بالصور.. انفراد بمنزل "ضحى" ضحية أتوبيس المدرسة بعين شمس.. الأب: "روحت المستشفى لقيتها جثة والمتهمين هربانين".. والدتها: قبلتنى وجابتلى هدية عيد الأم وقالتلى بحبك أوى يا ماما ومرجعتش تانى

عقارب الساعة تشير إلى السابعة صباحا، ارتدت ضحى صاحبة الـ6 سنوات ملابس المدرسة ونزلت مع أشقائها للتوجه إلى المدرسة، قابلت صديقتها الطفلة ندا وقالت لها "متزعليش منى ..أنا بصالحك"، وكأنها تودعها.. استقلت ضحى الأتوبيس الذى يوصلهم إلى المدرسة كل يوم، ولم تعلم بقدرها، جلست الملاك فى سيارة الموت التى يقودها شيطان فى صورة سائق، تحرك الأتوبيس وأثناء سيره ضغط السائق فجأة على الفرامل لتسقط الطفلة ضحى من فتحة بأرضية الأتوبيس وتفارق الحياة بعد دهسها أسفل عجلات الأتوبيس، الذى هرب سائقه وترك الطفلة تنزف حتى الموت. ضحى ضحية جديدة انضمت إلى ضحايا الإهمال الذى تجسد فى أبشع صوره، من صاحب أتوبيس كل همه "الفلوس" وسائق لا قلب له ولا ضمير، والمتهمان مازالا هاربين طلقاء، والنتيجة تلميذة تدفع الثمن عمرها، وأم مكلومة وأسرة ملأت حياتهم الأحزان. انتقل "انفراد" إلى منزل "ضحى" بمنطقة عين شمس، الوجوه يكسوها الحزن، دموع والديها وجدتها لا تتوقف، الأم محتفظة بملابس ابنتها وعليها آثار الدماء وممسكة بهدية عيد الأم التى اشترتها لها ضحى قبل وفاتها. قال "فتحى" والد الطفلة إنه موظف بمطار القاهرة، اشترك فى أتوبيس خاص لتوصيل أولاده الثلاثة إلى المدرسة مقابل شهرية يدفعها للمشرف، مشيرا إلى أنه اعتاد النزول من منزله الساعة 9 صباحا للتوجه إلى عمله، وفى يوم الحادث تلقى اتصالا يفيد بوجود ابنته فى المستشفى عقب سقوطها من الأتوبيس الذى يقلها إلى المدرسة، فأسرع إلى المستشفى ليجد ابنته جثة هامدة.

وأضاف:" توجهت إلى قسم الشرطة، وعندما سأله محرر المحضر "تتهم أحدا" رد عليه، اتهم الإهمال، مشيرا إلى أن المحضر تحول للنيابة وعندما سأل وكيل النيابة مشرف الأتوبيس عن صاحبه أبلغ عنه ولكن السائق وصاحب الأتوبيس لم يتم القبض عليهما حتى الآن، ومشرف الأتوبيس أفرج عنه بكفالة بعد حبسه، ولم يتم القبض على أى متهم فى القضية حتى الآن، قائلا: "أشعر بأن حق ابنتى سيضيع هدرا".

والدة ضحى لا تتوقف دمعها حزنا على فراق طفلتها نتيجة الإهمال والاستهتار بأرواح الأطفال، حيث قالت إن ابنتها ادخرت من مصروفها لتشترى لها هدية عيد الأم "سمكة زينة"، وقبلتها وقالت لها "كل سنة وانتى طيبة ياماما انا بحبك اوى"، ومرجعتش، مشيرة إلى أن ضحى كانت مرهفة الإحساس وتحب الرسم، حيث رسمت لوحة عبرت فيها عن عيد الأم وكتبت اسمها عليها وكأنها تريد أن تترك ذكرى قبل وفاتها. وأضافت أن سائق أتوبيس المدرسة هرب عقب سقوط ابنتها من فتحة بأرضية الأتوبيس لتصاب بكسر فى الجمجمة ونزيف داخلى، حيث حملتها وهى من غسلتها وقبلتها قبل دفنها مرددة "حسبى الله ونعم الوكيل ذنب بنتى ايه عشان تموت بالطريقة دى، فين الأمن والشرطة، صاحب الأتوبيس والسواق هربانين ومحدش بيحاسب حد فى البلد دى، انا بنتى راحت خلاص بس انا خايفه على ولاد الناس "، مشيرة إلى أنها علمت بأن صاحب الأتوبيس يمتلك أتوبيسات أخرى ويقوم بتشغيلها بعد الحادث وأن الأتوبيس الذى وقع به الحادث مختفى بعدما هرب السائق به عقب سقوط ابنتها منه. بصوت رقيق حزين قالت الطفلة ندا صديقة ضحى :"عمو انا خايفة اركب الاتوبيس عشام مش عايزه اموت ،ضحى وحشتنى اوى وصالحتنى قبل ما تروح المدرسة وقالتلى متزعليش منى".