للمرة الأولى منذ صعوده لرئاسة إيران، يتوجه الرئيس الإيرانى حسن روحانى، غدا الإثنين إلى العراق فى زيارة تستغرق 3 أيام، تلبية لدعوة رسمية من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء العراقيين، يجرى خلالها محادثات ثنائية مع الرئيس العراقي ورئيس الوزراء بشأن العلاقات الثنائية والتعاون الإقليمى بين إيران والعراق بحسب برويز إسماعيلى، رئيس المكتب الإعلامى فى الرئاسة الإيرانية.
الزيارة تكتسب الكثير من الأهمية لدى صانع القرار الإيرانى فى ظل عقوبات أمريكية مشددة تخنق النظام الذى يجد فى العراق حديقة خلفية اعتاد على التواجد والنفوذ إلى ساحاتها السياسية، ورغم دفعه ثمن هذا النفوذ إلا أنه بدا يوظفه لصالح مرحلته الآنية.
فى المقام الأول ينظر إلى زيارة الرئيس الإيرانى إلى بغداد كونها زيارة اقتصادية فى المقام الأول، فمنذ أن فرضت العقوبات الامريكية على إيران، تسعى طهران لتحويل العراق الذى حصل غعفاءات من العقوبات فى نوفمبر الماضى إلى الرئة التى يتنفس عبرها النظام المحاصر بالضغوط، وبشكل فعلى أصبح العراق المشترى الوحيد للغاز الإيرانى بفعل العقوبات بعد أن كان ثانى أكبر مشترى للغاز ويستورد على الأقل 14 مليون متر مكعب يوميا، وعليه تسعى طهران لاستغلال نفوذها فى العراق مع ازدياد ثقل هذا النفوذ بالدور الذى لعبته فى تشكيل حكومة عراقية مقربة منها نهاية العام الماضى، لتوظيفه فى تخفيف أثر العقوبات.
يقول المحلل السياسى والباحث فى الشأن الإيرانى أسامة الهتيمى "لـ "انفراد""، "رغم أن زيارة روحانى إلى العراق تأتى تلبية لدعوة من رئيسي الجمهورية والحكومة العراقيين إلا أن الاستجابة لها فى هذا التوقيت لها دلالتها الخاصة، إذ تأتى فى ظل تكثيف التحركات الإيرانية فى بعض دول المنطقة خلال هذه المرحلة والتى تهدف منها التأكيد على مدى عمق العلاقات الإيرانية مع هذه الدول، فقبل أيام قليلة قام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة إلى إيران وقبلها بأيام قام وزير الخارجية محمد جواد ظريف بزيارة إلى لبنان وهما الزيارتان اللتان شهدا جهودا إيرانية لتوثيق أطر التعاون الاقتصادي مع هذه الدول، وهو الأمر نفسه المتوقع أن تسعى إيران إلى تحقيقه خلال زيارة روحانى إلى العراق.
ورأى الهتيمى، أن طهران تسعى بذلك للرد على تحركات واشنطن وبعض الدول العربية المناوئة للمشروع الإيرانى التي تسعى إلى تضييق الخناق اقتصاديا على إيران، لافتا إلى أن تحركات طهران والتجاوب من بعض الأطراف العربية وغير العربية فى المنطقة مع إيران سيمثل أحد أهم طرق التحايل الإيرانى على العقوبات الأمريكية، الأمر الذى سيخفف من حدة هذه العقوبات، بما يتفادى وصول حالة الاحتقان الشعبى الداخلى إلى مستويات يمكن أن تكون مصدر رهان من المناوئيين على إسقاط النظام الإيرانى أو على الأقل إجباره على تغيير سلوكياته".
الرئيس الإيرانى وأردوغان
على صعيد آخر يقف العراق البلد المثخن بمشكلاته حائرا بين السباق الإيرانى- التركى على الاستفادة القصوى من إمكاناته رغم محاولات مسئوليه للنأى بالنفس عن أى صراع على أراضيه، ويزور الرئيس التركى رجب طيب أردوغان العراق الشهر المقبل، وفقا لسفير أنقرة لدى بغداد فاتح يلد، الذى قال "الرئيس أردوغان سيزور العراق بعد الانتخابات التركية المحلية المقررة هذا الشهر، مؤكدا أن بلاده ستحقق إنجازات فى مجال البنية التحتية ومشاريع أخرى فى العراق تسبق زيارة أردوغان".
وتأتى زيارة أردوغان فى إطار السباق التركى الإيرانى على الكعكة العراقية، ومساعى تركيا بالسيطرة على شمال العراق وتوغلها فى مناطق يقطنها أهل السنة، وتشن تركيا حرب مياه على العراقيين، وتعتزم أنقرة وفقا لأردوغان ملء خزان سد إليسو على نهر دجلة فى يونيو المقبل، رغم احتجاج العراق صيف العام الماضى عندما بدأت أنقرة احتجاز المياه خلف السد لفترة وجيزة، مما سيؤدى إلى أثار سلبية على العراق من شح المياه لأنه سيقلل التدفق فى أحد النهرين اللذين تعتمد عليهما البلاد فى معظم احتياجاتها من الماء.