بعد أن أوقفت المحكمة الإسرائيلية خطة وضعتها حكومة بنيامين نتنياهو، لاستغلال حقول الغاز الطبيعي فى البحر المتوسط وهما "ليفتان" و"ايتمار" لإبرام صفقات لتصدير الغاز منهما إلى دول آسيوية وأوروبية، قال نتانياهو فى أول رد فعل منه على حكم المحكمة إنه سيبحث عن طرق جديدة لتعويض الخسائر التى سيتكبدها الاقتصاد الإسرائيلى عقب الحكم القضائى.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو حكم المحكمة بأنه يهدد وبشكل شديد تطوير مخزون الغاز الطبيعى لإسرائيل، واصفا الحكم بالمتعنت لكونه يعرقل أى سبيل من أجل إبرام اتفاقيات كبيرة لبيع الغاز الطبيعى الإسرائيلى.
وأوضح" نتنياهو" أن الحكم القضائى سيحرم ملايين الإسرائيليين من المليارات التى ستعود على إسرائيل جراء بيع الغاز الطبيعى الإسرائيلى ، وسيجعل هذا الغاز مدفونا فى أعماق البحار دون الاستفادة منه .
ومن جانبه وصف وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شطينتس القرار بـ"المؤسف"، محذرا من أن تداعياته على الاقتصاد الإسرائيلي قد تكون "بالغة الصعوبة".
وأضاف أنه ما زال يأمل أن تجد الحكومة طريقة لتشجيع استغلال حقول الغاز البحرية، وأنها ستدرس خياراتها في الأيام المقبلة.
وكانت الحكومة الإسرائيلية توصلت العام الماضي إلى اتفاق مع شركة نوبل إنرجي التي مقرها تكساس ومجموعة ديليك الإسرائيلية، يمنحهما السيطرة على حقل "ليفتان"، أكبر حقل غاز اكتشفته إسرائيل، مع إجبارهما على بيع أصول أخرى صغيرة نسبيا، ويقول خصوم الاتفاق إنه سيفرز احتكارا في مجال الطاقة، وأقاموا دعوى أمام المحكمة للمطالبة بإبطاله.
وقدّر تقرير لهيئة المسح الجيولوجية الأمريكية في عام 2010 وجود 3455 مليار متر مكعب من الغاز، و ذلك 1.7 مليار برميل من النفط قبالة سواحل إسرائيل وقطاع غزة وقبرص وسوريا ولبنان.
وفى أول تأثير على الاقتصاد الإسرائيلى ، ذكرت القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلى أن بورصة تل أبيب تعرضت لهبوط حاد فى أسهمها، وخاصة فى أسهم شركات الطاقة .
وأضافت القناة أن أسهم كبرى الشركات العاملة فى مجال الطاقة خسرت ما بين 8% إلى 11 % خلال تعاملات اليوم بسبب قرار المحكمة .
وأوضحت القناة أن شركة "رتسوى يهش" الاسرائيلية تعرضت لخسارة قدره 11% لكونها الشركة المحتكرة للغاز الطبيعى فى حقل " ليفتان" ، وأشارت القناة إلى أنه من المتوقع أن يعلن بنك إسرائيل سعر الفائدة لشهر إبريل عقب الهبوط الذى ضرب البورصة الإسرائيلية .
يذكر أنه فى شهر اغسطس الماضى ، اكتشفت شركة الطاقة الإيطالية "إيني" أكبر حقل غاز في "التاريخ" في البحر المتوسط قبالة السواحل المصرية، حيث من المتوقع أن يشكل الاكتشاف تحولا في استراتيجية الطاقة المصرية.
وقالت شركة "إيني" إن المعلومات الأولية توضح أن الاكتشاف الجديد يحتوي على احتياطيات أصلية تقدر بحوالي 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وهو ما أكدته وزارة البترول.
وأضافت الشركة الإيطالية أن الاكتشاف هو الأكبر على الإطلاق في البحر المتوسط وقد يصبح واحدا من أكبر اكتشافات الغاز في العالم.
ويغطي الاكتشاف الذي أطلق عليه حقل "ظهر" مساحة 100 كيلو متر مربع على عمق 4757 قدما (1450 مترا) ويصل عمقه الأقصى لحوالي 13553 قدما (4131 مترا).