الكلمة نور وبعض الكلمات قبور" كلمات تضمنتها قصيدة الشاعر والأديب والمؤلف والمفكر عبد الرحمن الشرقاوى الذى رحل عن عالمنا فى 1987 وهى كلمات يجب أن يعيها كل من يتحدث لجمع من الناس فما بالك لو كان المتحدث إعلاميا،صحفيا كان أم إذاعيا وتليفزيونيا.
وكلمات"الشرقاوى" التى تمثل حكمة لا يدرك قيمتها كثيرون ممن احترفوا مهنة الإعلام دون مسوغ ربما ودون إمكانات ودون إدراك بطبيعة دورهم ووظيفتهم فى المجتمعات المستقرة وبطبيعة الحال لا يدرك هؤلاء أهمية المصداقية والتحقق من أقوالهم فى استمرار استقرار المجتمعات المستقرة أصلا، وهنا قد يكتفى القائمون على أمر المجتمع المستقر سواء كانوا سياسيون أو مثقفون بتوجيه اللوم أو النقد ذلك أن تصرفات هؤلاء الإعلاميون غير المسئولة لن تضر كثيرا المجتمعات المستقرة.
لكن الأمر يتحول إلى جد خطير حين ينتشر العبث الإعلامى فى مجتمعات لم تصل لمرحلة الاستقرار الكامل، مجتمعات ما زالت تواجه تحديات ومؤامرات داخلية وخارجية تحركها أجهزة وعقول مخابراتية خبيثة هدفها الأساسى ضرب كل ما قد يصب فى مصلحة مواطنى هذه المجتمعات.
لن أستمر طويلا فى تعميم الحديث وأحدد الهدف والهدف هو إلهام أبو الفتح، رئيس قناة "صدى البلد"، وهانى حتحوت مقدم برنامج "الماتش"فى القناة ذاتها فالثانى متهم بإثارة الفتنة مع سبق الإصرار والترصد ذلك أنه فكر وتوصل إلى قصة تلفت الانتباه إليه وتجعله حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعى ويدخل بؤرة الضوء و"الأولى"أشرفت على ارتكاب الجريمة ووافقت طويلا على ابتعاد الثانى عن الحيادية والموضوعية فى برنامج يفترض أنه جماهيرى بحكم محتواه الرياضى.
وكان لـ" إلهام وحتحوت" ما أرادا فقد دخلا بؤرة الأضواء ولكن بشكل سلبى فالرجل لم يقدم خبرا صادقا ولم ينفرد بحدث رياضى يترقبه المصريون وغيرهم ولأنهما ربما عجزا عن تحقيق أى من الأمرين قررا اختيار الأسهل.
والأسهل كان لـ" إلهام وحتحوت" فى الفتنة والإثارة والأكاذيب غير مكترثين بأى نتائج فالمهم أن يقدما جديدا إن لم يكن صادقا فلا مانع من أن يكون مفبركا.
و"حتحوت"هذا الذى بدأ حياته كمقدم برنامج أطفال فى التليفزيون المصرى زعم علمه من مصادره الدفينة والعميقة بأن نادى بيراميدز سيوافق على تأجيل المباراة مع النادى الأهلى والمدرجة ضمن مباريات دور الـ16 لبطولة كأس مصر بحيث لا تقام فى الموعد المقرر لها وهو يوم 28 فبراير الجارى، وتمادى "الحتحوت" بإشراف إلهام فى تنفيذ مخططه وفتنته عندما زعم بأن إدارة نادى بيراميدز سيوافق على التأجيل تنفيذا لطلب الأهلى.
أين الفتنة هنا؟
بداية نقول أن موافقة بيراميدز على التأجيل يصب فى مصلحة الأهلى ويسعد جماهيره العريضة لكن ماذا لو أعلن بيراميدز التكذيب وأكد عدم موافقته على التأجيل؟ بالطبع سيغضب جماهير"الأحمر" ويصبون اللعنات على "بيراميدز" والقائمون عليه وهو ما حدث فعلا، فبعد لحظات من أكاذيب "حتحوت" أصدر نادى بيراميدز بيانا كذّب فيه ما قيل وخاطب جماهير الأهلى:"ننتظركم يوم 28 فبراير فى الكأس..متتأخروش علينا".
و"بيراميدز" حين أعلن الحقيقة لم يخطئ لكن الجماهير الأهلاوية غضبت وشنت هجوما لاذعا طال بيراميدز وقياداته دون ذنب منهم فالجريمة ارتكبها حتحوت بإشراف "إلهام"دون وعى منهما أو خبره تؤهلهما لمخاطبة الملايين عبر الشاشات.
قد نقبل "فتنة حتحوت" وبرنامجه الذى ترأسه إلهام أبو الفتح، ونسامحهما إذا كانت المرة الأولى – أقول قد نقبل – لكن لن نقبله كإعلامى له سوابق فالتاريخ يؤكد أنه احترف إشعال الفتن بين الجماهير وتأجيج الصراعات فى الملاعب والمدرجات لتحقيق لمصالح شخصية ربما أو رغبة فى شهرة لا يستحقها فإمكانه الإعلامية محدودة للغاية فمثلا ما دافعك يا"حتحوت" لاستفزاز جمهور الزمالك عبر تذكيرهم بنتيجة مباراة ناديهم مع بنى عبيد التى فاز فيها الأخير بهدف مقابل لا شئ فى دور الـ32 لبطولة كأس مصر؟، وماذا جنيت وقناتك ورئيستها إلهام أبو الفتح، من غضب جمهور الزمالك الذى دفعهم لشن هجوم عنيف عليك فى موقع التواصل الاجتماعى وطالبوا بإلغاء برنامجك وتقديم الاعتذار.
جماهير الزمالك طالبوا بوقف برنامج حتحوت منذ أيام ونطالب نحن اليوم بوقف البرنامج ومحاسبة المذيع ورئيسة البرنامج إلهام أبو الفتح، حتى لا نؤثر على استقرار المجتمع الكروى والرياضى وعلى الاستثمارات الأجنبية الرياضية.
هل تعلم عزيزى"حتحوت" وكل"حتحوت" وعزيزتى إلهام أن خبراء الإعلام وضعوا أسسا ومبادئ واضحة لضمان تحقيق هدف الرسالة الإعلامية فى صدارتها الصدق، والحياد، الموضوعيه، تحمل المسئوليه وإنكما حين افتقدتما الصدق والموضوعية تحولتا إلى آلة تأثيرها سلبى للغاية ويجب أن تتوقف تقليلا للخسائر ولو لفترة تتعلما فيها كيف تكونا مسئولين مدركين لقيمة الكلمة التى قد تتحول إلى قبر.