية فتحى باشاغا الذى يقود جهود كبيرة للقضاء على سيطرة الميليشيات فى طرابلس، وذلك عبر اعادة هيكلة القوات الأمنية ووضع خطة أمنية للتخلص من سطوة الميليشيات على الداخلية. وتقدم وزير الداخلية فى حكومة الوفاق الوطنى فتحى باشاغا ببلاغ إلى مكتب النائب العام الليبى فى طرابلس ضد محافظ مصرف ليبيا المركزى الصديق الكبير، وذلك بسبب سحب الأخير مليونى دينار ليبى من حسابات الوزارة دون علم فتحى باشاغا لتغطية عقد توريد عربات مصفحة وذخائر وصلت إلى ميناء الخمس لدعم مليشيات طرابلس وهو ما أغضب الأخير بسبب التدخلات السافرة لمحافظ مصرف ليبيا المركزى. وأكدت المصادر الليبية أن الممول الرئيسى لشحنة العربات المصفحة التى تم ضطبها فى ميناء الخمس غرب البلاد منذ أسابيع كانت مخصصة لميليشيات مسلحة فى طرابلس، مشيرة إلى أن وزير الداخلية فى حكومة الوفاق فتحى باشاغا اضطر للاعلان عن تبعة الصفقة لوزارته كى لا تتسرب إلى ميليشيات مسلحة فى مصراتة أو طرابلس. وفى سياق متصل، كشفت المصادر الليبية المقربة من محافظ مصرف ليبيا المركزى عن تلاعب الصديق الكبير بسعر الدولار فى المصارف الليبية، مشيرة إلى ان رجل الأعمال الليبى فى مدينة مصراتة (م.ع) يتولى عملية شراء ملايين الدولارات من المصارف الليبية وبيعها فى السوق السوداء، ويتم توجيه جزء كبير من عائدات بيع الدولار فى السوق السوداء لشراء عربات مصفحة وذخائر وأسلحة للميليشيات المسلحة. ويرفض محافظ مصرف ليبيا المركزى فى طرابلس المدعو الصديق الكبير الكشف عن حسابات المصرف أو اعطاء أية بيانات لديوان المحاسبة وهو ما يثير الشكوك حول مصير الأموال الليبية، فضلا عن مخاطبة الصديق الكبير لكافة مديرى المصارف بالامتناع عن اعطاء أى معلومات أو بيانات عن حسابات مصرف ليبيا المركزى لأى جهة اختصاص من دون الرجوع للصديق الكبير. وتتستر عناصر جماعة الاخوان التى تتولى المناصب القيادية فى مصرف ليبيا المركزى بطرابلس على التجاوزات المالية التى يقوم بها الصديق الكبير، وذلك بسبب استفادة جماعة الاخوان من المخصصات والاعتمادات المالية التى تخصص لميليشيات مسلحة متحالفة مع الجماعة. عارف النايض كان سفير ليبيا السابق لدى الإمارات ورئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة عارف النايض قد كشف شهر مارس 2018 فى حديث له بمؤسسة "هيريتج" وبعض أعضاء الكونجرس والإدارة الأمريكية، عن سيطرة جماعة الاخوان والمتحالفين معهم بدعم دولى على الوضع المالى والاقتصادى فى ليبيا، منتقدا استمرار تعاطى الولايات المتحدة مع محافظ مُقال ، قائلا: "إن من يفرض على الليبيين التعامل مع هذا المحافظ الذي لم يتزحزح من مكانه منذ 2011 بدعم من الإخوان المسلمين والجماعة المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة، كمن يطلب من الألمان التعامل مع النازيين، ثم يريد منهم بناء دولة وتحقيق رخاء وديمقراطية، فيما صُرفت 200 مليار دولار لم يستفد الليبيون بدولار واحد منها".