حدث أيام الملكية.. أول نادى للسيارات بمصر يصدر 80 رخصة دولية يوميا تصلح لـ150 دولة.. وعمل على تنظيم المرور ورصف الطرق وتحديد أسعار الوقود وإرشاد السياح حتى الخمسينيات.. والملك فؤاد منحه لقب الملكى.. ص

نادى السيارات الدولى المصرى، هو الجهة الوحيدة التى يمكن من خلالها استخراج رخص قيادة دولية تستطيع بها قيادة، السيارات خارج مصر، فى 150 دولة حول العالم. وهو أحد أقدم وابرز أندية العالم وتأسس سنة 1905 وكان من أوائل المؤسسين للمنظمة الدولية للسيارات FIA سنة 1922، ويرجع الفضل الأكبر فى إنشائه لمسانده من نادى السيارات الفرنسى وأنشئ النادى برعاية الخديوى عباس حلمى التانى، ومقره بشارع قصر النيل بوسط البلد. يقول المستشار عادل عبد الباقى رئيس نادى السيارات والرحلات المصرى بالقاهرة، أن النادى من أعرق أندية العالم، وكان ينظم سنويا معارض السيارات على الأقل مرتين فى السنة، كما يشارك فى معرض السيارات الدولى. وأضاف رئيس نادى السيارات، لـ"انفراد"، أن النادى يصدر رخص قيادة دولية من 70 لـ 80 رخصة فى اليوم الواحد، وهى رخصة سارية لمدة سنة لا تجدد وتتيح لصاحبها القيادة فى 150 دولة تقريبا ولكن بشروط. وأشار عبد الباقى، أن عددا كبيرا من أعضاء النادى، لديهم سيارات كلاسيكية قديمة، لا تقدر بثمن بالنسبة لأصحابها فهى كالجواهر عند أعضاء النادى، وعند تنظيم المعارض يتم عرضها كمقتنيات ثمينة، مشيرا إلى أن النادى به لجنة للسيارات الكلاسيكية. وتولى الأمير عزيز حسن رئاسة النادى خاصة أنه كان من عشاق السيارات ومن أوائل مالكيها فى مصر وكان رسوم الانضمام للنادى وقت إنشاؤه حوالى 6 جنيهات أما الاشتراك السنوى فكان خمسة جنيهات، وكان الغرض من النادى هو جمع محبى الأوتومبيلات من المصريين والأجانب المقيمين وكان الشرط الأساسى للانضمام للنادى هو امتلاك سيارة فكان عدد الأعضاء قليلا. وأول سباق للسيارات نظمه النادى سنة 1905، وأقيم بشبرا والثانى عند سفح الهرم والثالث فى هليوبوليس سنة 1908 والرابع سنة 1911.

أنعم الملك فؤاد على النادى الجديد بلقب ملكى ليصبح الاسم، نادى السيارات الملكى وذلك عند الإعلان عن الإنشاء الثانى للنادى بعد الحرب العالمية الأولى، وأهدت الأميرة فاطمة إسماعيل ابنة الخديوى إسماعيل، المبنى المقام به النادى. وأبرز ما قام به النادى خلال العشرينات من القرن الماضى هو تنظيم أول معرض للسيارات فى مصر فى فبراير 1927 وسنة 1947 وأيضا فى سنة 1950 كما عمل على تشجيع السياحة بالإضافة إلى الاهتمام بالطرق والمشاركة فى إصلاحها علاوة على تنظيم معارض السيارات والسباقات ومعاونة أعضاؤه على انهاء اجراءات الجمارك على سياراتهم واستخراج تراخيص المرور المحلية والدولية علاوة على الاهتمام بتحديد أسعار المواد البترولية مثل البنزين والزيوت إضافة إلى التعاون مع السلطات المختصة لمراعاة قواعد المرور وتنفيذها. وكان النادى يلعب فى الماضى دور يشبه الدور الذى تلعبه هيئة تنشيط السياحة اليوم من خلال مساعدة السائحين أثناء زياراتهم لمصر من خلال استخراج دفاتر المرور الدولية لهم وتزويدهم بالبيانات والخرائط الخاصة بالطرق والمناطق السياحية للسير خاصة داخل القاهرة والإسكندرية.

أدخل النادى فى اوائل الخمسينيات الماضى، أحدث النظم والوسائل المتبعة فى العالم لتنظيم المرور وحركة المشاة إضافة لتزويد بعض الشوارع بالعلامات الارشادية وإشارات المرور الكهربية، كما كانت هناك لجنة للطرق عملت على تنظيم المرور بطريق مصر – إسكندرية الصحراوى وتأمين مرور السيارات فيه وأقامت 4 مراكز كبيرة للإسعاف وألحقت بكل منها جراج لإصلاح السيارات المعطلة على الطريق عند تعرضها لأى عطل، كما قام النادى بإنتاج بعض الأفلام السينمائية للتوعية بمخاطر مخالفة قواعد المرور.

وفى سنة 1949 أصدرت وزارة الداخلية، ترخيص مزاولة نشاط للنادى وظل النادى بمسماه "نادى السيارات الملكى" حتى قيام ثورة يوليو 1952 وتغير أسمة فى سنة 1953 "لنادى السيارات المصرى".