الشيطان وسوس له بعد أن تمكن منه وأعمى عيناه وأضله، فجعله من رجل يخرج من بيته فى كل نهار باحثا عن لقمة العيش إلى قاتل وسافك دماء هى دماء سائق زميله من المطحونين.
جريمة قتل بطلها سائق قام بقتل زميله فى نفس المهنة التى اعتادوا على تقاسم الطعام معا، طوال فترة انتظارهم بموقف " السرفيس "، هى فترة انتظار " الدور " الذى يأخذ فيه كل سائق دوره من الزبائن، من ثم الذهاب والعودة مرة آخرى للموقف ليدخل فى الدور مرة آخرى، نسى العناء والتعب الذى يلحق بكل واحد منهم طوال اليوم فى النداء على الركاب ومجهود القيادة لتوفير لقمة العيش كلا منهم لأهل بيته فى آخر النهار.
البداية كانت أثناء تواجد المجنى عليه كعادته فى موقف السرفيس بمنطقة عين شمس، لبدء يوم عمل شاق كباقى الأيام التى يقضيها فى الموقف مع باقى زملائه، باحثا عن لقمة العيش ليستطيع مواجهة الظروف المعيشية الطاحنة ولتوفير احتياجات بيته من المتطلبات المعيشية، فبدء بالدخول فى الدور لسيارته الأجرة ليبدء رحلته اليومية فى العمل.
بعد أن بدأ يومه فى العمل وبانتظار الدخول فى الدور، فوجئ بزميله فى الموقف أحد السائقين الذين يتقاسم معهم الطعام والشراب يحتد عليه بالقول واللفظ، متهما اياه أن هذا ليس دوره، وأنه هو الذى عليه الدور فى الدخول فى الصف، فنشبت بينهم مشادة كلاميه تطورت إلى التشابك باأيدى لتنتهى بعد تدخل عدد من باقى السائقين بالموقف الذين منعوهم من التشاجر مع بعضهما، وأكدوا أن الدور على المجنى عليه.
وتبين من أمر الإحالة أن المتهم استشاط غضبا، ولم يرضى بحكم زملائه من السائقين وقرر الانتقام من الضحية ثأرا لكرامته، حيث تبين أنه لاحق المجنى عليه بسيارته الأجرة وبحوزته سلاح ابيض، وقام بالتوقف أمام سيارة المجنى عليه وتوجه نحوه وسدد له طعنة نافذة انتقاما منه اسقطه قتيلا على الفور.
وكشف أمر الإحالة أن المتهم "سعد. م"، 39 سنة سائق، قتل المجنى عليه "محمد عطيه" 44 سنة سائق سيارة أجرة " ميكروباص"، وذلك خلال مشاجرة نشبت بسبب التنافس على أولوية المرور من موقف سيارات الأجرة، حيث قام المتهم بملاحقة المجنى عليه بسيارته الأجرة وقام بالتوقف أمامه لمنعه من التحرك.
وتبين أيضا من خلال تحقيقات النيابة، أن المتهم قام على الفور بنزوله من سيارته الأجرة " ميكروباص "، وتوجه نحو القتيل ممسكا بسلاح أبيض "مطواه"، وعاجله بتسديد طعنه نافذه له بالصدر سقط على أثرها غارقا فى دمائه، وفارق الحياة قبل وصوله للمستشفى لإسعافه.
الشاهد الأول علاء عادل 23 سنة، تباع ، كشف أنه أثناء عمله برفقة المجنى عليه كتباع على السيارة الأجرة الخاصة بالقتيل، فوجئ بالمتهم يلاحقهم بسيارته الـ" ميكروباص " وقام بالتوقف أمامهم على خلفية مشاجرة نشبت بينهم فى موقف السرفيس بمنطقة عين شمس على أولوية الوقوف فى الدور، مضيفا أنه رأى المتهم شاهرا سلاح أبيض " مطواه " وتوجه نحو السائق الضحية، وقام بإجباره على النزول مسددا له طعنة نافذة فى صدره وتركه غارقا فى دمائه وفرا هاربا.
فيما جاءت أقوال رامى الششتاوى، 29 سنة، صاحب محل للحلاقة الذى وقعت أمامه الجريمة، أنه أثناء تواجده فى محله تنامى إلى سمعه صوت فرملة سيارة قوية وكأنه حادث تصادم قوى، فخرج ليتأكد من الأمر، حيث فوجئ بالمتهم يمسك بالمجنى عليه ويعتدى عليه بسلاح ابيض كان بحوزته وعاجله بطعنة قوية ارداه قتيلا وفرا هاربا، مضيفا أنه لم يتمكن من الامساك بالمتهم، وعقب ذلك حاول وهو وعدد من الأهالى فى المنطقة انقاذ السائق القتيل إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل نقله للمستشفى لتلقى العاج.
كما تبين من أقوال عزام عطية، 44 سنه سائق، أن المتهم نشبت بينه وبين المجنى عليه مشادة كلامية تطورت إلى أن أخرج القتال سلاح أبيض ولاحق الضحية، وقام بالتوقف أمامه لإجباره على التوقف وتوجه نحوه وطعنه طعنه اودت بحياته، مضيفا أن المتهم عقب ذلك لاذا بالفرار، إلا أنه قام وبصحبته عدد من السائقين على نفس خط السير بملاحقة المتهم إلا أنهم لم يتمكنوا من ضبطه، حتى تم ضبطه بمعرفة رجال المباحث الذين قاموا بجمع الملعلومات اللازمة عن الجانى، حتى تم ضبطه مختبئ بأحد الأماكن بدائرة قسم شرطة عين شمس وبحوزته السلاح المستخدم فى الواقعة.
البداية كانت بتلقى ضباط مباحث عين شمس، بلاغا من الأهالى يفيد بوقوع قتيل "سائق" بعد مشاجرة نشبت بينه وبين سائق آخر له داخل موقف السيارات السرفيس على أولوية الدخول فى الدور والمرور، وتبين من تحريات المباحث أن المتواجدين بالموقف قاموا بالتهدئة بينهم، إلا أن المتهم اشتاط غضبا وقرر ملاحقة المجنى عليه، محرزا سلاح أبيض، وقام بإقافه وسدد له طعنة نافذة توفى على أثرها فى الحال.
تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وباشرت النيابة التحقيق، وإحالة أوراق القضية عقب انتهاء التحقيقات لمحكمة الجنايات، والتى أصدرت حكمها بالإعدام على المتهم بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.