معاش القارئ فى مصر 40 جنيه فى الشهر
-النقابة: القارئ لا يحصل إلا على ربع بدل سفر.. ونستأجر مقرا يكلفنا 1750 جنيه شهريا
- النقابة: قارئ الجمعة الماضية لا يعلم شيئا عن القرآن ولا أحكامه ولا وقفه..وليس مقيدا بالنقابة
حالة من الغضب و الاستياء سيطرت على العديد من قراء القرآن الكريم بمصر، بد أن تفاجئوا بأن قارئ القرآن فى الجمعة الماضية أمام رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، غير معتمد بنقابة القراء أو الإذاعة ،وهو المنشد الشاب مصطفى عاطف، حيث عبر القراء عن استيائهم الشديد، مشيرين فى تدوينات لهم على موقع التواصل الاجتماعى، أن ما حدث إهانة لقراء كبار تفتخر بهم مصر وهى دولة تلاوة القرآن الكريم أمام العالم ،لافتين إلى أن الأمر لا يعدو كونه قراءة من شخص غير معتمد لكن الكارثة فى أن تلاوته كانت خطأ وكانت مخالفة لأحكام تلاوة القرآن.
نقابة القراء عبرت عن استيائها مما حدث، حيث قال الشيخ محمد محمود الطبلاوى، نقيب القراء، فى تصريحات لـ"انفراد"، :"ما حدث خطأ وتحدثت مع مسئولين فى الإذاعة بعد أن وصلتنى العديد من الشكاوى من القراء ،حيث أبلغنى أحدهم ان هذا القارئ فرض عليهم فرضا"، لافتا إلى أنه تقدم بمذكرة إلى عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة و التلفزيون، أوضح خلالها رفض النقابة لما حدث فى الجمعة الماضية.
الشيخ حلمى الجمل، نائب رئيس نقابة القراء ،كشف لـ"انفراد"، عن أن النقابة أرسلت خطابا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، مشيرا إلى أن ما حدث فى الجمعة الماضية يعد كارثة بجميع المقاييس و سيؤدى إلى تراجع دور مصر الريادى، والتى هى دولة تلاوة القرآن الكريم .
وحصل "انفراد"، على نص خطاب النقابة إلى رئيس الجمهورية والذى جاء فيه:"من نقابة القراء إلى رئيس الجمهورية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى.. إن نقابة القراء بجمهورية مصر العربية حرصا منها على المحافظة على القرآن الكريم وإحكام تلاوته خاصة فى بلد القرآن مصرنا الحبيبة التى علم قراءها قراء العالم فن التلاوة وآدابها و أحكامها حتى لقراء البلد الذى نزل فيه القرآن، وقد ناشدت النقابة غير مرة مؤسسة الرئاسة بترك اختيار قراء الجمعة أمام فخامتكم للتخطيط الدينى بالإذاعة و التلفزيون لاختيار القراء المتقنين المجيدين المعتمدين من ذوى الأصوات الحسنة الندية".
وأضاف الخطاب:" قد أدهشت النقابة لما حدث بالجمعة التى شرفتموها بمسجد السلام بشرم الشيخ الموافق 25 مارس 2016 فوجئت بقارئ غير معتمد ليس لديه أدنى دراية بأحكام التلاوة ولم يعرض على لجان متخصصة ويدخل فيمن قال فيهم النبى صلى الله عليه وسلم "رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه "مما أثار غضب وسخط القراء والمحفظين بالنقابة".
وتابع خطاب النقابة:"نرجو من فخامتكم توجيه أمركم الكريم لمنظمى مثل هذه الحفلات بالرئاسة بترك الاختيار للإدارات المتخصصة بالإذاعة و التلفزيون.. فأهل مكة ادرى بشعابها ولا يكون الاختيار على حساب القرآن وإتقانه والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل".
الشيخ حلمى الجمل، أكد فى تصريحات لـ"انفراد"، أن النقابة تواجه الآن عاصفة من الشكاوى والرسائل و المكالمات بهذا الشأن وبما أننا النقابة المهنية الوحيدة التى تدافع عن القرآن الكريم فإذا صمتنا عن هذا الأمر الذى حدث ليس معناها أن مصر خلت من القرآن و إنما دور مصر الريادى و التاريخى ذهب إلى غير رجعة وانتهت دولة التلاوة من العباقرة ،كون مصر يصل بها الأمر إلى هذا الحد .
وأضاف:" كان أولى بالدكتور أسامة الأزهرى أن يقف خطيبا بدون قراءة أو أن يقرأ هو بعض آيات القرآن الكريم حتى مرتلة وكان ينقذ الموقف لأنه سيقرأ قراءة سليمة أما أن يأت قارئ لا يعلم شيئا عن القرآن و لا أحكامه ولا وقفه ولا إبدائه.. فطالب الكتاب ربما يتعلم أفضل من الذى قرأه هذا القارئ .
وعن قراءة المنشد مصطفى عاطف، قال نائب نقيب القراء، إن هذه القراءة لا يجب ان نصفها بأنها قراءة تمت إلى أحكام القرآن الكريم بصلة فهى بعيدة كل البعد عن أحكام التلاوة، لافتا إلى أنه قرأ نصا من القرآن دون أن يراعى المدود الطبيعية أو الوقف والابتداء و الغنة أو المد أو الإخفاء إلى غير ذلك إن شئت قل إنه لم يطبق حكما واحدا من أحكام التلاوة.
وأوضح :"استمعت إليه وسمعته يقول "وكفلها زكريا" ،هذا مد طبيعى صاحب الطبيعة السليمة لا يزيد فى مده عن حركتين لكنه مد أربعة وخمسة لماذا، فهذا الكلام الذى حدث أمام رئيس الدولة لا يمكن السكوت عليه وكان أولى بالخطيب أن يقرأ قرآن مرتل وهو سيقرأه جيدا، أو أن نذيع من الاذاعة او التلفزيون قراءة لأحد كبار القراء مسجلة وأن تذاع فى مثل هذا الوقت وبعدها يقوم الخطيب ويرتقى المنبر"، مؤكدا أنه كان من الممكن إنقاذ الموقف بأكثر من وسيلة.
وعن مشاكل القراء فى مصر، قال:"مشاكل القراء قائمة وشكونا إلى مؤسسة الرئاسة ورئيس مجلس الوزراء وإلى وزارة الأوقاف واستضافنا وزير الاوقاف استجاب لبعض المطالب، أما المطالب التى لم يتم الاستجابة لها حتى الآن، منها أن النقابة الآن تستأجر مقر لها بحى السيدة زينب يكلفها إيجار شهرى مقداره 1750 جنيه، و قراء السور الذين يقرأون بوزارة الأوقاف إن كان إذاعى أو غير إذاعى لا يأخذ فى قراءة السورة فى أربع جمع طوال الشهر سوى 60 جنيها.
وأشار إلى أن معاش القارئ الآن لم يزد عن 40 جنيها شهريا للقارئ الذى يعول، و دعم الدولة الممثل فى إعانة وزارة الأوقاف للنقابة لا يزيد عن 100 ألف جنيه فى العام، فى حين أن دفعة المعاشات الواحدة كل 6 شهور تكلف النقابة 250 ألف جنيه.
وأوضح أن النقابة لديها 10 آلاف قارئ ومحفظ بنقابة القراء، منهم حوالى 1500 يستحقون المعاشات و الرقم فى ازدياد، متسائلا:"هل يعقل أن يكون معاش القارئ فى الشهر 40 جنيه، ولو له بنت مطلقة تأخذ 10 جنيه فى الشهر، ولو لديه بنت أرملة تأخذ كل شهر 16 جنيه، هذا حال أهل القرآن فى جمهورية مصر العربية والتى هى بلد القرآن".
وحول المبعوثين إلى الخارج لإحياء سهرات شهر رمضان، قال:" بدل السفر اللى كانوا بياخدوه أصبح القارئ الذى يوجه له دعوة من الخارج تتولى الجهة الطالبة جميع النفقات ووزارة الأوقاف لا تعطيه سوى ربع بدل".
وأوضح أن هناك طلبات استجاب لها وزير الاوقاف منها زيادة شيوخ المقارئ من 70 جنيها إلى 100 جنيه فى الشهر، وضاعف أجر شيوخ الكتاتيب من 75 جنيه إلى 150 جنيه، وأعفى كبار السن من شرط السن عند سفرهم فى شهر رمضان ما دامت لياقتهم الطبية تسمح بالسفر لأن هؤلاء البقية الباقية من القراء الضابطين.
وفى نهاية تصريحاته، قال الشيخ حلمى الجمل، :"نرجو من رئاسة الدولة أن ترفع يدها وتترك الأمر للتخطيط الدينى بالإذاعة و التلفزيون وألا ترشح أحدا لأن يقرأ أمام رئيس الدولة إلا إذا كان معتمدا وموثوق من قراءته وعلى مستوى المسؤولية وإلا ضاع دور مصر التاريخى ودولة التلاوة فى مصر إلى غير رجعة".