تتكاتف جهود المجتمع المصرى بكل فئاته لمواجهة نوعاً جديداً من العمليات الإرهابية التى تستهدف ضرب الاستقرار، والأمن الاجتماعى، تشويه الحقائق عبر منصات السوشيال ميديا، والتى تعتبر واحدة من أحد وسائل الحروب الحديثة.
فالحروب الإلكترونية، أو ما يعرف بحروب الجيل الرابع والخامس تستهدف سماء وأرض أكبر من التى تستهدفها الصواريخ والقنابل، وعدد أكبر من المواطنين وهو أمر فطنت له الجماعات الإرهابية، ما تطلب سرعة وقوة فى مواجهة هذا الجيل الجديد من الحروب، الأمر الذى دعى عدد كبير من الخبراء الأمنيين إلى فتح الملف والحديث عنه وفق آليات ومنهجية حقيقية، ناتجة عن خبرات فنية وعملية.
فى البداية قال اللواء مجدى البسيونى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، والخبير اللأمنى، إن الجماعات الإرهابية تسعى دائماً للإضرار بأكبر عدد ممكن من ممتلكات وأدوات الدولة، وهو مالم تستطع تحقيقه بالعمليات الإرهابية باستخدام ادوات تفجيرية، كونها تصيب مجموعة وعدد قليل من المواطنين، وخصوصاً بعدما تصدى رجال الشرطة والقوات المسلحة لهم وأفشلوا كل مخططاتهم فى هذا الشأن، لذلك اتخذت جماعات الظلام والإرهابية أسلوباً جديداً وهو نشر الشائعات.
وتابع مساعد وزير الداخلية السابق، والخبير الأمنى لـ"انفراد": نشر الشائعات أحدث أدوات الجماعات الإرهابية فى ضرب الاستقرار فى مصر، كونها ليست مكلفة ولا تحتاج لمجهود كبير فى نشرها وخصوصاً مع التقدم التكنولوجى، الذى جعل نشر الشائعات لا يحتاج إلى أكثر من ثوانى معدودة لتصل إلى الملايين.
وأشار الخبير الأمنى، إلى أن الجماعات الإرهابية والمتربصين لمصر يسعون لضرب الاستقرار بأحدث ما توصل إليه العلم الحديث من وسائل، وهو يتطلب مساحة كبيرة جداً من الوعى فى التعامل معها.
وأوضح"البسيونى"أن خطورة الجماعات الإرهابية فى فترات سابقة كانت فى استقطاب الشباب عبر المنصات الصغيرة لهم من خلال مساجدهم أو حتى من خلال الجامعات وهى فى النهاية عدد ليس كبير مقارنة بمواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا بشكل عام، لذلك فهى اشد خطورة على المجتمع.
ومن جانبه قال اللواء عصام نصار، الخبير الأمنى، إن إحكام السيطرة على منافذ السوشيال ميديا، فى المرحلة المقبلة يتطلب أولاً تنفيذ القانون بكل شدةً وحزم، وتفعيل منصات الحكومة الإلكترونية.
واستطرد"الخبير الأمنى"حديثه عن كيفية إحكام السيطرة على السوشيال ميديا؟، بضرورة مواجهة الشائعات بسرعة، وتفنيدها والتعامل مع مصدرها من خلال مجموعة من المتخصصين فى هذا المجال، بالإضافة لتعاون الجهات الحكومية والإعلام فى فضح زيف هذه المعلومات.
واستكمل "نصار": فى أغسطس الماضى أصدر قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، وتضمن عدد من الضوابط والعقوبات التى تجرم نشر وبث الشائعات وإثارة الفتن والبلبلة عبر المواقع الإلكترونية والسوشيال ميديا، لذلك يجب تفعيله وكذلك نشره للمواطنين فى أكثر من صورة، لكى يعى المواطنون هذا الأمر.
وفى السياق ذاته قال اللواء فؤاد علام، الخبير الأمنى، إن الحروب الإلكترونية من خلال ترويج الإشاعات من قبل الجماعات الإرهابية المتطرفة، والتى تدفع أموالا طائلة من خلال استقطاب شركات كبيرة فى التسويق الإلكترونى، إلا أن أسلوب الجماعة لن ينجح مع الشعب المصرى وخصوصاً أنه يعتمد على شائعات الشعب نفسه هو من يكذبها.
وتابع الخبير الأمنى: أصبح من الضرورى زيادة الوعى الأمنى لدى المواطن فى الفترة القبلة، وهو أمر يتطلب بالتوازى مع تطبيق القانون، التعاون من قبل الإعلام.