عادت قبرص لتُعيد حكاياتها مع الطائرات المصرية المختطفة بعد 38 عاما، بالتحديد منذ 18 فبراير 1978، حينما تم احتجاز رهائن مصريين فى مطار لارنكا الدولى القبرصى من قبل جماعة أبو نضال الفلسطينية، بينما اتجهت أنظار الشعب المصرى صباح اليوم مجددًا إلى المكان نفسه، من أجل متابعة تفاصيل اختطاف طائرة مصرية تقل على متنها 81 راكبا كانت متجهة من مطار برج العرب بالإسكندرية إلى القاهرة فى رحلة طيران داخلى، وما بين الحادثة الأولى والثانية اختلفت الدوافع لارتكاب الجريمة وطريقة التعامل معها أيضا ونتائج كل منهما.
بالنسبة للدوافع فى عام 1978، اختطفت مجموعة من أفراد جماعة أبو نضال الفلسطينية، طائرة من طراز dc-8 على متنها 16 شخصا من مصريين وعرب كرهائن، وهبطت الطائرة فى مطار لارنكا القبرصى، حيث خطف أفراد الجماعة الطائرة، بعدما نفذوا عملية اغتيال للكاتب المصرى والوزير الأسبق يوسف السباعى أحد الأشخاص المقربين للرئيس الرحل أنور السادات، وأحد أفراد الوفد المصرى فى الكنيست الإسرائيلى، حيث تم استهداف الوزير المصرى الأسبق أثناء حضوره مؤتمرا يخص القضية الفلسطينية.. بينما فى حادثة اليوم تم استبعاد فرضية وجود شبهة عملية إرهابية بخصوص سيف الدين مصطفى مرتكب العملية، وبينما تداولت المعلومات وجود سجل جنائى للخاطف، أشارت معلومات ورادة من الجانب القبرصى أنه يُعانى من اضطرابات نفسية.
وبالنسبة لطريقة التعامل مع الموقف فى واقعة قبرص الأولى، حاولت القوات القبرصية التفاوض مع المختطفين فى المطار، لكن السلطات المصرية لم تنتظر وقرر حينها الرئيس السادات إرسال قوات من وحدات الصاعقة الخاصة بدون استئذان السلطات القبرصية، وبالفعل شنت هجوما على مطار لارنكا، مما دفع القوات القبرصية للاشتباك مع القوات المصرية وترك المختطفين، وتلك المواجهة أسفرت عن مقتل 12 مقاتلا من قوات الصاعقة المصرية، واحتجاز باقى القوات.
وفى واقعة اليوم أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى اتصالا هاتفيا مع الرئيس القبرصى نيكوس أنستاسيادس للتنسيق بشأن الموقف بالنسبة لطائرة مصر للطيران المُختطفة والمتواجدة فى مطار لارنكا القبرصى، ومن جانبه، أكد الرئيس القبرصى، خلال الاتصال، على تعاون بلاده التام مع السلطات المصرية، واتخاذها جميع التدابير اللازمة لتأمين الطائرة المصرية المختطفة.
وعلى صعيد النتائج، فى واقعة العام 78 قررت القاهرة قطع العلاقات السياسية بين مصر وقبرص لسنوات عدة خاصة بعدما تم إرسال وزير الدولة للشئون الخارجية آنذاك بطرس غالى لقبرص للتفاوض مع السلطات القبرصية لإعادة رجال الصاعقة المصريين للقاهرة مع تسليم الخاطفين لمصر لمحاكمتهم، وبعد شد وجذب تم الاتفاق على إعادة رجال الصاعقة المصريين فيما لم يتم تسليم الخاطفين وتمت محاكمتهم في قبرص، وحكم القضاء القبرصى على الخاطفين بالإعدام، وبعد عدة أشهر أصدر الرئيس القبرصي قرارا بتخفيف الحكم ليصبح السجن مدى الحياة، ثم تم إطلاق سراح الخاطفين وتهريبهم خارج قبرص.
بينما كانت نهاية واقعة اليوم سعيدة إلى حد كبير، وفى تمام الساعة الواحدة ظهرا و 20 دقيقة، أعلنت وسائل إعلام قبرصية، أن مجموعة من القوات الخاصة، جاهزة لاقتحام الطائرة المصرية المختطفة بمطار لارانكا، وفى تمام الواحدة و54 دقيقة تم الإعلان عن نجاح أجهزة الأمن القبرصية فى اعتقال مختطف الطائرة المصرية فى مطار لارنكا القبرصى سيف الدين مصطفى وتحرير جميع الرهائن.
وأكدت الإذاعة القبرصية أن مختطف الطائرة المصرية خرج رافعا يديه، فيما أشارت وزارة الطيران فى بيان مقتضب إلى أنه تم الإفراج عن جميع الرهائن والقبض على الخاطف، وكشفت مصادر إعلامية عن أن خاطف الطائرة المصرية لم يكن يرتدى حزاما ناسفا، وإنما حزام طبى خدع به الخاطف طاقم الطائرة والركاب لتنفيذ جريمته.
وانتهى الأمر بتحرير جميع الركاب وطاقم الطائرة وأعلن المتحدث الرسمى باسم المركز الوطنى لإدارة الأزمات بقبرص، فى تصريحات إعلامية ، أنه سيتم عقد مؤتمر صحفى قريبا جدا لعرض تفاصيل اختطاف الطائرة المصرية