"ما عملتش خير الواجب" بهذه الكلمات تحدث البطل "وليد مرضى حسن الفقى" الذى أنقذ عدداً من المصابين بحادث حريق قطار محطة مصر، الذى أسفر عن وفاة نحو 20 مواطنا وإصابة الآخرين.
بكلمات هادئة سرد البطل لـ"انفراد" تفاصيل الواقعة ودوره البطولي في إنقاذ المصابين من الحادث المؤلف، إيماناً منه بأن هذه الأنفس من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً.
وقال "وليد": أعمل في السكة الحديد، وبطبيعة عملي أكون متواجدا على المحطات والأرصفة، وفي حوالي التاسعة والنصف أو العاشرة صباحاً شاهدنا جرارا يدخل المحطة بسرعة مريبة، فضلاً عن أنه ليس فى توقيته، ولا يوجد سبب لدخوله، فلا يوجد قطار متوقف ليدخل ليسحبه، حيث يطلق على هذا الجرار "جرار مناورة"، وبعدها حدث الحريق.
وأوضح منقذ المصابين أن ألسنة النيران ارتفعت عدة أمتار تجاوزت العشرة، وبدأت أشاهد المصابين يتحركون والنيران تمسك بأجسادهم، فأسرعت نحوهم وسكبت عليهم المياه لإنقاذهم.
وأردف منقذ المصابين، أيقنت أن المياه تؤذيهم أكثر، ومن ثم لجأت لاستخدام البطاطين ونبهت على زملائي بذلك، ونجحت بمفردي في مساعدة وإنقاذ نحو 7 أشخاص، حتى حضرت سيارات الإسعاف ونقلتهم للمستشفى، حيث إن حضور السيارات للمكان كان سريعاً.
"صعب جداً تشوف حد قدامك بيصارع الموت"، منقذ المصابين يكمل حديثه، ويضيف، لم أبال بالموت أو الخطر، كان هدفي أنا وزملائي إنقاذ الأرواح ومساعدة المصابين في التغلب على الموت الذي كان يرفرف على المكان، بسبب تواجد النيران بكثرة نتيجة الاصطدام الشديد.
وعن دوره البطولي الذي قام به، أكد منقذ المصابين، لم أفعل سوى الواجب، و"أي حد كان مكاني..كان هيعمل حد وأكتر..لما تشوف إنسان بيموت..وما تساعدوش تبقى مش إنسان"، وأعرب المنقذ عن تمنيه بالشفاء العاجل للمصابين والرحمة للمتوفين ولأسرهم الصبر والسلوان، مؤكداً أن الحادث كان قاسياً على الجميع، ومنذ وقوعه وكأنه في حلم لا يصدق ما حدث، لكن الحمد لله على كل حال.
وتداول رواد السوشيال ميديا صور منقذ المصابين "وليد مرضى" وهو يسكب المياه على المصابين لإنقاذهم، وسط عبارات من الشكر والثناء على جهود العامل البسيط الذي شعر بالمسئولية وشارك في إنقاذ الأرواح.